هاشم.. أنت وحيد المرحوم إبراهيم الأعبيد.. ولأن والدك إبراهيم الأعبيد إبن القرية البار.. كان نشميا ويفيض شيمة ونخوة.. فقد كان الكل يحسبك الإبن والأخ .. ويتمنى أن تنجب.. ويرزقك الله الذرية ..
لكنك خيبت الآمال برحيلك المفاجيء والمأساوي.. يوم اخترت أن تسافر إلى العالم الآخر على عجل، دون ان تستاذن أحدا.. ويوم حملت كل اسرارك معك.. لتدفنها إلى جوارك في قبرك.. لتكون حارسا أميناً لها، يوم انطوت عنا معك إلى الأبد .. لتوغر سهام وحشة رحيلك بأسى في صدورنا.. كلما عنت لنا بالبال ذكراك..
لكن إرادة القدر أبت إلا أن تكون كذلك.. فكانت فوق حسابات الجميع.. وقد يكون القدر قد انصفك بموتك الصادم.. يوم اختطفك وقبر معك كل ارهاصات معاناتك التي كنت ادرى بها من غيرك ..
وها هي قريتك الحبيبة، تخلع عليك رداء الأسى والحزن.. كما اهتزت،من قبل لرحيل والدك، خلعت جلباب حزنها عليه .. فانقطاع شجرتك التي اجتث من فوق الأرض خطب جلل، يوم كان أبوك، ومعه كل أهل القرية،يتمنون لك ان تنجب ولدا، لتستمر الأرومة الخيرة.. ويتواصل العطاء ..
آه يا هاشم.. في حارات القرية الوفية.. سرى خبر رحيلك صاعقا وموجعا.. فاتعبت الجميع.. وادميت قلوبهم..بعد ان خيم الحزن عليهم. فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. الذي له الأمر من قبل ومن بعد.. وانا لله وانا اليه راجعون.