23 ديسمبر، 2024 5:09 ص

هاهم يخطفون (نونه) من جديد

هاهم يخطفون (نونه) من جديد

اينانا – الزهراء (نونه) طفلة عراقية جميلة وبريئة لابد أنكم تذكرونها وتذكرون قصتها، تلك الطفلة العراقية التي اختطفت من قبل مجموعة من الارهابيين وهي مريضة بالقلب، الطفلة التي عادت من الخطف لتسافر في رحلة علاجية عادت منها جسداً في تابوت نظراً لأن قلبها الضعيف لم يحتمل تجربة الاختطاف أتذكرونها؟؟
منذ أيام كان موعد النطق بالحكم في قضية اينانا – الزهراء والذي، وللأسف، جاء مخيباً للآمال وظالماً لنونة ولأهلها، لا نعقب على أحكام القضاء لكن من حقنا أن نسأل وأين حق تلك الطفلة البريئة؟ وأين حق آلاف الأطفال الذين يخطفون ويعذبون ويقتلون، دونما ذنب سوى نزعات شريرة في أرواح من فقدوا الإنسانية.
مخطيء من يتصور أن قضية اينانا – الزهراء هي قضية خاصة بها وبأسرتها فقط، اينانا – الزهراء وبنين وغيرهما كانوا الضحية لتراخي المجتمع في التصدي لهكذا قضايا، طالما أن الجاني يعرف أنه سيفلت بعقوبته فستتكرر الجريمة مرات ومرات.
خاطفو نونه عوقب أحدهم بالسجن المؤبد رغم أن القانون واضح في هذا الشأن والعقوبة المستحقة هنا الإعدام ، والمتهم الآخر تمت تبرئته .
في منطوق الحكم أن المحكمة أخذتها الرأفة بشباب القاتل ولذلك خففت عنه الحكم إلى المؤبد بدلا من الإعدام ،أي شباب هذا ياسيادة القاضي ، الذي تخلى عن طهر الشباب وبرائته ليخطف طفلة بريئة دونما ذنب جنته،الشباب الذي تحمل ضميره أن تبقى هذه الطفلة وهو يعلم جيدا بمرضها وبطبيعته دونما دواء ولا معالجة طبية مما تسبب في النهاية بموتها
وماذا عن الرأفة بطفولة هذه البريئة التي تعرضت لمحنة نفسية هائلة ،ماذا عن سلبها الحق في الحياة حتى وان حدث هذا في مرحلة تالية لحادثة الخطف ولكن بكل تأكيد ورغم أن لكل أجل كتاب فالخطف كان السبب الرئيسي في وفاة اينانا الزهراء
ماذا عن شباب أبوها وأمها ولوعتهما وألمهما العمر كله ألا يحتاجون هم أيضا الرأفة والرحمة،ألا تعتقد سيدي القاضي أنهم شابوا وهم في ريعان الشباب وكتب عليهم الألم النفسي مدى الحياة ،ألا يعد هذا أيضا قتلا معنويا أقسى وأكثر مرارة من القتل الجسدي ،من لهؤلاء ومن يرأف بشبابهم وبأبوتهم وأمومتهم ؟هل فكرت ولو للحظات بحال أم الزهراء وابنتها تخطف منها مرتين ،مرة على يد الجناة ومرة أخرى على يد القضاء عندما أنكر عليها حقها في الحصول على عقوبة كفيلة بالحصول على حق نونه
سيادة القاضي إن القضاء لا يعطي فقط الحقوق للناس ويعاقب الجناة ولكن لأحكامه ايضا صفة الردع والتأديب ومنع وقوع الجريمة ،فعندما يعلم الجاني أنه سيعاقب على جريمته عبر أحكام قضائية رادعة سيفكر ألف مرة في أن يرتكب جريمته ،وإن تأكد أن العقوبة لن تطاله أو ستكون عقوبة مخففة سيرتكب جريمته عشرات المرات فمن أمن العقوبة أساء الأدب،وحكم كالحكم الصادر في قضية الزهراء- اينانا لن يحقق المقصود بالردع وتخويف ضعاف النفس من أن يتجرأوا على انتهاك القانون أو التعدي على حدوده بل على العكس سيشجع على ارتكاب مثل هذه الجريمة مرات ومرات
أعلم أن القضاء في العراق أنصف الكثير من المظلومين واليوم نونه وهي في قبرها وأهلها ينتظرون الإنصاف ،ينتظرون من يأخذ بحق طفلة مسكينة لا ذنب لها ولا جريمة فهل من منصف ،هل من مستمع في القضاء يراجع أوراق القضية من جديد ويرى الخطأ القانوني الذي ارتكب ويصلحه،هل من باحث عن الحقيقة يخبرنا عن أسباب تغيير الشهود لإفاداتهم بما يفيد المتهمين ،هل من مؤمن بالعدل والإنصاف يتبنى هذه القضية ويأتي لنونه بحقها وحق كل طفل وطفلة عراقية اختطفوا ولم يأخذ أحد بحقهم
جيل نونه ينتظر من رئيس مجلس القضاء الاعلى تدخلهم العادل والحيادي لضمان أن يتم تطبيق القانون ومثلهم يعرف كم هي الجرائم المرتكبة بحق جيل المستقبل والتي تحتاج بكل تأكيد إلى وقفة حاسمة لاحقاق الحق واعطاء كل ذي حق،هذا الجيل الذي يحتاج الآن إلى حماية حقيقية مما تتعرض له الطفولة العراقية والتي أصبحت هدفا لكل أنواع الجرائم والخروج على القانون
خطفت نونه مرة وهي على قيد الحياة وتم اعادتها إلى أهلها واليوم تختطف مرة أخرى بهذا الحكم الجائر الذي لم ينظر لنونه ولا لأهلها ولا لمصابهم الجلل وإلى الآن لم يتم اعادتها إلى أحضان أهلها فهل من تدخل قانوني وبالحق وبالقانون يعيد هذه الطفلة إلى قبرها من يد الخاطفين ويمنحها الراحة التي بلاشك فقدتها بهكذا حكم.