25 نوفمبر، 2024 1:21 م
Search
Close this search box.

ها قد عدّنا يا ” رخيص ” !؟

ها قد عدّنا يا ” رخيص ” !؟

حسين رخيّص عريف عراقي من أهل الناصرية في أيام الاحتلال البريطاني، لعله لم يتعلم القراءة والكتابة، ولكنه عمل عملاً عظيماً لا زال يؤرق الظالمين.. وأصبح به رمزاً حقيقياً لأجيال من الناس لا كالرموز الخيالية التي لا واقع لهم .. شاهدَ العريف حسين رخيص الجنرال البريطاني جيفرسون مع حمايته وهو يتحرش بامرأة من أهل الناصرية ، فجرى في عروقه الدم الفوّار كأنه شاي الناصرية المثخن ، الذي لا يطيق شربه الآخرون لقد تصارع في داخله أمران
الأول : الغيرة والمبادئ التي يحملها والتي تقتضي عليه أن يدافع عن هذه المرأة فإن (المره بشارب الخيّر) عند أهل الناصرية وعند كل غيور
والثاني : الخوف من البريطانيين فهم دولة لا تغرب الشمس عن مستعمراتها ولهم بنادق ومدافع وسفن وقواعد وجيوش
فما الذي يفعله حسين رخيص مع هذا الجنرال الفاسق؟
كان يمكنه أن يسكت قليلاً فتمر المسألة ويحتقر نفسه لبرهة من الوقت ثم يندمل جرح ضميره، وتسكت غيرته ويخفت احتقاره لنفسه شيئاً فشيئاً
ولكنه أبى ذلك واشتعلت في نفسه الغيرة التي تعني مخالفتها الموت الحقيقي بالنسبة إليه ومطاوعتها الحياة الحقيقية وليكن ما يكون المهم أن يعمل حسين رخيص وفق مبادئه التي رضعها في صباه إلى كبره , سحب حسين رخيص المسدس.. وأطلق النار على جفرسن وحطم رهبة السفن الحربية البريطانية وآلاف الجنود ونيران المدافع في نفسه , موقفٌ سيضخ الغيرة في نفوس الأجيال القادمة، ويعلمهم ما هو الإنسان ومتى يتحطم ومتى يحيى
هرب حسين رخيص إلى الكويت وتشرد ثم عاد وألقي القبض عليه وأعدم..وقد كرمه أهل الناصرية بأن وضعوا له تمثالاً على شاطئ الفرات الأيسر، وهو يمسك مسدسه وبين رجليه جسد التمثال البريطاني جيفرسون، وفي تعابير وجهه كبرياء أهل الجنوب التي حطمت غطرسة بريطانيا العظيمة
وعندما جاء الاحتلال عام (2003) جاء الانكليز ووقفوا أمام التمثال وأزالوا “جيفرسن” من تحت أقدام “أرخيص
صدق القائل حقد قديم وثارات تؤرقهم…. كأن فيهم جراحا لم يندمل….!! بعد مئة عام عادوا لينتقموا… وأنتقموا فعلآ.. العاقل يفهم ماأعنيه
منقول

أحدث المقالات

أحدث المقالات