يحمل مقال هادية العامري الكثير من ألآلتباس والتشويش المنشور في موقع كتابات يوم الجمعة 27|5|2016 وعنوانه : كيف مولت أميركا أيران وحزب الله وداعش بأموال العراقيين ؟من يقرأ مقال هادية العامري من غير المختصين العارفين بشؤون العراق والمنطقة وهم قلة , يخرج بنتيجة : أن أميركا تمول أيران وحزب الله اللبناني ؟ وسأترك موضوع داعش لآن داعش وسيلة من الوسائل ألآمريكية لتفتيت العراق والمنطقة وأن لم تنجح في التفتيت والتقسيم فهي تنجح في ألآضعاف وهذا المطلوب بالحد ألآدنى .أن حرصي على الكتابة في هذا الموضوع لآجل بيان الحقائق ودفع الشبهات لآن الشبهات أصبحت بضاعة أغلب الطارئين على الكتابة , وأذكر القراء والمتابعين أن كل قضية تتباين فيها ألآراء تحمل الصح والخطأ وبكلمة مبدئية : يحتمل فيها الحق والباطل , وموضوع تمويل أميركا لآيران وحزب الله اللبناني بأموال العراقيين هي شبهة ؟ فأين الحق الذي يفندها وما هو الباطل الذي ينميها ؟والسيدة هادية العامري أستندت لدعم رأيها بقضية معروفة أعلاميا هي ماسميت ” أيران غيت ” التي كان ورائها مستشار ألآمن القومي ألآميركي السابق ” ماكفارلين” الذي قيل عنه أنه حمل أسلحة لآيران أبان الحرب العراقية ألآيرانية في الثمانينات مع هدية للسيد الخميني هي عبارة عن الكتاب المقدس ألآنجيل الذي بعثه على ما يقال الرئيس ألآميركي في وقتها رونالد ريغان ؟ولكن هذه القضية المفبركة أعلاميا ولآغراض سياسية لم تدرس بعناية ولم يتم التحقق من موقف الطرف ألآيراني منها ؟ نعم أميركا تقوم بتلك المحاولات وسياستها المصلحية معروفة وخططها المخابراتية هي جزء من أستراتيجتها في العلاقات الدولية , الحكومة ألآيرانية لم تتفاعل مع ذلك التحرك ألآميركي المشبوه ولم يكن لها تنسيق في الموضوع , والسيد الخميني يرفض مثل تلك التصرفات لا لآنه ضد أميركا وهو العدو ألآول لها , وأنما لآنه رجل زاهد لايبحث عن حطام الدنيا ولم يسمح لآبنائه وأحفاده بالدخول في الحكومة ألآيرانية وقبيل وفاته سلم كل مالديه من حقوق شرعية الى مدرسي حوزة قم لتوزع رواتب على الطلبة , وتصرف ألآدارة ألآميركية كانت محكوما بالفشل تجاه أيران في عملية ما يسمى ” أيران غيت “
لآن أميركا كانت تسعى لتشويه سمعة أيران بعدما فشلت في عملية ” طبس ” التي أفتضحت فيها ألآدارة ألآميركية وتحطمت الطائرات ألآميركية في صحراء طبس في أيران ؟ وأميركا هي التي أوعزت لصدام حسين لشن الحرب على أيران والصحف ألآميركية هي التي كانت تروج لصدام حسين وتنشر صوره وتقول هذا الشاب له مستقبل في العراق وذلك في العام 1969 م فمن يريد أن يوظف قضية أيران غيت المفبركة لآثبات دعواه التي سنرى أنها لاتقوم على دليل وحجة مقنعة وثابتة وأنما هي أعلاميات مضللة لآقناع من لادراية له ولا خبرة بأن أميركا تمول أيران وحزب الله اللبناني بألآموال العراقية وهي مقولة لايقبلها ألآ السذج من الناس لآن مابين أميركا وأيران كسر عظم لايجبر ومابينها وبين حزب الله اللبناني من العداء والكراهية والقطيعة ما جعلت أميركا توعز للآوربيين لجعل حزب الله في قائمة ألآرهاب مثلما أوعزت أخيرا لآنظمة التبعية العربية لآميركا أن يصوتوا في الجامعة العربية على أن حزب الله أرهابيا ؟ وأعراب الخليج وأنظمة التبعية تصرفت بغباء لآن حزب الله اللبناني أكتسب شعبية كبيرة في الشارع العربي وألآسلامي والعالمي وأكتسب مصداقية ميدانية لدحره الجيش ألآسرائيلي عام 2000 وأنتصاره في حرب تموز عام 2006 بأعتراف ألآسرائيليين أنفسهموكنت أتمنى للسيدة هادية العامري أن لاتتورط في محاولة ألآساءة لحزب الله اللبناني من خلال مسائل مالية فيها ألتباس وتشويش , والحكمة تقول : دع ما يريبك الى ما لايريبك , وهادية العامري لم تعمل بتلك الحكمة , وسأبين كيف ؟حزب الله تأسس عام 1982 م على أثر أجتياح أسرائيل للبنان حتى وصلت القوات ألآسرائيلية الى بيروت , وأغلب قادة حزب الله اليوم كانوا ينتمون لحزب الدعوة ألآسلامية في ذلك الوقت , وعندما تم ألآجتياح ألآسرائيلي للبنان , والجمهورية ألآسلامية ألآيرانية أعلنت من أول يوم لآنتصارها عبر ثورة شعبية عارمة عرفها العالم أعلنت وقوفها مع الفلسطينيين وسلمت سفارة أسرائيل أيام الشاه لمنظمة التحرير الفلسطينية وكتبت عليها سفارة دولة فلسطين وعمل من هذا المستوى للذين يعرفون بالسياسة لايمكن أن يكون منطلقا من حسابات مصلحية , لآن أيران دفعت ضريبة كبيرة وقاسية بسبب دعمها للمقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح منذ عام 1979 والى ألآن وكل المنظمات الفلسطينية تعترف بذلك الدعم علنا ولم يكن ذلك المال والتمويل من ألآموال العراقية , كذلك بالنسبة لحزب الله اللبناني الذي عرضت عليه أيران دعمه بكل شيئ بعد ألآجتياح ألآسرائيلي عام 1982 وحزب الله بلسان أمينه العام السيد حسن نصر الله صاحب العقل المنظم والذي أكتسب شعبية لبنانية وعربية وأسلامية وعالمية هو من يصرح دائما وبدون تردد بأن دعمهم المالي من أيران وهذا الدعم الذي يمتد من عام 1982 م لم يكن من ألآموال العراقية ؟ ومن يدعي ذلك أما لايعرف مجريات ألآمور وأما يحمل نوايا سيئة ؟لكني أقول للقراء والمتابعين : من أين جاءت هادية العامري بشبهة تمويل أميركا لآيران وحزب الله بأموال العراقيين ؟ وبعدما عرفنا أن العداء المبدئي الذي تكنه أيران لآميركا وأسرائيل لايمكن أخضاعه لشبهات لاتستند الى معطيات مقنعة وسأبين ذلك : في المقال لهادية العامري أربعة أطراف : أميركا الممولة , أيران المستفيدة من تمويل أميركا , حزب الله المستفيد من تمويل أميركا , والمال العراقي المستخدم في التمويل ؟وقد ألقينا الضوء بأختصار على عدم قبول فكرة تمويل أميركا لآيران وحزب الله ولكن تبقى مسألة المال العراقي وهو الموضوع ألآكبر وعلى قاعدة ألآصوليين والمناطقة عندما يقول : الكلام في الكبرى وليس في الصغرى “فكبرى المسائل فيما لدينا من بحث هو : المال العراقي الذي أصبح منذ العام 2003 نهبا لما هب ودب وأميركا المحتلة للعراق كانت تتفرج والبنوك والمصارف وعلى نهب المتحف العراقي وهي القادرة على منع ذلك ولكنها لم تفعل وتركت ألآموال تنهب علنا وما قام به المدعو محمد حسن الزبيدي المرتبط بأحمد الجلبي مؤخرا والذي عين محافظا لبغداد في ألآيام ألآولى بعد 2003 ولمعرفتي بالرجل سألني بعض العراقيين في ذلك الوقت قائلين : يادكتور كيف أصبح محمد حسن الزبيدي حاكما لبغداد ؟ قلت لهم أصبروا هذا الرجل يحمل أسباب سقوطه معه وفعلا لم تمضي عليه أسابيع حتى سقط وأختفى ورجع الى لبنان ومات هناك .وعندما عين مجلس الحكم ثم بدأ مسلسل ظهور ما يسمى بأحزاب السلطة في العراق أصبح الفساد المالي هو ألآكثر أغراء للفاسدين والطامعين , وظل البنك المركي العراقي كما يقولون ” نطور خضرة ” لمن يعرف المثل العراقي وهرعت أحزاب السلطة الفاسدة لآنشاء مصارف وشركات مموهة وهذه كانت تحمل ألآموال العراقية بالدولارات وعبر صناديق الى كل من ألآردن ولبنان وتركيا وأيران وهادية العامري لم تذكر شاحنات النقل العراقية التي كانت تنقل الديزل والنفط عبر أقليم كردستان لتعبر الى أيران ليباع الى أفغانستان والى تجار في الخليج وكانت تعطى أجور مغرية وبالدولار لآصحاب الشاحنات والكل يعلم بذلك والمسؤولون في أقليم كردستان يعلمون ومن يعلم ولايمنع هذا التهريب المبرمج للمال العراقي لايمكن أن يكون متواطئا , والحكومة العراقية عبر مراحلها الثلاث كانت تعلم بذلك وتسكت ؟ وعندما يستفيد التاجر ألآردني والخليجي واللبناني والتركي والكردي وألآيراني وألآمريكي , فليس من ألآنصاف والصواب أن نحمل أيران مسؤولية فساد وضعف الحكومات العراقية حتى نقول أن أمريكا تمول أيران أو حزب الله من ألآموال العراقية , وتبقى ألآشارة الى أعوام 2006- 2007 – التي كثر فيها تحويل ألآموال العراقية الى لبنان , وهذا التحويل كان مرتبطا بفساد عملية التحويل الخارجي في البنك المركزي العراقي ومعه المصارف ألآهلية المموهة يصاحب ذلك وهذا مما لم تشر اليه هادية العامري هو حدوث موجة هجرة عراقية كبيرة الى سورية وقسم قليل الى لبنان ولآن المصارف اللبنانية أكثر حركة مالية لذلك تحولت أموال كبيرة الى لبنان وهي ليست لحزب الله ولا علاقة لحزب الله بها ولكن لها سماسرة وعرابين عراقيين لاعلاقة لهم بحزب الله وظهرت أسماؤهم في بعض ملفات الفساد المحالة للقضاء , يبقى هناك مسألة من الضروري ألآشارة لها وهي أن أميركا هي من تسيطر على حركة البورصة المالية في العالم وهذا من أسباب قوتها فكل حركة ألآموال عالميا مراقبة من قبل أميركا وقضية ضغط أميركا على البنوك اللبنانية من أجل الضغط على حزب الله صحيحة وحركة أميركا المتأخرة هذه لاتعبر عن تواطئ مع حزب الله ولكنها ترتبط بطبيعة ألآستخبارات المالية ألآمريكية ومصالحها في العالم والضغط هذا على حزب الله ماليا له علاقة بأطراف عربية حاقدة على حزب الله لآسباب طائفية وأسباب ترتبط بعلاقة بعضها بأسرائيل والتي بدأت تظهر للعلن من خلال تحركات تركي الفيصل وأنور عشقي وتصريحات المسؤولين ألآسرائيليين , خلاصة القول : لم تكن أميركا تمول أيران وحزب الله من المال العراقي , ولكن أحزاب السلطة الفاسدة والحكومات الفاشلة بعد 2003 هي السبب في تهريب وتسرب المال العراقي وضياعه عبر مصارف وهمية وصكوك مزورة لم تجد من يكشفها ويحاسب المسؤولين عنها ؟هذا هو واقع الحال ويبقى الحديث عن داعش وتمويل داعش وسيارات داعش نوع تويوتا هي ” 34 ” ألف سيارة وليست “5000 ” سيارة كما ذكرت السيدة هايدة العامري وهذا ألآمر كشف من قبل المسؤولين الروس الذين سألوا اليابانيين عن سيارات تويوتا عند داعش فأجاب اليابانيون بأن قطر أشترت “34” ألف سيارة منها وقطر مما هو معروف حسب تصريحات وتسريبات أميركية وأوربية هي التي تمول داعش وأمريكا هي التي أسقطت عدة مرات أسلحة وأغذية لعصابات داعش في العراق وسورية وتدعي أنها خطأ تم أسقاطها وللبترول وتحويل الدولارات لداعش عبر تركيا ذات العلاقة الوثيقة بأمريكا فأمريكا تسمح بتمويل داعش وهذا لا أشكال فيه , لكن ألآشكالية والخطأ الذي يصل حد التجني أن نقول أن أميركا تمول أيران وحزب الله بألآموال العراقية ؟[email protected]