22 ديسمبر، 2024 2:47 م

هدية ( إياد علاوي ) إلى سنّة بغداد

هدية ( إياد علاوي ) إلى سنّة بغداد

كنت قد كتبت مقالا انتقد فيه الدكتور إياد علاوي وكان نقدي في خلاصته ينصب على أمرين : إن الدكتور علاوي ليس وفيا مع جمهوره ، والثاني إن المصالحة الوطنية في مفهومه تأهيل حزب البعث وإعطائه صك براءة عن جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب العراقي على مدى خمسة وثلاثين عاما مستندا فيما أقول على وقائع يشهد عليها عدد كبير من العراقيين بل القريبين منه غير البعيدين .

وقد رد علي مكتبه في الموقع العزيز ( كتابات ) مسفها ما ذكرته من وقائع معتبرا حديثي ضرب من الأوهام والتخيلات وطرح غير موضوعي !.

لم اهتم بالرد على مقال المكتب ، فما كنت أريد الخوض في مهاترات مكتفيا برسالتي التي أوصلتها له وللجمهور ، ولكن استفزني وأنا أتابع أخبار مجلس النواب إن الدكتور علاوي، الشخصية السياسية البارزة  ، الذي فاز بأصوات أبناء السنة من بغداد يرشح ابن الناصرية  السيد عدنان الدنبوس بديلا عنه في مجلس النواب !!!

وليس لي اعتراض على شخص الدنبوس إطلاقا فهو شخصية محترمة ولكن على مدى السنوات التي قضاها نائبا لم يعرف عنه دور مميز ولا دفاع عن قضية وأقصى موقف يخرج منه أن يقف على المنصة مع جمهرة من النواب معاضدا لما يطرحه آخرون .

في ظرف يعيش أبناء بغداد فيه محنة كبيرة ويهجّر عشرات الآلاف منهم وتدمر الأراضي الزراعية وتتسلط عليهم المليشيات بحجة التصدي لخلايا  داعش النائمة أو الموهومة لا يكتفي الدكتور علاوي بسكوته وإهماله إلا من حديث إعلامي بارد لا يغني ولا يسمن من جوع فإذا به يفجع  أهل بغداد بهديته أن امتنع بالإتيان  بأحد أبنائها ليكون ممثلهم والمدافع عنهم في مجلس النواب … فهل هذه أوهام وتخيلات يا دكتور أم وقائع مثبتة  ؟!

نقل لي البعض إن هناك نقمة كبيرة عند نواب بغداد على جمهورهم وعلى علاوي ويجري حديث أن كل من سوف يقصدهم من أهل بغداد بقضية سيقولون له اذهب إلى إياد علاوي الذي منحتموه أكثر من مئة ألف صوت وأصبح نائبا لرئيس الجمهورية بأصواتكم .

قائمة إياد علاوي  من أبناء بغداد تحوي رموزا بارزة مجتمعيا ومهنيا ولكن الدكتور للأسف لم يحترم أحدا منهم ولم يُقم له وزنآً بل هو إلى احتقارهم اقرب ، لذلك نرى إن من فشل منهم أو  فاز يسيرون بين الناس وهم يشعرون بذلتهم واستصغار الجمهور لهم فقد هانوا عند إياد علاوي فهانوا في أعين الناس ؟!!

واستهانة الدكتور بمن معه يمثلها أيضاً موقفه من ترشيح تاجر صوفي الاتجاه لا تهمه السياسة في شيء زعيمه كردي قريب من صدام لوزارة التجارة والكل يعلم أن حول علاوي أساتذة كبار في الإدارة والاقتصاد والسياسة فيتجاوز كل هؤلاء ليتصاعد همس لا دليل إلى الآن لي عليه أن الموقع قد بيع بعدة ملايين من الدولارات  .

فبغداد المنكوبة يضن عليها علاوي بزعيم عربي بغدادي يدافع عن مصالحها في مجلس الوزراء ، فهل هذه أوهام وتخيلات يا دكتور ؟

أما الموقف من المصالحة الوطنية فاطلب منك أن تتحدث بصراحة ، وبإجابة قاطعة :

أليس بينك يا دكتور وبين حزب البعث تفاهم واتفاق أن يدعموك مقابل أن يلغي قانون المساءلة والعدالة وان تكون لهم فرصة العمل السياسي ؟

الم تتفق معهم على أن يعتبروك زعيمهم فان كان الأمر غير ذلك فلم يرجون مثل هذه الأخير في أحاديثهم الخاصة ومن أين أتى كل هذا الحب فصاروا يلهجون باسمك ليل نهار  ؟

أليس لديك  مكتب في اربيل يقوم عليه احد أتباعك السنة الذي ارتضى الهوان لنفسه مهمته   التنسيق والتواصل مع البعثيين والضباط ؟

 أسألك واجبني بصراحة  :

أليس حزب البعث أكثر حزب أجرم بحق العراق ؟

أليس الحزب مسؤولا عن دماء وأرواح مئات الآلاف العراقيين عربا وكردا ؟

أليس الحزب مسؤولا عن احتلال العراق من قبل الأمريكان ؟

الم يتحالف الحزب مع القاعدة في سفك دماء العراقيين ؟

الم يتحالف البعث مع كل منظمات الإرهاب وآخرها داعش ؟

هل اعتذر الحزب يوما عن جرائمه بحق العراقيين ؟

هل خطّأ الحزب سياسات خمسة وثلاثين عاما من التفرد والاستبداد والقمع ؟

هل أعلن الحزب بعد ٢٠٠٣ التزامه بالديمقراطية والتبادل السلمي  للسلطة ؟

وأخيراً : ألا تستحي أن تسوق البعثيين المجرمين السنة فتفعل ما فعله المالكي من تسويق البعثيين المجرمين الشيعة وكلاكما يبحث عن زعامة في غير موضعها وكلا البعثين ضيع العراق وباعه بثمن بخس لكل من دفع ثمنا  ؟!!

المصالحة يا دكتور نريدها بين الشيعة والسنة الأبرياء ، بين العشائر التي هجرتها المليشيات  وفتك بها الإرهاب ..

المصالحة يريدها حق البعثي المسالم والمواطن العادي أن يعيش بأمن وسلام قريبا من جاره وان اختلف معه مذهبا وعقيدة  ..

المصالحة نريدها عودة المواطن المهجر إلى بيته الذي غادره منذ عام ٢٠٠٦ وحماية الدولة له إذ يعود وتعاقب بشدة من يعتدي عليه ..

المصالحة نريدها أن يمتزج شعبنا شيعة وسنة وعربا وكرداً وتركمان ومسيحيين وغيرهم  امتزاجا اخويا ..

الست أنت ابن بغداد ؟ ألا تذكر  كيف كان الناس يعيشون ويتزاورون ؟!!

أما غير ذلك فهو حلف شيطاني باسم المصالحة الوطنية ..

وأخيراً إلى كل من انتمى إلى قائمة الدكتور علاوي أقول لا أريد منكم إلا قليلا من الغيرة ليس أكثر … نعم قليلا من الغيرة ليس أكثر   ..