الاهداف التي يسجلها الاطار التنسيقي في مرمى التيار الصدري ، بسبب قرارات السيد الصدر ، باستثناء قرار وقف القتال ، التي اعترض عليها الكثير من محبيه ومريديه من أصحاب الرأي والمشورة والخبرة ، وليس بسبب كفاءتهم السياسية. تأتيهم الهدايا حتى دون مناسبة !
وكما يقول المثل الشعبي مع شيء من التحوير ” تجيك العزايم وانت نايم”..!
فالانسحاب من مجلس النواب ، بقدر عدم فائدته للتيار الصدري في صراعه السياسي ، فانه جاء ” هدية العمر ” للاطار التنسيقي الذي رقص لقرار السيد الصدر وتلقفه ” بحكمة ” المتلقفين ليتحول الاطار، دون كثير عناء ، الى الكتلة الاكبر داخل البرلمان ، وهو القرار الذي ترك حلفاءه مكشوفي الظهر في مواجهة الاطار الذي ثبّت اركانه بقوة بعد ان اتته هدية السيد من دون مناسبة..!
كانت رئاسة الوزراء بيديه بل طوع بنانه وكان الاطار يتوسل اليه لقبول مجموعة من المقترحات يكون فيها السيد السائد في البرلمان بل والحياة السياسية عموماً وكان الاطار على استعداد لقبول مرشح الصدر لرئاسة الوزراء ، فقرر رفضها جميعاً بسبب الاصرار على عزل دولة القانون وتحديداً نوري المالكي ، ما اتاح المزيد من الوقت كي يستفيد منه الاطار..
كان بامكان السيد الصدر الانخراط في دعوات الحوار التي دعا اليها الكاظمي ،حليفه الضمني ، ويلعب بالاطار التنسيقي كما يشاء ويحصل على الكثير من المكاسب باتجاه مشروعه الوطني للتغيير ” الاغلبية السياسية ” وان يجبر الآخرين على لي عنق القوانين وعودة نوابه الى مقاعدهم كجزء من صفقة سياسية يحقق فيها السيد الصدر الكثير ، ليس على مستوى الامتيازات بل باتجاه مشروعه الوطني…
قرار غاق الابواب امام المبادرات والوسطاء كان فيه الكثير من الخلل ، كان بامكان السيد وتياره فرص الكثير من الشروط والاشتراطات وكسب المزيد من الحلفاء باتجاه تحقيق الاهداف التي اعلنها بما فيها الاغلبية السياسية وحصر الاطار في عنق الزجاجة..
في قراره التأريخي بسحب جمهوره والسرايا ، قد حقن الدماء حقيقة وهو موقف سيسجله له التأريخ في انه جنّب البلاد كارثة حقيقية ، وكان بامكان السيد الصدر الاكتفاء بسحب المسلحين من سرايا السلام جناحه العسكري والابقاء على جمهوره داخل المنطقة الخضراء كاقوى ورقة سياسية سلمية بيده ، ولم يكن مفهوماً الى حد ما تفريغ الساحة لخصومه السياسيين وتسليمهم اقوى اوراقه السياسية واكثرها جاذبية للجمهور..
المشكلة الاكثر تعقيداً في تحالف مع السيادة والديمقراطي الكردستاني ، شعور الحليفين القويين بانهما خارج حسابات السيد الصدر في اتخاذ قراراته التي عادة ما يتفاجئون بها كما بقية القوى السياسية وجمهوره نفسه . صحيح انه قال لهما ” في حلّ منّي ” لكنه عاد ليطالبهما بالانسحاب من مجلس النواب ، وهو مطلب احرجهما كثيراً فليس في وارد اجندتها الانسحاب ، ما دعاهما الى توحيد موقفهما ، تحالف السيادة والكردستاني ، واتخاذ موقف مشترك كمبادرة لارضاء الطرفين ، الاطاار والتيار ، ولا اعتقد انه سيوافق عليها ايضاً حتى بقيوله او احتمال قبوله اللقاء بوفد التفاوض الثلاثي باعلى مستوى من السيادة والاطار والكردستاني الذي سيتوجه للحنانة بعد الزيارة الاربعينية..
المتعاطفون مع مشروع السيد الصدر من النخب السياسية والفكرية وحتى الجمهور الرمادي يعتقدون على الاغلب ان ثورية السيد الصدر تحتاج الى براغماتية تتلائم مع المشهد السياسي العراقي بكل تعقيداته الداخلية والخارجية والعلاقات التأثيرية والتفاعلية بينهما..
هل سيواصل السيد الصدر تقديم الهدايا لخصومه أم سيقدم للجميع مفاجأة من طراز خاص بعد الاربعينية تقلب الطاولة على الجميع؟
لا احد حقيقة يعرف مايدور في رأس السيد الصدر.. وربما هي ميزته في ادارة صراعه السياسي مع خصومه المتربصين..!