23 ديسمبر، 2024 9:31 ص

هادي العامري وعمار الحكيم .. الحنين الى المليشيات

هادي العامري وعمار الحكيم .. الحنين الى المليشيات

كنا دائما نعمل او هكذا جبلنا او تربينا على مبدأ حسن الظن, ونبتعد عن الشكوك والتشكيك ولان في بعض الظن اثم لانه نوع من الامراض الهدامة التي تنخر بروح العلاقات الاجتماعية .
لكن مع كل التاريخ القريب والسنون التي لم تمت بعد كنا شهدوا على ماضي وسيرة حياة الكثير من السياسيين وهم يقودون فرق الموت او يترأسون ويقودون المجاميع والمنظمات الاجرامية التي عاثت وزرعت الخوف في نفوس كل العراقيين , كيف ننسى هذا الحاضر القريب عندما قاد عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى ومحمد باقر الحكيم عصابات الموت التي اشبعت وذاقت الاسرى العراقيين ويلات العذاب والتعذيب في السجون الايرانية , من منا لا يعرف منظمة بدر التي راسها هادي العامري بعد ان كان يراسها عبدالعزيز الحكيم والتي كانت الجناح العسكري للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق قبل ان يتغير اسمها الى المجلس الاعلى ؟ من منى لا يذكر القوائم التي تحمل اسماء الضباط العراقيين الذي شاركوا في حربهم ضد ايران وخاصة الضباط الطياريين من اجل تصفيتهم , فمنهم من نجى وهرب الى ارض الله الواسعة ومنهم من استشهد لانه ابى ان يترك هذا البلد لعصابات الدم والجريمة ؟ هل نسينى ماذا فعلت قيادة المجلس الاعلى وعلى رأسها هادي العامري وعبدالعزيز الحكيم من جرائم بحق العراقيين حتى استمكنوا وافرغوا العراق من كل قيادات الجيش والاجهزة الامنية والطاقات والكفاءات الاخرى .

ما اريد ان اقوله هنا لست بصدد سرد ماضي هؤلاء وجرائمهم المعروفة للجميع , سوى اقول ان العراقيين ارادوا ان يقفزوا ويتناسوا عن ما عانوه من هؤلاء

المرتزقة والمجرمين والراضعين من حليب اسيادهم في ايران , لم تغيرهم كل انواع العيش في عراق التسامح والتعايش بعيد عن لغة القتل والدم , ولم ينظروا الى العراقيين الا بعين واحدة , عين التعالي والاستكبار ضنا منهم ان من جاء بهم سيبقى دائما يلوذون به , وكأنهم يصمون اذانهم ان الخائن لا يمكن ان يؤتمن به والذي يخون بلده مره يخونه الاف المرات .

اعود الى حسن الظن الذي عشنا فيه مع هذه الشلة بعد الفين وثلاثة التي طالما كانت تظهر شيئا وتضمر اخر , فبعد موت عبدالعزيز الحكيم بالسرطان خلفه عمار نجله وضننا ان هذا الشاب ربما يختلف كثيراعن فكر وثقافة ابيه او ممن تعايش معهم في المجلس او فيلق بدر , وكنا نتأمل به خيرا عندما نسمع خطاباته او مواعضه في المركز الثقافي الذي يقيمه اسبوعيا في التعايش السلمي وعراق المواطنه والانفتاح والحياة المدنية والى ما ذلك , وكذلك وقوفه ضد السلوكيات المالكية , هكذا كان يطل علينا باسلوبه الخطابي الناعم والهاديء .

لكن مالذي تغير بين ليلة وضحاها , عمار لبس البدلة العسكرية واي بدلة اختار ( المرقط ) لا اعرف من اشار اليه ان ملابس القوات الخاصة تعطيك رجولة وهيبة , والفرق شاسع بين الرجولة والاسترجال . عمار يتقدم الصفوف ويدعو للتطوع من اجل مقاتلة ( داعش ) الحجة التي يراد بها باطلا , وهكذا عاد الشاب الى اصله من حيث ما تربى ونشأ على القتل والدم والاجرام والانتقالم , بعد ان كنا نضنه حملا وديعا يحمل غصن الزيتون ايمنا ذهب .

اما هادي العامري قائد فيلق بدر فقد ترك وزارة النقل عند اقرب فرصة سنحت , بعد ان عاش ايام عصيبة في وزارة النقل بعدي عن مشاهدته للدم , فقد عاد لممارسة هوايته المفضلة القتل والاعدامات والتحق بالفيلق الجاهز دائما لأي مهمة قتل فيلق بدر , فهو لا يستطيع ان يعيش خارج بيئة مصاصي الدماء , التحق ليكون المعاون الاول للمالكي في ادارة الملف الامني في ديالى .

وهكذا انكشفت الوجوه والاقنعة التي ظننا يوما ان الزمن تكفل بان يغسل قلوبهم وادمغتهم من كل ما تربوا عليه , كنا نتمنى ان لا نشاهد اناس عشنى معهم ونسمعهم

وايدنا خطاباتهم في اوقات كثيرة على امل ان نعيش بسلام , وفرحنا كثيرا اننا كسبنا رجالا تناسوا الماضي واليوم يعيشون حياة الناس الطبيعيين والسويين , ولكن ما شاهدناه منهم ومن غيرهم اعاد حسابتنا كثيرا في نوايانا وحكمنا على الاشخاص , وكأن لسان حالنا يقول ( عمر ذيل الكلب ما ينعدل ) .