7 أبريل، 2024 8:31 م
Search
Close this search box.

هديل كامل وحزب الفساد

Facebook
Twitter
LinkedIn

أدرك وأعي جيدا أن أحدا لا يريد أن يقرأ عن أمر خارج معركة الاستفتاء ، وان القراء الاعزاء يريدون مثلي ان يدركوا سر تقلبات طبيب الأعصاب نجم الدين كريم ، الذي اراد ذات يوم ان يتحول من محافظ الى رئيس جمهورية ، والقى علينا انذاك محاضرة في ضرورة احترام الدستور ولم الشمل ، ولم ينسى اللحمة الوطنية .
ولكن اسمحوا لي ولو لم يقرأ أحد هذه السطور . ان اتحدث عن النساء ، واتمنى ان لايذهب بكم الظن بعيدا وتعتقدون انني سأتناول سيرة صاحبة الحذاء الذهبي ” عالية نصيف ، او اتذكر مآثر عواطف النعمة ، او لا سامح الله اريد منافسة عتاب الدوري على منصب وزير الدفاع .
اليوم ياسادة أصبح العالم مسكونا بشيء اسمه المرأة، فلم يعد من الممكن تشكيل برلمان او حكومة في أي بقعة من العالم من دون النساء، وفازت امرأة مثل مارغريت تاتشر ابنة بقال إنكليزي بلقب الشخصية الأكثر تأثيراً في العالم، وأصبحت بلدان أمريكا اللاتينية تستبدل رؤساءها العسكر بنساء أنيقات، وسيقترع الالمان للمرة الرابعة للسيدة أنجيلا ميركل. المرأة البدينة ، لكنها الزعيمة التي دخلت التاريخ من اوسع ابوابه وتعيش معها المانيا أهنأ مراحلها .فيما أصرت سنغافورة ان تضع سيدة مسلمة على كرسي رئاسة الجمهورية ، سيقول البعض كفى تهريجا يا رجل، كيف يمكن لبلد النسبة الاكبر من السكان فيه يعتنقون البوذية ، ان يقبل برئيسة مسلمة ؟ اذا علمنا ان بعض ساستنا”الحجاج”يغسلون ايديهم اذا صافحوا امرأة ، فكيف اذا وضعنا مسيحية في منصب رئيس الجمهورية ، ولكن هذه هي الحقيقة فقد اختاراهالي سنغافورة ، السيدة حليمة يعقوب رئيسة لهم ، وقبلها كانت هذه السيدة تراس البرلمان .
ذهب العصر الذي كانت تشكو فيه سيمون دي بوفوار في كتابها “الجنس الآخر ” العصر الذي قالت فيه عبارتها المشهورة: لا “يولد المرء امرأة بل يصبح كذلك ” .
كثيرون منا اليوم في العراق يشعرون بالاعتزاز بالدور الذي تلعبه المراة في المجتمع ، والجميع يدرك بالتاكيد أن ظهور قدرة المرأة في شتّى المجالات ، هو أفضل السبل إلى كسب ما تستحق ، لكن هناك طبقة سياسية تريد للاسف ان تظل المرأة مجرد تابع لإرادة سيد البيت والعمل والوطن .ولايزال الكثير من مسؤولينا ” الأفاضل ” يصدحون رؤسنا بحديث عن حقوق المراة ، لكنهم في الواقع لايختلفون في تفسيرهم للحقوق عما كتبه ” الزعيم الاوحد ” معمر القذافي في كتابه الاخضر ، حيث اكتشف أن ” الرجل ذكر والمرأة أنثى” .
لا اريد ان اتحول الى مدافع عن حقوق النساء في هذه السطور القليلة . ولكن يشرفني أن أتابع نشاطاتها من خلال مطالعة ما تكتبه الدكتورة لاهاي عبد الحسين ، وما تقوم به السيدة هناء ادور ، وما تبدعه مخيلة لطفية الدليمي ، وما تحكيه لنا انعام كجه جي من حكايات هذا البلد ، وما تقوم به مئات الطبيبات والمهندسات والمعلمات والفتيات وربات البيوت ، ممن يحفرن في الصخر تاريخ مشرق لهذه البلاد ، ولم تكن هديل كامل التي استكثر عليها ” ذكور ” الفساد منصب رئيسة هيئة الامناء في شبكة الاعلام ، الا واحدة من مبدعات بلادي اللواتي كلما آراهن اتذكر ما قاله يوما اشهر رؤساء وزراء العراق نوري السعيد الى عفيفة اسكندر : ” حين استمع لأغنياتك اشعر اننا بخير ” . لماذ يقفون في وجه هديل كامل ؟ لانها لم تكن مجرد رقم في شبكة الاعلام ، بل فنانة تدرك ان الفن والثقافة والاعلام جزء من نضال لايموت ، يستمر ليهز وجدان الناس ومشاعرهم ويقلق احزاب الفساد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب