23 ديسمبر، 2024 3:26 م

في سبعينيات القرن المنصرم، وتحديدا في قطاع 55 في مدينة الثورة ، القت قوات امن صدام القبض على مجموعة من الشباب اليساريين، وكان آنذاك بيت خير الله طلفاح خال صدام في منطقة جميلة المجاورة للثورة، فانتخب الرجال مجموعة منهم للذهاب الى طلفاح لاخراج اولادهم من السجون، وفعلا عقدوا العزم وذهبوا، استقبلهم الرجل وجلسوا وطرحوا قضيتهم، ابو عدنان احنه جايينك ومانريد اترجعنه خايبين، وبقت يم الله ويمك، فرد عليهم بسخرية كبيرة: شفتوا واحد من تكريت طب على بيوتكم واخذ ولدكم؟ فقالوا: كلا، فقال: صدام هد اجلابكم عليكم، وروحوا طالبوا بولدكم من جلابكم الهدهم عليكم، المهم رجعوا خائبين واعدموا اولادهم بعد ذلك، وانا انصح نوري المالكي على الرغم من انني وبصراحة كبيرة لا احبه لانه اخطأ كثيرا في ادارة شؤون البلاد، انصحه بعدم اجتياح الفلوجة لانها فخ معد لابادة الجيش العراقي الفتي، انصحه بما قال الحاج خير الله طلفاح : هد اجلابهم عليهم، واقصد جلاب داعش والقاعدة وجبهة النصرة، والبعث لان اهلنا في الانبار والفلوجة اهل كرام وهم اخواننا مهما حدث او يحدث.
على رئيس الوزراء عندما يهدد ان يعد للامر عدته، وليس عليه ان يخصص لكل جندي مخزنا للعتاد او مخزنين، وبالتالي ينفد العتاد ويقع الجندي اسيرا بيد هؤلاء، وليس عليه ان يطيل امد الحرب لانها ليست بصالح الجيش الذي بدأ يتململ ويشكو من نقص العتاد والمؤن، مهما تكن الفلوجة غالية علينا وناسها اعزاء على قلوبنا الا انها في السياقات العسكرية وسياقات الحرب ليست كبغداد، لان داعش اذا دخلت بغداد سيختلط الحابل بالنابل، اما حين يقتل كلب كلبا فلاخسارة تذكر من جراء المعركة التي من الممكن ان تحدث اذا طال حصار الفلوجة، خصوصا وان الناس الابرياء يخرجون منها تباعا هروبا من داعش ومحاكمها الشرعية، ابناء الناصرية والعمارة والبصرة ليسوا دماء رخيصة لتزج بهم في حرب شوارع من المستحيل ان يكسبها جيش نظامي، وسوريا خير مثل على ذلك بالرغم من الفرق الكبير بين الجيش السوري المعد سابقا والمزود باحدث الاسلحة، وبين الجيش العراقي الجديد الذي لايقوى عوده على مواجهة حرب استنزاف ربما تمتد لاعوام.
وبعد فالنصيحة التي ساوردها قصة من التراث حدثت في زمن العصمنلي، حيث كان الشقاوات وقطاع الطرق، وهذا واحد منهم يلزم الطريق عندما يأتي الليل، ليقوم بالتسليب، وفي ليلة ظلماء، وقف في رأس الزقاق ليقوم بسلب الآخرين، فجاء رجل مسيحي يمتطي حمارا له، فأوقفه صاحبنا وسأله: الى اين انت ذاهب في هذا الليل؟ فقال : انا اذهب الى داري، فقال: الاتخاف ان تسير في  الليل؟ فقال المسيحي، انا لا اخاف لان معي الاب والابن وروح القدس يحرسوني، فرد الشقاوة : هاي انتم ثلاثتكم راكبين على هذا الزمال المسكين، عبّر صوابك ، جيب مجيدي، مايعني ان هؤلاء قطاع طرق وعليك ان تواجههم باشباههم، او تلجأ  الى اميركا التي هي رأس الافعى في هذا المجال، وتعرف اوكار هؤلاء وتوجهاتهم، وتصمت عن افعال السعودية في هذا الاتجاه، جيش فتي لم يخض حربا من قبل سيكون صيدا سهلا للمفخخات والعبوات، اياك ان تجتاح الفلوجة، اضف الى ذلك انك حين اجتياح الفلوجة ستخسر الدعم الدولي الذي افرحك كثيرا ، وتركك تنسى دماء الابرياء من ابناء المحافظات الجنوبية والذي يفتك الفقر بهم وبعوائلهم، وخير دليل الجندي حسين ذياب الذي استشهد بعد ان نفد لديه العتاد، يمتلك دارا في الحواسم ولديه ثلاثة اطفال واخوان معاقان، مايعني ان عائلة جنوبية انهارت بعد ان ذهب معيلها، واخيرا: صدام هد اجلابنه علينه، فلا تهد جلابهم انت ايضا علينه، هد اجلابهم عليهم.