23 ديسمبر، 2024 2:38 م

هاتف من ليل لندن..

هاتف من ليل لندن..

تلقيت مكالمة من فضائية عربية، مقرها في لندن، تعادي العراق.. حددت لي الـ 8 من مساء بغداد.. يومها، موعدا لحضور الـ (SNG – سيارة البث المباشر) في مكتبي؛ لحوار بشأن الاستفتاء حول انفصال اقليم كوردستان عن العراق، المزمع اجراؤه يوم الاثنين 25 ايلول الجاري.. قال محدثي من لندن عبر الهاتف، بأنني كوردي.. مفترضا حتمية تأييدي للاستفتاء الذي سيقرر مصير الشعب الكوردي، لكنه فوجئ بتضادي والاستفتاء، الذي يرتقب منه انفصالا، ورأيي مثبت في مقال نشرته صحف ورقية ومواقع ألكترورنية.. محلية وعربية وعالمية.

أغلق الهاتف وعاود الاتصال بعد ربع ساعة؛ يبلغني تأجيل البرنامج يومين؛ فاجبته: “لسنا للمساومة.. بيعا وشراءً.. لو ان لي ثقة بساسة بغداد؛ ما خذلوني وغمطوا مستحقاتي وناصبوني العداء.. حربا وحسدا وكرها وغيرة”.

قلت له.. وهو مصغٍ.. كلاما اقوى من قسوة ما كتبت، في مقالاتي التي ادت الى قطيعة مع حكومات ما بعد 2003 واعدا متوعدا: “نلتقي عند رب عليم كريم، يقضي بيننا.. وان لم تصححوا مساركم مع الشرفاء الوطنيين، فلا ينتظركم سوى جحر في الدنيا وقن في الآخرة، كمثل مصير الطاغية المقبور صدام حسين، ومن كانوا مثلكم قبله” حسبي الله ونعم الوكيل.

· فساد جائر

اخشى ازمة بين الحكومة المركزية، وحكومة الاقليم.. في نوع من افلام هندية تسبق الانتخابات، بعد ان جرب الشعبُ الاحزابَ، في الحكومتين كلتاهما، ومني منهما بالخيبة، ولم يعد المواطن العراقي مقبلا على المشاركة في الانتخابات.. لا في المركز ولا في الاقليم؛ لأن الساسة جاروا عليه فسادا! وإرهابا… و… بلاوي نهبت اموال الشعب وبددت ثروات الاجيال القادمة.. رهنتها بديون عالمية ستأكل الاخضر واليابس والنوايا والهمم والمحاولات والتجارب والـ… جارت علينا التي نهفوا لها.. ما لها!؟

شدوا المواطن الى الدورات الانتخابية السابقة، بـ “حدوثة” الاحتقان الطائفي.. شيعي – سني، التي فقدت الاثارة الدرامية الكامنة.. المدخرة فيها؛ لذلك استحدثوا قصة الصراع العربي – الكردي، بشان الانفصال، والبقية تاتي مع الانتخابات الوشيكة.. تفصلنا عنها اشهر فقط.. اقل من سنة، وما عاد ناخب يثق بمرشح ولا صندوق اقتراع، بعد ان فاق غلاء المعيشة دخل الفرد في بلد غني، فقراؤه اكثر من مترفيه.. ضحية لفساد الساسة.

· لحس السحاب

رواتب الموظفين يُستَقطَعُ منها ما يزيد الاموال الفلكية التي يتقاضاها المسؤولون.. خرافة.. مواطنون ابرياء في الغربية والجنوب والشمال، يذبحون من دون ذنب.. مهجرون ومشردون تائهون في براري وطن لا تحنوا فيافيه على ابنائه في (الجوال).. وقاطنو الابراج العاجية يناطحون الغيم ويلحسون السحاب.. يستمطرونه لهم وحدهم وأفئدة العراقيين ترمض عطشى، ظامئة و… النخبة ينعمون… بلد يعاني شعبه بسبب سياسة هؤلاء الفاسدين الذين يرشحون انفسهم مرات ومرات، حتى ارذل العمر.. من سينتخبهم!؟ بل من سيذهب الى مراكز الانتخابات اصلا، ما لم يستغفلوه بقصص مفتراة وبدع مختلقة في نار الدنيا قبل جهنم الاخرة.

خسروا المواطن في المركز والاقليم، ويستدرجونه لانتخابهم مرة اخرى.. “اتريد صخل اخذ صخل تريد غزال اخذ صخل” وهذا ما لن يبلغوه الا بالتدليس وافتعال الازمات…

· رابع المستحيلات

يقضي منطق العقل بان الدولة الكوردية من رابع المستحيلات الثلاثة…، لا الشمس تشرق من الغرب ولا الميت يحيا ولا الماء يتحول لبنا…، ولا دولة كوردستان الكبرى تقوم! بوجود تركيا وايران وتعافي سوريا والعراق مستقبلا، اما روسيا وامريكا وبريطانيا، فحلفاء مصالحهم.. لا صديق دائم لهم ولا عدو…

بالنسبة لاسرائيل، سبق ان خذلت الملا مصطفى البرزاني.. مرات عدة.. ناكلة بما وعدت ومتنصلة مما وثقت، فعلا مَ يعول من يريد الاستقلال لاقليم كوردستان، “حدث العاقل بما لا…”.