هانت أيها الأخوة ، فها نحن نتقدم جدا في عالم المحسوسات والمرئيات ، فالمحسوسات لدينا لايشعر بها إلا مـن كان ذا بأس وحس شديدين ، لايلتمس سوى ( بوس) القبعات – السود – حصرا كونها صاحبة الأمر المطاع في هذا الزمان بعد أن كان (خيرهم) يحلم (بالعلج أبو السهم ) وحين يمسك الموزة ليأكلها يحتار فيأكــــل القشــــر ويرمي اللب ! هذا لو علمت أن البعض منهم إما غبي أو حمار أو (زايعته الكاع) لقذارته .. اما البعض الآخـــر فلا بأس بشكله لأنه مقبول عند كل من يتمسح بلحيته لعله يحظى بشعرة منها ليتبرك بها لكنه يخلو من الطعم واللون بأستثناء رائحته التي تفوق رائحة الضربان أو كرائحة بعرة مدلاة من ثقب كبش ، والويل كل الويل لمن أنكر عليه تلك الرائحة لأنه سيستدعي ( العقائديين) ليسومونه سوء العذاب ومن ثم يلقوا بجثته خلف السدة ذاتها ليروجوا بعدها : انها لعنصر من عناصر داعش !! هانت أيها الأخوة ، لأن المرئيات قد أجتازت حدود الصين لتلتف عبر حدود (غم) فتنهال ضربا باليمين والشمال وبالمدافع والراجمات والسوخوي على رأس أي إنسان يشهد بوحدانية الله ولا يشرك به شيئا ، هانت أيها الأخوة فالموت يلاحق كل من أطلق لحيته عملا بسنة رسول الله و (فور أرهاب) ستكون له جزاء موفورا شــاء أم أبــــى لأنه ( وهابي نجس) كما يقول الملا زرزور ، أما إذا أطلقها غيره فهو مؤمن ، مله ، آيه ، مولانا الجليـل ، شيخ فهيم ذو باع سليم في عالم المرئيات آنفة الذكر، وله إمتيازات هبطت عليه من عليين.. هانت أيها الشباب فما عاد أحد قادر على الخروج لصلاة الفجر في المسجد لأنها محرمة ميليشياويا كونها تعارض حظر التجوال الديمخراطي ، ناهيك عن كلبهم وهو يمد ذراعيه بالوصيد ومحركا لذيله المعوج أملا برضا شيخه ذو الثلاثين عاما الذي هرب من جريمة الزنا بالمحارم حين لعبت برأسه أم الكبائر .. هانت أيها السادة فالعراق بات في خبر كان وليس وأمسى وأصبح وصار ، وما أنفك ممنوعا من الصرف معلولا بحروف العلة السوداء تنوح فيه نوائح الجنائز وتنعق البوم الشؤوم بين جدرانه ، ويلهو به أذلاء الفرس وضباع الروم المنكرون لنبوءة خاتم الأنبياء ، النافخون في الكيــــــر اللاحسون لأحذية الزنادقة والزناة ، المتاجرون بأثداء أمهاتهم وأخواتهم ، البائعون للشرف بثمن بخس، الوارثون للدياثة من كبيرهم الذي أهلكه الله بالسرطان ، اللاعقون مؤخرات السحالي بلسان أعجمي مبين . هانت أخوتي فكلمة الله أكبر تحولت الى( اللهو أجبر) ، وما من مستغيث وارباه وا محمداه وا إسلاماه وا معتصماه ، فقد جفت الضمائر وشابت القيم وانهدم الخلق وضاعت المبادئ وأحل الحرام وكثر الموت الزؤام وغاب النور ليحل بدله الظلام وكالح الغمام بفضل شيخهم الهمام عالي المقام ( أليخ ماهو ) ذو الهوية الفرعونية المزيفة .. هانت أخوتي فهاهو شاعرنا ( العرنجج ) يقول : ألا موت يباع فاشتريه .. فهذا العيش مالا خير فيـه ، ألا مــوت لذيذ الطعم يأتي .. يخلصني من العيش الكريه ، إذا أبصرت قبرا من بعيد .. وددت لو أنني مما يليه !! هانت أيها السادة فالميليشيات السادة ليست عميلة لأحد فهي قد ولدت من رحم العراق الجديد ، هانت فكل منتسب لها شريــــف معروف العم والخال ، يتقي الله في أرواح العباد .. هانت فملك الموت قد منع عن ممارسة مهنته ولم يعد قابضا للأرواح بفضل السادة المحترمين .. هانت سيداتي فليس بمقدوركن السير إلا بالشادور الموشح بالسواد ، وأياكن من التبرج لأزواجكن كي لايطمع الذي بقلبه مرض ؛ .. عذرا سيدي أبا الحسن وعذرا سيدي ابا عبد الله هل صحيح أنكما أذنتم بقتلنا على هوية لاإله إلا الله محمد رسول الله ؟ عذرا سيدي أبا بكر، عذرا سيدي أبا حفص ، عذرا سيـــــــدي ذو النورين.. ( المسلمون) الجدد يلعنوكم صباح مساء ، ولا قبل لنا بمناجزتهم لأننا قيد المطامير والمعتقلات وتحـــت رحمة براميل المسلمين الجدد ووليهم الفقيه ، لاأحد يسمع .. لاأحد يعقل .. فبلدنا يكثر فيه الموت والدمار والمرض والحرمان والميليشيات..تذبح فيه الأبتسامة والطفولة وتقلع من أرضه بساتين النخيل وأغصان الزهور كي تشيد معابد الأوثان بدلا عنها .. بغداد تذبح .. ديالى أثخنتها الجراح .. كركوك تصبغ بلون أحمر وحبيبتها الحويجة فقدت النبض والهواء النقي ، نينوى ضاعت بسبب الملعون الخبيث ، تكريت غادرها صلاح الدين دون رجعة فوقف الكلب على قبره قائلا : (( لقد عدنا يا صلاح الدين )) .. يا أمة المليارين : هل سيطلق سراح العقل ، أم أن نقيق ضفدعة مسيلمة سيبقى بين الماء والطين ؟ !