20 ديسمبر، 2024 4:14 ص

هدم الاسوار تحققت … والعراق بلا اسوار

هدم الاسوار تحققت … والعراق بلا اسوار

ما حصل في سجني التاجي وابو غريب حقيقة شيء مؤلم ، وفي نفس الوقت يثير الغرابة والتساؤل ، في ظل التسلح والتسليح ، وفي ظل مليونية القوات المسلحة ، وفي ظل التواجد الامني الذي يهز الارض ، نرى اعداداً من الارهابيون وهو يخترقون سجنان في آن واحد ليحرروا عشرات السجناء ، انه حقيقة لنصر ليس بعده نصر ، انه لخذلان وفشل كبير وذريع للقوات الامنية ، من رأسها الى كل مسؤوليها ، وبل ومنتسبيها ، ربما في الاول كنا نشجع القوات الامنية ، ونقول لهم اننا معكم والله يعينكم ، ولكن مع كل هذه الامكانيات بالتاكيد هناك فشل واضح في كل قواعد واسس المؤسسات الامنية .
حقيقة وانا اشاهد مقطع من الهجوم والذي بث من صفحة الارهاب في التظاهرات الانبارية على الفيس بوك تشاءمت كثيراً لما وصل اليه الحال في عراقنا الجديد ، والاغرب من ذلك كله هو صمت القادة الامنيين.
في الدول المتحضرة وآخرها مصر استقال وزير النقل بسبب انحراف قطار عن سكته ، وكثيراً هي الحالات ، ولكني للاسف لااجد سياسياً استطاع أن ينأى بنفسه عن دماء الناس ويقول انا اعتذر واستقيل لاحفظ كرامتي .
كنا نقول سابقاً تغيير الخطط الامنية ومحاربة الفساد والمفسدين في المؤسسات الامنية ، واليوم في ظل هذا الفساد الواضح ، وهروب او تهريب هولاء القتلة والذي سيعيد لنا صفحة القتل والارهاب بخروجهم من السجن .
كما أننا لانعرف متى تتمكن الدولة العراقية من إعادة تنظيم الدولة وفقاً لما صدر عن رئيس الوزراء نوري المالكي بالأمس حينما اتهم الدستور بأنه عاجز عن بناء دولة خارج سياق المحاصصة، فضلاً عن كون الموظف يعمل لأجندته المذهبية او الحزبية ورفضه لدويلات المليشيات والكثير مما نشرمن أقواله وجدها الكثير من المقربين منه بأنها بالضد من دولة القانون ومنها ما يمس المالكي شخصياً، أصبحت هو من يتبناها اليوم.
الاعجب من ذلك ان الحكومة العراقية وعلى لسان الناطق باسم وزارة العدل كشفت عن علمها المسبق بوجود مخطط للهجوم على سجني أبو غريب والتاجي، وبينت أنها لم تكن تتوقع أن يكون الهجوم بهذه الكيفية والضخامة .
وهنا نطرح التساؤل كيف يمكن أن تُهزم الدولة بكامل أجهزتها ومعداتها أمام عدد محدود من المسلحين وعدد من قذائف الهاون خلال بضع ساعات فقط ويُهرب مئات السجناء من سجني أبو غريب والتاجي المحصنين ، أننا نرى أن أي دائرة أمنية بسيطة في أي مدبنة من مدن العراق  محاطة بأسوار ومراقبة بالكاميرات ويصعب دخول حتى المراجعين المدنيين إليها، فكيف الحال مع السجون التي بداخلها عتات المجرمين من القاعدة والتكفيرين وغيرهم
على الرغم من أن عناصر القاعدة هم مجرمين وتكفيريين ومبادئهم فاسدة، لكنهم فجروا انفسهم من أجل إخراج عناصر من تنظيماتهم للحياة، فعلى من يدعي الوطنية من المسؤولين في الحكومة بالخروج أمام الملأ لتقديم استقالتهم من أجل أبناء شعبهم الذين يُقتلون كل يوم من دون ذنب
الحكومة العراقية لم تعد قادرة على حماية أمن المواطنين ولا حماية السجون ولا حماية أموال البلد من السرقة والنهب، والأجهزة الأمنية مخترقة بشكل واضح حتى وصل الاختراق إلى مكتب رئيس الوزراء الذي أصبح يُدار من قبل قيادات بعثية معروفة الأسماء والتاريخ .
أن اختراق الأجهزة الأمنية واضح للعيان وهروب هكذا عدد من السجناء هو تحدي صريح للحكومة من قبل الجماعات الإرهابية والسياسيين الذين ينفذون أجندات خارجية، وهذا دليل على وجود فلتان أمني واضح والحكومة غير قادرة على مقارعة الإرهاب في البلد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات