23 ديسمبر، 2024 6:03 م

هتاف الصامتين ثورة الغضب المؤجلة !!

هتاف الصامتين ثورة الغضب المؤجلة !!

قد يكون  استخدام التعبير بانواع مختلفة لايصاله الى الاخر ولكن لكل فرد رأيه وتعبيره ، ويقول الحكماء  أن ابلغها واوقعها في النفوس هو الصمت اتجاه من يتعرض له  الفرد من الم وحسرة وضيق . الا ان تطور الانسان اجتماعياً اعتباره عضواً في مجتمعه وعليه مسؤوليات كبيرة في تقديم ما يفيد المجتمع ، لذا ابتكر الفرد دوراً فاعلاً في التعبير عندما يرى انه مضطهد او لا تروق له ما يحدث ، فكانت الكتابة على هياكل السيارات او السير في الشوارع  وتكبيل اليدين او تكميم الافواه بالاشرطة البلاستيكية دليل على التعبير والاحتجاج وهذا ما يستخدم في معظم التظاهرات الصامتة في الغرب والبلدان المطالبة بحريتها عندما تشعر انها مضطهدة .وهتاف الصامت نابعة من مشاعر شخصية لمحاكاة موضوع يهم فرد او مجموعة افراد بغية جلب انتباه المجتمع والمسؤولين لتصحيح ما حدث .  ويمارس الانتهاك العصري لحقوق المواطن المدنية والذي صار له حضور شبه قانوني في مجتمعنا العراقي ، فضلاً عن اعتماد الحيلة القانونية والصورية في ترويج وتمرير ما هو مخالف للعرف والقانون بحجة الديمقراطية الجديدة ، فأضحت الاستثناءات لا حصر لها مما شكل خرقاً كبيراً اثر بشكل فاعل على روح العدالة المنشودة اولاً وعلى تحقيق العدل بصورة عامة . ان استخدام المواطن لهتاف الصامتين يدلل على ارتفاع مستوى التحضر لديه وايمانه ان التعبير قد لا يكون احياناً بقوة وارتفاع الحناجر والهتافات وانما الاشارة  ، لا سيما اذا كان الذي تريد حقك منه يدرك ان هذا التعبير اكثر تأثيراً لما له دور في اشاعة ثقافة المطالبة بالحقوق خالية من العنف ، وبالتالي يستطيع الفرد او الجماعة الوصول الى الهدف بأقل الخسائر والجهود . نعتقد اننا لم نبلغ هذا المستوى من المطالبات بالحقوق كي يتم النظر اليها ويمكن تلبيتها ، واذا اريد ان يكون التظاهر هكذا او المطالبة بالحقوق ينبغي التحلي بالصبر حتى تتحقق المطالب ، اما التهديد والوعيد سيجعل ردود الافعال اكثر تشنجاً وبُعداً بين الاطراف وبالتالي تضيع فرصة التحاوروالتفاهم وتزيد الهوة بين المتظاهر من جهة وصاحب القرار من جهة اخرى . ازاء هذه الاشكاليات بين نوع التعبيرللمطالبة بالحقوق يبدو ان العراقيين بمسيرتهم الطويلة قد جربوا كل انواع التعبير المختلفة لم يجدوا ما يجعلهم يتنفسوا رحيق الحرية التي يتنفسه الاخرون من شعوب الارض حتى وان لزموا الصمت مئات السنين .