18 ديسمبر، 2024 8:48 م

كتبت بتاريخ 9/ نيسان /2020 الساعة الثانية عشرة ليلا
ماذا يفعل المرء حين يحتم عليه القدر ان يقوم بعمل لا يرضيه ويؤثر على نشاطه ويكون سببا في تعطيل كثير مما يمكن ان يشعره بالرضا والأمان .
ماذا يفعل وهولا يملك وسيلة لتفادي ذلك العمل ,هو اشبه بمريض يؤكد له الطبيب المختص ضرورة بتر جزء من جسده اصيب بداء يمكن ان يودي بحياته الا ان يبادر ببتر ذلك العضو المريض .
هذه هي صورتي او ما يشابهها في الحياة حين اعيتني الحيل .
…………..
هدم السور القديم…سياج البيت الذي بني قبل سنين. أكلته السنون ,وشاخ به الزمن ,تباعدت لبناته وتشققت حوافها وتوسعت بينها الهوة .
لابد من الهدم ….
هكذا قال المهندس
ولكن هل هذا يعني انه لا امكانية لبقائه فترة اخرى من الزمن…؟
كلا …كلا …فهذا يشكل خطر جسيم …ربما ربما سيسقط في لحظة ما …ربما اصابت احجاره احد ما …انه خطر …واضاف بعد لحظة
خطر يهدد الحياة .
ولكن سيدي لو هدم السور فكيف يمكن ان نحيا بأمان …كيف سنمارس حياتنا اليومية ونحن امام الملأ…السور يحمينا …يحفظنا …يحفظ خصوصيتنا …السور حياة فكيف يمكن ان يكون خطر يهدد الحياة …؟
– الا ترى …؟ ام انك في غشاوة …؟ ام ان عاطفتك اعمت بصيرتك …؟
هكذا هتف المهندس مغضبا موجها اسئلة استنكارية عنيفة دون ان يراعي المشاعر الرقيقة والعواطف الجياشة ولم يكتف بهذه الاسئلة الاستنكارية ولكنه اضاف مبينا خطر السور على الحياة اذ سحبني من يدي واوقفني الى جانب السور متطلعا في ام عيني بنظرات شزراء كأنها نظرات نسر محَّوم في الجو يريد الانقضاض على احدى الفرائس السهلة التي تراءت له على الارض وهو في علياء السماء .
انظر ايها الابله …انظر الى تباعد لبنات السياج وتشقق الروابط التي تشدها الى بعضها وتشبعها بالرطوبة حتى جعلت اللبنة كقصبة جوفاء لا حجارة صماء …ثم انظر …يبدو ان كل لبنة تعيش في عالم خاص بها لا تحفل بما يحدها او يجاورها …كيف تقاوم الرياح العاتية التي ستعصف بها عما قليل …؟
هكذا اذن لكل لبنة عالمها…لم تعد تحفل بما يحيط بها من اهوال…!!!!
الحق للمهندس في قوله وفعله ,اجل له الحق …السبب واضح ولا يحتاج المزيد من الشرح .ولكن حين يهدم السور سوف……………………….
الفقر والفاقة يحتمان علينا الرضا بهدم السور وهما ايضا يحتمان علينا الانزواء في كسر الغرف الصغيرة لانفتح بابا او نافذة لأننا ان فتحنا ايا منهما سنفقد خصوصيتنا وتهان كرامتنا.