من خلال قراءتنا للتأريخ ، عرفنا ان هارون الرشيد كان يحكم نصف عالم الشرق .. وكان شارلمان يحكم نصف عالم الغرب ، وكانت الاضطرابات والثورات تعم معظم الاقاليم الشاسعة التي كانت تحت حكم شارلمان ، وكانت علاقات شارلمان وهارون الرشيد علاقات جيدة وكان يديم هذه العلاقة بما يشبه سفراء وقتنا الحاضر .. ومن خلال هذه ( السفارة ) كتب شارلمان رسالة الى هارون الرشيد يستفسرفيها منه -: عن كيفية حكم الخليفة لهذه الممالك الواسعة لسنوات وسنوات دون أن يثور عليه أقليم او تضطرب منطقة أومقاطعة ، مع ان هناك اختلاف في البلدان التي يحكمها من قبيل الأديان والطوائف والأجناس وحتى تقاليدهم مختلفة ؟ … فكانت إجابه هارون الرشيد بسطر واحد : (( لأنني أحسِن اختيار الرجال )) !
نعم .اختيار الرجال للمناصب هو الذي يحدد النجاح أو الفشل .. فعندما يتم اختيار شخص غير مؤهل للمنصب يكون ذلك عبارة عن ( مأساة ) بل لنقل مشاكل واحداث واضطرابات .
المرشح للوظيفة في دول العالم المتمدن .. سواء أكان لمنصب الوزيرأو لمنصب ادنى اوأي مسؤولية آخرى .. فعندما يتم التكليف ، نجد ان هذا المكلف يقوم باعداد خطط وبرامج تستهدف التعمير والاصلاح .. ومعظم من يتم تكليفه للمسؤولية هو في العادة يكون اما موظف متدرج ونقصد ( مسلكي أو مهني) أومتخصص في مجال تكليفه ، فإذا طلِبَ منه ان يكون وزيراً مثلاً ، فهنا يبدأ هذا المكلف بوضع برنامج أو ورقة عمل ، والسبب ان له خبرة في المهمة التي اسندت اليه . وهذا الوزير لا يسند الوظائف الكبيرة إلا لأفراد هو يعرف مؤهلاتهم جيدا ويتوقع نجاحهم بالمهمة الموكلة اليهم وبالتالي يكون النجاح حليفه وقس على ذلك .
وفي الدول( المتأخرة ) نرى هناك اشخاص يشغلون مناصب بدون مؤهلات ونرى فشلهم واضح وضوح الشمس .. ولكن .. أيـديهـم مطلقة في سياسة البـلد .