23 ديسمبر، 2024 10:10 ص

يبدو ان مصطلح التغيير سوف يضاف الى معجم الكلمات التي تتناول مفردات العملية السياسية بحيث يصبح الهاجس الاول قبل بدء العملية الانتخابية ويصبح الامل والهاجس الاخير مع قرب انقضاء مدة ولاية السلطة والشروع في العملية الانتخابية التالية ، بل بات هذا المصطلح شعاراً ورمزاً يتقمصه السياسيون المعارضون للسلطة مع قرب الشروع بالترشيح لاي انتخابات قادمة حيث بتنا نسمع كثيراً من قبيل ” قادمون للتغيير ” او ” معاً نحو التغيير ” بل اصبح اكثر نضوجاً عندما جعلته احدى التيارات السياسية عنواناً لحركتها وحزبها ودخلت الانتخابات تحت مسمى قائمة التغيير ، وأعتاد العراقيون على مفردة ( التغيير ) وذلك بسبب خذلان المنتخَبون للناخبين ، ونادراً ما يتداول السياسيون في دول مستقرة سياسياً هذا المصطلح ، لكن على صعيد الشرق الاوسط والعالم الثالث فظاهرة التغيير اصبحت ملحة وضرورة تفرض نفسها بعد كل انتخابات . فالذي يحصل ان السياسيون يتقنون لعبة الضحك على ذقون هذا الشعب ويمنونه بالآمال العريضة والاحلام الوردية والعيش الرغيد ، وتنطلي هذه اللعبة القذرة على الناخبين البسطاء الذين يحملون امالهم والآمهم ويذهبون الى صناديق الاقتراع كي يدلوا بأصواتهم لمن اكل بعقولهم ..”حلاوة” وسرعان ماتنجلي غيمة الوهم عن الحقيقة التي يشترك في تجسيدها جميع من خاضوا معركة الانتخابات كمرشحين ، فيظهر زيف ادعاءهم وحقيقة نواياهم وهي الوصول الى الكرسي ، وبدء حملة جمع الاموال والتنعم بمغانم المنصب .والقيام بالجولات السياحية في بلدان العالم . لذا يعود الشعب الى هاجسه القديم وهو يتوعد بالتغيير في الانتخابات القادمة لكن بعد ان يدفع من عمره اربع سنين يهضم الحسرة ويلوك الندم ويتجرع المرارة على مااقترفت يداه التي ساهمت في وصول الانتهازيين الى مقاعد السلطة . والحال ينطبق في الانتخابات العامة على مستوى قيادة البلد مع الانتخابات المحلية على مستوى المحافظة ، فشعار التغيير كان قد حمله مواطنوا محافظة نينوى حيث تحملوا سنوات من الفوضى والانفلات الامني وسوء الخدمات والاهتمام بالمصالح والمنافع الشخصية فضلاً على الفساد المالي والاداري المستشري في جميع مفاصل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية .حتى باتت فكرة التغيير على اي صورة كانت مقبولة على مستوى الرأي الشعبي في نينوى ، لكن في ذات الوقت كانت حملة التغيير حاضرة في كل زمان وحين ، لتدور عجلة السلطة من يد الى اخر لاتختلف كثيراً في تعاطيها مع زهو السلطة والحكم ، وترك المحافظة ترزخ تحت وطأة الاهمال ومستباحة لجميع القوى الامنية  ، وسوء الخدمات ومزيداً من التشديد الامني. لذا على هذا الشعب المفجوع ان يحتفظ ” بهاجس التغيير” الى حين قدوم الانتخابات القادمة حيث سيكون من المؤكد ان يبحث الشعب عن التغيير ، وكما اندفع بعفوية تشبه الغباء الى صناديق الاقتراع فأنه سيعيد الكرّة ويجرب شيئاً جديداً وقائمة جديدة حتى وان كانت هذه القائمة المترشحة في الانتخابات المحلية هي قائمة ” الخمير الحمر ” او حركة الثلاثين من شباط ” فهي ستحظى بالتأييد ، المهم ان نغير . وتستمر لعبة ” انت وحظك ” فما عليك سوى ان تنتخب وترى ماذا سيخبئ لك القدر . فأن كان خيراً فأحمد الله وان كان غير ذلك فلا تلومن الا نفسك .