نشر في اوامر القسم الثاني ليوم الاحد 31 /10 / 2016 🙁 فقد المرقوم 505966 ج.ط عمر حبيب علي قي منطقة حمام العليل على كلية الزراعة وتنزل من القوة والقدر ) .قرب سياج حديقة الورود وجد رفيقه في السلاح هاتفه الخلوي وصورة امرأة اربعينية مثبت عليها تاريخ 31/10 / 1966 وعبارة ( الصرخة الاولى ) وآثار لورود مقطوعة قبل ساعات وسلسلة معلق بقلب مصاغ من فضه كتب على جهته اليسرى حرف (ر) وعلى اليمنى (س) واكثر من اثر لاحذية عسكرية طبعت اثارها على وجه الارض . تحرك مفتشا في المكان عن اثار اخرى فوجد على مسافة غير بعيدة اثار دماء متيبسة وظروف اطلاقات فارغة ووردة بيضاء لطخت بالدم فرسم في ذهنه معركة غير متكافئة خاضها صديقه ورفيقه في السلاح وادت الى مقتله في النهاية لكن ماشغل باله انه لم يجد جثته او اثرا يدل عليه ورفض ترجيح فكرة أسره من قبل العدو لذا قطع بأن المعركة التي يتخيلها لم تكن مع العدو وقد تكون مع اهل المنطقة التي جاءوا لانقاذهم وبعد قتله قرروا اخفاء جثته خوفا من المسائلة ودارت في رأسه افكار متضاربة لكنه في النهاية قرر ان يلتزم الصمت لوقت معين عل بصيص امل يولد في ساعات الانتظار يعيد صديقه لرفقته في السلاح.
. اتصل بها قبل اربعة من تاريخ الميلاد وهنئها قبل غيره ودعاها لاحتفالية صغيرة يقيمانها في مكان جميل ولما وافقت اخبرها انه سيمر عليها مساء في بيتها ويصطحبها الى مكان الاحتفاء بها فلم تقطع بالموافقة ولم ترفض واكتفت بقول ( الله كريم ) وانهيا المكالمة بعد ان خاضا بأمور كثيرة .. قبل نشر الفقدان انتشر جنود الوحدة بحثا عن رفيقهم في السلاح في كل الزوايا التي يمكن الوصول اليها وسألوا عنه بعض الاهالي ولم يجدوا اثرا يدل عليه فأخبر امرهم بالامر واصدر امرا بنشر فقدانه في اوامر القسم الثاني بعد اربعة ايام من البحث والانتظار وكتم صديقه ولم يخبر احدا بما وجد ولم يتحدث عن افتر اضاته حتى لاقربهم عليه .. اشترى وردا وهدية عيد ميلاد وطرق بابها في الموعد المتفق عليه وذهبا الى مكان جميل على ضفة النهار واحتفى بها لساعتين ثم عرجا على محلات بيع الملابس ومشاتل الزهور وقضوا ساعتين بالتجوال ومن ثم عاد بها لبيتها وفي الطريق سألته : كيف استطعت الحصول على اجازة وانت في حالة حرب ؟ ضحك وقال لها ماحصل لي في طريقة حصولي على اجازة كان يشبه تماما قصص الافلام الهندية اذ كنا نشتبك مع العدو في حرب شوارع في اليوم الذي اتصلت بك في صباحه فأبتعدت بالمطاردة انا ورفيق سلاح اخر وكان العدو يشاغلنا وهو ينسحب مهزوما فأصابت احد الصليات زميلي وعند محاولة اسعافه اصابتني رصاصة في فخذي لكنها لم تشل حركتي فاستمريت باسعافه وخلال دقائق قليلة هبطت قربنا سمتية كانت تحوم في سماء المعركة فنقلونا الى داخلها واسعفونا واوصلونا الى مستشفى عسكري في اطراف بغداد وادخل شريكي للعناية المركزة ودخلت ردهة الجراحية رقدت فيها يومين ومنحت اجازة مرضية وخرجت بعد ظهر امس وتم ارسال كتاب من المستشفى لوحدتنا العسكرية ولا اعرف هل اشكر القدر او اشكر الذي ارسل لي رصاصة اوصلتني الى هنا لنحتفل بعيد ميلادك .