23 ديسمبر، 2024 12:36 م

هدهد الدكتور احمد الكبيسي

هدهد الدكتور احمد الكبيسي

حيث يكتمل قرص الشمس في كبد السماء ، يصل الحماس في البشر الى كل طاقته ، الفلاح والجندي وعامل الطين ومدون الالواح وسائس العربة والمرأة العرافة وراعي قطيع الماشية وخازن اختام الملك والكاهن والموسيقي وصاحب اقفاص الطيور ونادل الحانة وصانع السيوف ..وغيرهم …
كلهم يصلون الى طاقتهم القصوى في العمل والتفكير . والجميع تحت أنظار الهدهد…!
بعد أربعة الآف عام يظهر  على شاشات التلفاز  الدكتور وعالم الدين احمد الكبيسي ويعلن أن المخبر السري رجل وطني وطيب ( إذا كان بضمير حي ) وأن النبي سليمان ع كان لديه مخبرا سريا هو الهدهد.
بين هدهد سليمان ع وحديث الشيخ تأتي قصتي عن هدهد في مزادات الرسائل ينقل الود والوشاية وخواطر بلقيس وغيرة الجن من هذا الطائر الذي حين يصل شرفة قصر النبي يجد حبات قمح من الذهب فطورا له وابريق ماء زمزم ويدثرونه بغطاء من فراء الفقمة ليعوض عن برد الطريق بين سبأ وعرش الملك الحبيب.
قصة الهدهد تثير في اشكاليتها ، لهذا فتشت في التراث الذي ابقاه لي ابي على الالواح التي دونَ عليها كل شيء في حياة أور وكنت اقرأ نصوصا يأتي عليها ذكر الطيور (( بلابل وعصافير وقبرات وفخاتي وحمام وسنونو وطائر كثير الأوان اسمه السومري ( شِكرركِه ْ) ، أوز ، صقور ، غربان ، ديكة ودجاج ، وحذاف )) لكن الهدهد لم يكن بينها فتساءلت : من أذن ينقل الوشاية الى الملك والكهنة وانا أسمع واقرأ أن الكثير من ابرياء الوطن من معارضين وهاربين من الخدمة والذين لايحبون ندماء الملك واصحاب ادارته ماتوا بوشاية .
أذن الهدهد كان موجودا ولكن بثوب آخر وجناحين غير جناحي الطائر الأصلي ، وعندي من حديث لأبي : أن البعض يرتدي طبع وسلوك ونية غيره ولكن الكامن في نيته الأولى تبقى معه وتحرض الباطن فيه ليكون هو وليس مايرتديه. وعليه فأن الهدهد بقي سلوكا حتى لو يكن طائرا .
فكرت كثيرا بكلام الشيخ ولااعرف تفسيرا لحماسه في احترام هكذا طائر كان يخبر النبي بكل شيء وأنا أدرك في قدرة الانبياء انهم لايحتاجون الى أي وسيط ومخبر ليساعدهم في اتمام واجباتهم الدينية والدنوية فهو مرسل من السماء موحى اليه ..وتذكرت تفسيرا لابي في هذا الامر : لكل نبي معجزة . وسليمان معجزته حكمته والهدهد وبلقيس.
قلت وكنت صبيا ولكن الالواح صبغتني بشيء من المعرفة : لكل نبي معجزة واحدة .والهدهد وبلقيس ليسا من هبة السماء كما الحكمة عند سليمان والفلك عند نوح وناقة صالح وحوت يونس ونار ابراهيم وحلم يوسف وعصا موسى وانجيل يسوع وقرآن محمد ، ولو فرضنا ان بلقيس والهدهد من المغجزات لافترضنا ايضا ان مريم معجزة يسوع ، وخديجة الكبرى معجزة محمد والكبش معجزة ابراهيم والذئب معجزة يوسف وتحمل الالم على الصليب معجزة يسوع .
قال ابي : المعجزات التي ترافق الانبياء كثيرة ولكن واحدة فقط تبقى هي دالته الكبرى.
أذن الهدهد ( المخبر السري ) من بعض المعجزات دنيوية سخرها النبي لايصال مراسيل الغرام الجميل بينه وبين بلقيس اجمل اناث ذلك العصر ، ووحده من كان يأتي بالنبأ اليقين .وذات العبارة بنصها القرآني أتخذتها مديرية المخابرات العراقية ايام النظام السابق شعارا رسميا لها في كل مخاطباتها الرسمية .
بين كلام الشيخ .والهدهد وأبي والمخبر السري. أضع لحياتنا مرثية غموضها وابتعاد السعادة عنها .
اتخيل ابعد من ذلك . العالم المثالي.عالم الصوفية الهائمة في الضوء .خيال روميو وجوليت .موسيقى وصلاة من دون انتظار فوائد من درهم ومنصب وسحت وتظاهره.
عالم ابن العربي واراغون ونعاس يوسف في جمال مايملك. وكل هذا مفقود في سومر .ولكن مالم لم يكن مفقود هو الأمل واغاني الروح الريفية ورسائل غرام نكتبها منذ طقولتنا ويحملها الى حبيباتنا هدهد اجفانك…….!