23 ديسمبر، 2024 10:53 ص

هاتشاك النستلة .. سلاح السخرية

هاتشاك النستلة .. سلاح السخرية

السخرية سلاح الاعزل المغلوب على امره” فولتير “اشعلت خطبة الجمعة للنائب السابق في البرلمان وإمام جامع براثا “الشيخ جلال الدين الصغير” في بغداد التي طالب بها العراقيين بشد الاحزمة والاستغناء عن “النستلة” ضجة وضجيج عالي له اول ماله اخر .
وحدث اثرها اشتباك ومعركة حامية الوطيس على مواقع التواصل الاجتماعي ، سخرية واستهزاء وشتائم متبادلةغير مسبوقة . انشغلت بعض الفضائيات بذات الموضوع وتعدى الامر حدود العراق لتتناوله مواقع عربية على الانترنيت واصبح سيل النكات والصورالكاريكاتورية الساخرة بلا انقطاع على مدار الساعة.
لم ياخذ اي خلاف او حدث عراقي سابق مثل هذه المساحة والهجوم ، والبعض اعتبرها كوميديا سوداء لم تاتي من فراغ بل نتيجة للتعبير الشعبي الساخط جدا الذي بات يرفض الطبقة السياسية والاسلام السياسي بقوة غير مسبوقة نتجة الظلم والدمار الذي طال الشعب العراقي بكافة شرائحه وفي كل مفاصل ما تبقى من دولة مهلهلة فاشلة بامتياز بسبب الطبقة الحاكمة التي تؤمن بالطائفية والحزبية وعبادة الشخص واستنساخه كما قال النائب “عباس البياتي في لقاء تلفزيوني :
– لو لم يوجد “نوري المالكي” لاستنسخنا “نوري المالكي” .
لقد سأم الناس الخطابات واللغة المراوغة ، وما عاد الخطاب يملك ايغايات وطنية او سياسية ، بل هو اداة من ادوات الهيمنة والتحشيد والتاجيج الطائفي والحزبي ، تستخدمها السلطة سواء كانت سياسية او دينية وبنفس الوقت فقد الخطاب تاثيره كسلاح استراتيجي لغسل الادمغة بعد كل المررات والاحتقان الشعبي وزيادة القلق الذي وصل لحد الخوف على فقدان رغيف الخبز والدواء .
وبدلا ان يدافع الشيخ بصفته سياسي عن قضايا تثقل كاهل الطبقات المهمشة والفقراء الذي بلغ عددهم 40% حسب تقديرات المنظمات الدولية وغياب الخدمات ودمار البنى التحتية وفساد الساسة الذي سببب بدخول الارهاب واوصل العراق لماهو عليه اليوم حيث 4ملايين مهجر بالعراء بسبب داعش والارهاب و4 ملايين مهاجر ولاجىء بسبب الظلم السابق واللاحق .
راح الشيخ يطالب الفقير بالتقشف والعذول عن شراء ” النستلة “.. في العراق اطفال يعرفون اغلفة النستلة ولن يتذوقوا محتواها يشاهدونها على شاشات التلفاز وفي الاعلانات فقط !!!
متناسيا ان الكتل السياسية في العراق ( السنية والشيعية والكردية) هربت مئات المليارات من العملة الصعبة واستولت على عقارات بمليارات الدولارات وان كتلته عليها مسؤولية شرعية واخلاقية في الوقوف مع الفقراء والمرضى والجياع ، وان تدعم المتظاهرين الذين يطالبون بحقوق شرعية وعدالة اجتماعية وعيش كريم لا أن يوصفوا بالبعثية والبهائم والعملاء .
ان من دواعي السخرية ان يخرج علينا خطباء ” سنة وشيعة” يدعون البلاغة والمعرفة ويتلاعبون في الالفاظ ويجترحون لنا حلول بعيدة كل البعد عن الواقع والتأريخ وكأنهم في كوكب آخر . خطابات مموهة ومخادعة من أجل استمرار نفوذهم وامتيازاتهم الغير مسبوقة وغير موجودة في كل بلدان العالم ولا يقرها عاقل .
ان الفقر والجوع بلغ مبلغه بسبب الاحزاب التي تنهب وسلبت العراق وتتقاذف الاتهامات فيما بينها دون عقاب اوحساب نتجة خضوع القضاء للسياسي وهذه مفسدة خطيرة ، أدت الى خراب اجتماعي واخلاقي وقيمي مريع .وصل لحد الاوقاف الدينية بشقيها السني والشيعي والهيئة العليا للحج والعمرة .
