17 نوفمبر، 2024 7:46 م
Search
Close this search box.

هدم اركان الحكومة العراقية

هدم اركان الحكومة العراقية

يقف العراق على مسافة قريبة من سقوط احد الاركان المهمة لقوته، وفي حال تم ذلك يكون تغيير الصبغة المذهبية والدينية لسوريا عامل قلق يضاف للعوامل العقائدية التي تهدد العراق والمنطقة كونها مفروضة من قبل الانظمة التي تتنافس بهيكلية سياسية وقلب عقائدي.
سقوط سوريا وتحول مقود القيادة باقصى درجاته سيكون له توابع، فالعقيدة الجديدة للقائد الجديد تحتم عليه التعامل بقانونه وليس بقوانين الاخرين واحد اهم قوانين العقيدة القادمة، مثلا، (اذا رأيت قبرا قائما فسوه) وما اكثر القبور الشريفة الشاهقة التي يجد فيها القادم انتهاكا لعقيدته وعليه تسويتها، وذلك واردا فعقيدة الاخر تذبح وتفخخ لا تميز بين طفل رضيع وشيخ كبير، وتهديم القبور عندهم هينا.
القيادة الجديدة تعد العراق السياسي حليفا للاسد فضلا عن اعتقادهم بانه صنيعة الدولة الكافرة! وهناك ما يوجب التضحية ومغريات الشهادة متوفرة ناهيك عن العقلية التي تميل الى العقيدة اكثر من ميلها الى السياسة، فلا سياسة امام استمرار وتثبيت العقيدة والموت من اجل ذلك عندهم جهاد وشهادة، والسؤال هل يملك العراق القدرة على الصمود امام المد الجارف الذي لا شك سيعصف بالبلد؟.
يحتاج العراق، ليواجه ما ذكر، الى تحقيق ما لم يستطع تحقيقه طوال العشر سنوات الماضية، وهو الاصطفاف خلف قيادة واحدة ومشروع واحد وان تتفهم قياداته حجم الخطر القادم الذي لا يتحمل الفرقة والتشتت، وهذا يستحيل تحقيقه لان بعض القيادات تجد في مشروع سوريا الجديد مبتغاها وحلما طالما ظل عصي عليها تحقيقه، والبعض منهم اسهم في تسديد خطى الجيش الحر في سوريا ودعم التمرد بفتح الحدود ومدهم بالمال والسلاح، بل والرجال ليصلوا الى اهدافهم، وتلك القيادات ضمنت بما لا يقبل الشك ان تنأى بنفسها عن جميع الصراعات القادمة، فضلا عن البنى التحتية لقوات الجيش والشرطة التي ما زالت تراوح في مكانها لا تملك القدرة على التطور والثبات، والشواهد على ذلك كثيرة من خلال الخروقات التي تحصل بالجملة بعبوات وصواريخ واسلحة كاتمة وتفخيخ سيارات، تبقى المواجهة مرهونة بتوحد الصف والكلمة، واكثر المتفائلين لا يجد فسحة لتفاؤله اذا ما سقط الحليف.
سوريا الاسد، كنظام كانت له اطماع في جار ينتهي الى مشتركات في العقيدة والتاريخ الطويل، ومهما استفحل الطمع فلا يلغي تلك المشتركات، اختراق الحدود وسرقة النفط والمياه، طمع الاخ باخيه، واستغلال فرصة لاغتراف بعض كنوز الاخ الكثيرة، لكنه يستحيل ان يفكر في نسفه ومسحه من خريطة العالم، كما سيجد الساسة العراقيون ذلك واضحا ابان ملء خلايا السلفية على عموم الجسد سوريا ارضا وقرار وارادة…
العراق بلد لم يستقر وضعه(بعد السقوط) لان اغلبية شيعية كانت معدومة مضطهدة كانت محكومة واقلية سنية تحكم اعتادة على الرئاسة وتسيد القرار، اما سوريا فيتكرر فيها السيناريو مع اختلاف ان الاقلية الحاكمة (الشيعة) والاكثرية (السنية) محكومة، ونشر الاسلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، يستوجب ان ينتصر الاكثرية التي ستحكم سوريا للأقلية التي اعتادت على الحكم وتتقيأ دما لتلك الخسارة غير المتوقعة، وهي اضافة جديدة تضاف في حقل العقيدة.
اما سياسيا فقد ولج العراق حقبة مظلمة عندما تربع سياسيون بلا خبرة على القرارات المصيرية، اي صناع قرار، احرقوا الحرث والنسل ومهما كانت مراهقة السياسيين العراقيين فهم انضج من السلفيين الذين لا يجدون في جمع(الخيار والطماطم) حجة شرعية فتصور مثل هؤلاء عندما يتصدر القرار السياسي وهم فارقوا الحضارة منذ سنوات طويلة!! يضاف الى ذلك ان امريكا والغرب تجد في الحكام الجدد نارا مستعرة ستحرق كل مخاوفها، كالذي يحمل بيده خرطوما من نار يوجهه كيفما يشاء ومتى يشاء.
[email protected]

أحدث المقالات