23 ديسمبر، 2024 2:13 م

هدفنا الوحدة واللبن أيها التحالف الحكيم!

هدفنا الوحدة واللبن أيها التحالف الحكيم!

يحكى أن مجاعة ضربت قرية، فطلب الوالي من أهلها طلباً غريباً، لمواجهة الخطر الداهم، فأخبرهم بأنه سيضع قدراً كبيراً، وسط ساحة القرية، وعلى كل رجل وإمراءة، ملؤه باللبن ليلاً بالخفاء، فهرع الناس لتليبة الطلب، وسكب كل فرد كوبه، وفي الصباح فُتِحَ القدر فماذا شاهد الوالي؟! لقد إمتلأ القدر بالماء، وليس فيه لبن مطلقاً، حيث قال كل واحد من الرعية في نفسه: إن كوباً واحداً من الماء، لن يفسد كمية اللبن الكبيرة، فعمَّ القرية قحط شديد.
عندما نقول الأديان واحدة في البدء، والهدف، والمصير، فهذا معناه أن الطوائف التي تعيش في أرض واحدة، تجمعها تلك المقومات الثلاث، إذن الطوائف المتعددة نعمة وليست نقمة، فكيف إذا كان للتحالف الوطني دين واحد، ومذهب واحد، وعقيدة واحدة، وهدف واحد، ومصير واحد، عليه تتوحد هذه الأمور مجتمعة، لتحقق هدفها الأول وهو الوحدة، فهي سر الإنتصار، أما أن تفكر كل كتلة بمفردها، فهذا يعني أن القدر سيمتلأ بالماء، ونفقد اللبن الصريح، لذلك كانت وحدة التحالف هدفنا!
 داعش شيطان إستباح دم العراقيين بإسم الإسلام، وصادر حرية حياتنا، وسرق أمننا وأماننا، وهدر حقنا في العيش الكريم، وأتباع هذا الشيطان اللعين، يلعبون على ضفاف قضيتنا بإسم الطائفية، فالمرحلة القادمة تتطلب وحدة وطنية أكثر تماسكاً من ذي قبل، ولعل إختيار السيد عمار الحكيم، لزعامة التحالف الوطني منذ أيام، ينصب في صالح قضية الإستعداد لمرحلة ما بعد داعش، فالوحدة الشيعية إمتداد للوحدة الوطنية، التي تمنحنا طاقة متزايدة لتحقيق النصر،وهو مطلب جماهيري نحو هدفنا الأسمى وحدة العراق.لمواجهة الخطر الداعشي، الذي باتت نهاياته على الأبواب، نحتاج الى أن تتحرك ملايين الأصابع، لرسم لوحة تتحد بكل شيء، إتحاد في الكلمة، والصف، والخطاب، والجهود، والمواقف، والتحالف الوطني العمود الرئيسي لهذه المرحلة وتحدياتها الخطيرة، لذا يجب أن تعي كل الأطراف الشيعية، أهمية الوضع الذي سيطرأ على التحالف بزعامة الحكيم، وتأثيره على البلد حيث الضرب بيد واحدة على الفئة الباغية، ومن ثم الإلتفات الى أولويات المرحلة الوطنية القادمة، التي تستوجب ثورة موحدة في الأداء، والنتائج، والآثار.