.
“اثارة اهوال الماضي لتبرير اهوال الحاضر لهو نفاق عظيم”
ان من يحكم العراق اليوم الاغلبية الشيعية سواء في البرلمان او الحكومة والكل يريد ان يتبرا مماحدث بعد 2003 يتاجرون باهوال الماضي والديكتاتورية ومآسيها ونفاق المجتمع الدولي الذي فرض ابشع حصار على العراقيين وبدد ثرواته من خلال النفط مقابل الغذاء بسبب مغامرات ديكتاتور احمق مصاب بمرض تضخم الذات وداء العظمة .
يٌعَيرنا ساسة الصدفة في كل مرة يطالب الشعب العراقي بحقوقه بحقبة” صدام حسين ” الاكثر من كارثية على العالم متناسين انهم لم يكونوا فاتحين ولا انقلابين او ثوار جاءوا مع الاحتلال الامريكي وقبلوا بخنوع قسمة “بول برمير” الطائفية وترك لهم الاقتتال الطائفي والفوضى . متناسين ان في زمن الطاغية” صدام حسين” رغم الحصار الكوني استطاع اعادة الكهرباء وبناء الجسور التي هدمت وكانت الحدود والسماء العراقية ليست مستباحة ولم يك هناك مشاريع وهمية رغم كل دمويته وقساوته وحكمه الاستبداي . البعض يترحم عليه جهارا وهذا ما اوصلنا اليه الحكام الجدد ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق 2003 م
اعذروني ساتكلم بلغة طائفية :
الطائفية التي قسمتوا العراقيين بها رغما عن انوفهم .. ونسينا ايماننا بالله الواحد الاحد والعراق الواحد . بتنا نتقاتل بالطائفية والمذهبية والحزبية والمناطقية والعشائرية .
كل نواب التحالف الشيعي “الكتلة الاكبر” يعترفون بالفساد والعقود الوهمية وكانهم لم يكونوا شركاء في العملية السياسية وبدونهم لايمكن ان يمر تشكيل الحكومة او اقرار القوانين واعترفوا بان الشيعة فشلوا فشلا ذريعا في الحكم والتنمية وبناء مؤسسات الدولة واجتثاث الفساد الذي جلب الارهاب وبدد 750 مليار دولار في غضون عقد من الزمان دون ان نعرف من المسؤول وكما ذكرنا سابقا ان الارهاب نتيجة وليس سبب ثم ارتكب مجازره الوحشية البشعة التي انستنا السبب الحقيقي لهولها المريع .
نقول للتحالف الوطني ” الشيعي”
ما جاع عراقي على مر العصور وفي العراق ستمائة نوع من التمر ونهريين مقدسيين وقباب آلـ البيت عليهم السلام ومئات المزارات لكل الاديان والملل وشواهد حضارات ينحي لها العالم احتراما واجلالا واعجابا . وبعد ظهوؤ النفط يملك ثاني احتياطي نفطي ورابع احتياطي من الغاز .
في العراق يوجد غني وفقير وهذا امر طبيعي في كل المجتمعات والامم وعلى مر العصور . لكن في العراق لايوجد ولايذكر التاريخ جوع حتى في زمن الحصار هناك بطاقة تمونية تحتوي 12 مادة غذائية تسد الرمق رغم وحشية الحصار الذي اكتوى بناره العراقيون وازهقت ارواح اطفالهم وشيوخهم ومرضاهم بسبب نقص الدواء والمعدات الطبية المساعدة .
جئتم باسم الدين والمذهب وسرقتونا وخربتوا كل ما تبقى من بنى تحتية بمشاريع وهمية تهدم ولا تبني والمدارس مثال صارخ ومؤلم . اقرأوا واستمعوا لشعارات المتظاهرين كل جمعة على مدار شهور {باسم الدين باكونه الحرامية } .
ياشيعة التحالف “الكتلة الاكبر” وصاحبة حق النقض .. كلكم من احزاب شيعية تدعي مظلومية أهل البيت عليهم السلام و مظلومية الشيعة ماذا قدمتوا لاهل البيت عليهم السلام وللشيعة والشعب العراقي بعد ان امتلكتوا دنيا هارون الرشيد واكثر.
