23 ديسمبر، 2024 12:45 ص

أنتهت الانتخابات في بلدنا, وأطلقت وعودً كثيرة و وزعت هبات من قبل المتنافسين في الانتخابات, وكانت منافية للتنافس الانتخابي الشريف, حيث التفو على قانون الدعاية الانتخابية والذي ينص (يحظر على جميع المرشحين القيام, بأية دعاية انتخابية تنطوي على خداع الناخب أو التدليس عليهم).

 أعطيت مغريات وهبات تنافي مانص عليه القانون, من قبل كتلة معرفة مسخرة أمكانت الدولة لدعايتها, والانفاق من المال العام وميزانيات الوزارات التي تسيطر عليها.

أطلقت وعود كثيرة في دورتيها السابقة, لا نعرف أولها من أخرها ورفعت شعارات وكأنها تستهزء بالمواطن,  لكن لم نجد من ذلك! سوى الخراب والدمار ودماءنا مستباحة, وكأنهم يعيشون في واد غير وادينا.

أنتهج سيادة رئيس مجلس الوزراء, هذه المرة لعبةً أصاب بها بعض الشيء, فبعد فشل في تقديم أي خدمة للمواطنين على مدى ثمان سنوات, بدأ بتوزيع هبات و أراضي, حتى وصل عدد الأراضي الى ما يقارب 300 الف قطعة, رافعاً شعار (حلمي أن لا أرى عراقياً بدون منزل), لا أعرف اضحك أم أبكي, أضحك على العقول التي صدقته وأخذت سندات لا تملك الا بعد فوزه, وأبكي لان الشعب لا يفكر بالمستقبل ولا يعلمون الى أين ذاهب بنا هذا الرجل.

أعطى ما أعطى من أراضي ومن درجات وظيفية وغيرها, وجميعها من أجل الانتخابات والبقاء لولاية ثالثة, لكن ماذا تشير النتائج؟ تراجع كبير فبعد أن كان 89 مقعد تراجع الى 70 مقعد أو دون ذلك, وتوجد كتل كانت دعايتها الانتخابية أقل بكثير لا تقارن معهم, و لم تعطي شيء للمواطن سوى برنامجها الانتخابي, ورؤيتها لبناء الوطن والمواطن, أصبحت اليوم هي أس المعادلة وهي المنتصرة, فبعد أن كانت مقاعدها محدودة في البرلمان, اليوم هذه الكتلة هي من ضاعفت مقاعدها فهي المنتصرة.

أتمنى أن يتعلم الدرس من أستخدم أمكانات الدولة, ومن خدع الناخب العراقي في دعايته الانتخابية, ومن سيأتي بعده أن لا يسخر ذلك من أجل مصلحته ومصلحة حزبه, فالنصر ليس بتوزيع الهبات, النصر لمن يصدق مع الناس لمن يمتلك بعد لبناء الوطن.

ليعلم من تشبث بالدنيا ومغرياتها, أن البشر بالموت تتساوى, فلا يوجد هذا من حكم ولايتين أو ثلاث وهذا لم يحكم, فالمكان واحد و الملبس واحد, لكن الوقفة أمام الباري ليست واحدة, وجميعنا يعلم ذلك (لعلهم يتفكرون).