18 نوفمبر، 2024 12:46 ص
Search
Close this search box.

هادي العامري وداعش. . . ازمة وطن

هادي العامري وداعش. . . ازمة وطن

لقد سمعت تصريحا مثيرا للجدل للسيد هادي العامري ، يقول فيه لبعض صحفيي وكالة رويترز للانباء بانه لو كان يعلم ان بديل صدام حسين سيكون القاعدة او داعش لما اقدم على محاربته . كما اشاد بقدرة داعش على كسب واستقطاب الافراد للقتال الى جانبهم وبهذه الشراسة . وللحقيقة اود ان اقول للسيد العامري ان التحاق هذا العدد الكبير من الافراد في تنظيم داعش لم يأت نتيجة فكر داعش المتخلف ، ولا نتيجة ذكائهم في اسلوب الكسب ولكن ذلك جاء نتيجة غباء العامري وجماعته الجالسين على رأس السلطة . فبفضل سياستهم الرعناء في قيادة العملية السياسية في العراق وصلنا الى ما نحن عليه الان . وبدلا من ان يعتذر الى الشعب العراقي عن الهوة السحيقة التي اوقعه بها هو وزمرته الجهلة . جاء يمتدح قدرة داعش على الادارة وكسب المقاتلين .
ان السياسة الفاشلة التي سلكوها طوال فترة الثلاث عشرة سنة الماضية قد دفعت بقطاعات ليست بالقليلة من ابناء المنطقة الوسطى والشمالية للانظمام الى داعش لا حبا بهم وانما نتيجة السياسات الخاطئة في التعامل معهم والتي دفعتهم للانظمام الى داعش وغيرها ، وهم يعرفون جيدا بأن هذه القطاعات تنتمي الى مجتمعات قبلية لا تنقاد بسهولة الى الامر الواقع الذي فرض عليها والذي ارتكز اساسا على عمليات الانتقام ، ليس فقط من قيادات النظام السابق بل وحتى من الجماهير المقربة اليه ، او التي يعتقد انها كانت مقربة اليه فتوسعت قاعدة الانتقام اكثر فاكثر . ولا زالت هذه السياسة قائمة لحد الان ولذلك نرى البلد يسير من سئ الى اسوأ في كل مرفق من مرافق الحياة . ، انها العقلية الانتقامية والتصور الفكري الخاطئ القائم على اراء ومعتقدات متخلفة في ادارة الدولة لا تستند الى مبدأ تنظيمي بناء او خلاق . لقد قرأت قبل ايام قليلة تصريحا للناطق بلسان مجلس القضاء الاعلى يعلن فيه عن اطلاق سراح اكثر من تسعة الاف شخص لعدم ثبوت الادلة ضدهم . . ان هذا يعني ان السلطة الحاكمة قد اعتقلت تسعة الاف شخص برئ من مختلف قطاعات الشعب . ولا شئ يدل على تخبط السلطة اكثر من هذا الذي يجري . . ان سياسة القهر والتسلط هذه لا يمكن ان تبني دولة . هل تعلم ان هؤلاء المطلق سراحهم سيكونون على الاقل معادين للسلطة ، ان لم يشهروا السلاح بوجهها في يوم من الايام ! وماذا بشأن ابناءهم اللذين سيسيرون على خطى اباءهم .
ان الممارسات الخاطئة والتخلف الفكري للقائمين على رأس السلطة هو الذي اوصلنا الى ما نحن فيه من تقسيم البلد والناس ، ومن ضياع الثرو ة الطائلة التي كانت بحوزتهم مما حرم حتى الجماهير التي انتخبتهم من اية امتيازات او خدمات مقابل اصواتهم التي قدموها لهم على طبق من ذهب.
ان اكثر من ثمانية ملايين مواطن في العراق هم الان دون خط الفقر ، وهناك حوالي ثلاثة ملايين نازح داخل العراق فقط يضاف الى ذلك ملايين الارامل والعاطلين عن العمل . والدولة على حافة الافلاس ان لم تكن قد افلست فعلا .
لقد حاول العامري ان يشخص لنا المشكلة ولكنه اخفق في التحليل وفي الحلول . اذن ما الذي يمكن ان يفعله العامري لتجاوز اخطاءه واخطاء رفاقه في ادارة السلطة لمعالجة كل هذه الفوضى التي احدثوها في العراق ارضا وشعبا . ان الحل لا يكمن في اجراءات ترقيعيةكالتي وعدنا بها السيد العبادي دون تنفيذ . . بل الحل يجب ان يكون جذريا وعلى وجه السرعة لأن الوطن آيل للضياع والشعب آيل للفناء. وان هذا الحل يجب ان ينبع ابتداءا” من المرجعية الدينية التي ساعدت هؤلاء عن قصد او عن غير قصد في التسلق الى السلطة على اكتاف الكادحين والفقراء من ابناء شعبنا المسكين مما يتوجب اصدار فتوى صريحة بخيانتهم للوطن وازاحتهم عن سدة الحكم مع احلال عناصر ونخب جديدة مخلصة لهذا الوطن وامينة على مصالح الشعب . كما يتوجب على قوى الشعب ، كل الشعب النهوض والانتفاض بوجه الطبقة الحاكمة التي صعدت الى السلطة على آلام الجماهير الفقيرة وتوسلت بوسائل التزوير والنصب والاحتيال ، لازاحتهم واحالتهم الى محاكم عادلة ، مع الابتعاد كل البعد عن روح الانتقام باية حجة كانت فكفانا دماءا ،” وكفانا دموعا” . ولنبدأ عهد جديد ملؤه التسامح والسلام والامل بحياة حرة كريمة لكل ابناء الشعب على مختلف طوائفهم واديانهم وقومياتهم.

أحدث المقالات