هل اصبح العراقي بامن وامان ويملك مستشفيات ومدارس وفرص استثمار وعمل ويعيش مثل دول الجوار التي لاتملك ثروة العراق .
هل اصبحت النجف وكربلاء والكاظمية بمستوى عمراني وطرق وخدمات كما في دبي والكويت وتركيا وايران .؟!!
الم تتغنوا بانكم من اتباع اهل البيت والامام علي “ع” الم تسمعوا وتقرأوا قوله
(يابني لاتلم انسانا يطلب قوته ، فمن عدم قوته كثرت خطاياه ، لو كان الفقير صادقا يسمونه كاذبا ، ولوكان زاهدا يسمونه جاهلا .
يابني من ابتلى بالفقر ابتلى باربع خصال .. الضعف في يقينه والنقصان في عقله والرقة في دينه وقلة الحياء في وجهه )
الم تسمعوا وتقرأوا ماقاله الامام علي “ع”
( الامانة تجلب الغناء والخيانة تجلب الفقر )
اليوم بسبب خيانة الطبقة السياسية الحاكمة اصبحت ارض السواد قفرا وفقرا وجوعا . ولم يذكر لنا التاريخ جوع في العراق ، هناك غني وفقير . اليوم هناك شريحة كبيرة من العراقيين لاتجد قوتها ولا تسد رمقها وجوعها حتى من القمامة . في بلد الثروات والغنى الفاحش .. الفقر والجوع في العراق مسؤولية من يحكم وليس المحكوم .
كل هذا يحصل بسبب من ؟..ومن الذي قسم المجتمع؟ الى عوائل عفيفة وعوائل فاسقة من منظور الانتماء والولاء لتلك الاحزاب الدينية الساعية لهدم المواطنة التي يكون فيها الناس كاسنان المشط في الواجبات والحقوق .
أمر عجيب ان توزعوا صكوك الغفران على الناس وتحكموا عليهم من خلال افكارهم السياسية وانتماءآتهم المذهبية
امر عجيب ان نجوع الاطفال ونعريهم ونتركهم في الشوارع حفاة يستجدون لقمة العيش عند الاشارات الضوئية بدلا ان يكونوا على كراسي المدرسة .
ما جاع عراقي الا بما تمتع به سياسي او رجل دين وهذه الحقيقة التي تعرفوها قبل غيركم وتبيعوننا خطابات استخفاف بدون ادنى تحمل للمسؤولية وتكيلوا للشعب الشتائم على المنابر والفضائيات .
هاشتاك ” النستلة ” الذي شغل العراقيين وملأ شبكات التواصل الاجتماعي بالقصائد والنكات الساخرة بحجم انطلوجيا ضخمة ، هو ليس استهداف لشخص بعينه بقدر ما يمثل حالة رفض شعبي ضد الوضع القائم ولمن يريد ان يدرس الموضوع من زاويا مختلفة لسايكلوجية الجماهير التي تشكل عندها وعي مغاير ورافض للطغمة الحاكمة ورجال الدين عليه ان لايقف عند الظاهرة بمجرد انها تسقيط شخص او حزب بعينه ويسطح الامور .
السخرية سلاح من لاسلاح عنده وتنتزع الخوف من القلوب واداة ناجعة لازالة القداسة عن السلطات المتجبرة بكل الوانها فما بالكم في العراق حيث لاشرعية لاي سلطة ولاحرية ولا مؤسسات نزيهة ، ومنذ انطلاق التظاهرات في العراق ما بعد الاحتلال والسخرية سلاح المتظاهرين ولم يغفلها اي متابع لما يجري من حراك شعبي متواصل ، لكن لم تعيها السلطات الحاكمة في العراق ولن تسلم منها مهما كانت آلتها القمعية . من يريد ان يجافي الحقيقة في زمن الانترنيت الرقمي الذي اصبح فيه العالم بلا حدود ولا قيود على الحريات فهو واهم بكل تاكيد …. لمهزلتنا التي نمر بها شجون وشجون وسخرية وضحك وبكاء مــــــــر وجــــــــوع كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــافر .
اسمح لكم بشتمي لانني من حزب الفقراء الذي يفرض علي ان أقرأ الواقع كما هو بصدق ” نحن أصدقاء الله” والفقر فخرنا وبه نفتخر ..
وكـــــــل دهــــــــــــر والـــــــــعراق باقــــــــــــــــــــــــــــــي .