لم تصب ” الجيوش الالكترونية ” المنتشرة في الزوايا المظلمة ، ودهاليز النفاق المجتمعي ، هدفها ، في خلق بلبلة جديدة من التي اعتادت عليها ، فأجهز عليها من اختارته هذه الجيوش ليكون عنوانا لهجماتها المسعورة ، بطلقات الحق ، من خلال نفي ، اتسم بالهدوء والعقلانية ..
واعني بذلك ، رجل الاقتصاد والصرافة والمال ، الخبير إحسان الياسري نائب محافظ البنك المركزي العراقي ، الذي اصدر بيانا نفى فيه بصورة قاطعة ما أدعته ” الجيوش الكترونية” مؤكدا فيه : ” لا صحة للخبر المتداول لي حول قيمة صرف الدينار العراقي بسعر 2400 دينار”.
ان المتابع لمسيرة الاستاذ الياسري ، يجد فيها صفحات بيضاء ، ملآى بالكياسة الاقتصادية ، فهو ابن البنك المركزي ، وقبلها عمل في وظائف رصينة في القطاع الحكومي ، وعاش بكنف اسرة ذات نبع اصيل ، فهو نجل الكاتب التقدمي الكبير شمران الياسري المعروف بأبي كاطع .. ومثل هذه الشخصية الاعتبارية لا يمكن لها ، ان تصرح بقول بعيد عن منهجية الدولة وسياسة البنك المركزي .
وحسنا ً قال الياسري في نفيه “هذا الخبر عار عن الصحة ومن صنيعة الجيوش الإلكترونية العدوة للشعب العراقي والتي لا تريد الخير لعجلة الاقتصاد في البلاد”.
ومعروف ، ان الجيوش الالكترونية تعمل على وفق أجندات خاصة هدفها الترويج لوجهة نظر ذات اطر سوداوية معينة عبر مختلف منصات الإنترنت ، وبث الشائعات والأكاذيب وخلق البلبلة وفبركة تصريحات بهدف التأثير على الاوضاع الاقتصادية والسياسية والمجتمعية ، والتسبب في خسائر الأسواق المالية ، وانهاك المواطن بأفكار مصطنعة .
لا اريد الاستزادة بالقول ، بشأن هذه الجيوش ، فرجالها ، يشبهون المثال التالي: عندما نعرف حيل ساحر ما، فإننا قد نستمر في مشاهدته ومتابعة عرضه الفني إلى نهايته، لكن تأثيره علينا يكون صفراً ومضحكاً.. لكن مع ذلك ، يحدونا الامل بأن تكون منصات الانترنت منصات لنشر السلم المجتمعي وتتبنى القضايا الإنسانية والمهمة للأمن الوطني والقومي لا جيوشاً للفتن .