17 نوفمبر، 2024 12:49 م
Search
Close this search box.

هؤلاء الذين قتلوا مع سليماني في عملية “البرق الأزرق” | اندبندنت عربية

هؤلاء الذين قتلوا مع سليماني في عملية “البرق الأزرق” | اندبندنت عربية

اكدّت السيدة منار إبنة جمال جعفر، أنّ أبيها كان إرهابياً، مارس وقاد أعمالاً إرهابية في الكويت والعراق وأماكن أخرى. وقدّمت السيدة منار في لقاءٍ متلفز مع محطّة الميادين الفضائيّة (الرابط أدناه)، أمثلة وأدلّة (دامغة) على تلك الأعمال.

والد السيدة منار، جمال جعفر المكنّى بأبي مهدي المهندس، كان قد قُتل مع قاسم سليماني (قائد فيلق القدس الإيراني) في غارةٍ شنتها الولايات المتحدّة الأمريكيّة، في الدقائق الأولى من يوم الجمعة 3 كانون ثاني/يناير 2020، على المركبة التي كانا يستقلّانها بعد أن خرجا متخفّين من الباب الخلفي لمطار بغداد الدولي دون المرور بأية إجراءاتٍ رسمية ولا بروتوكولية.

ومع أنّ الآلاف من العراقيين قد خرجوا فرحين فور سماعهم الخبر قائلين أنّ العملية قد أدّت إلى التخلّص من إرهابيين خطيرين، إلاّ أنّ إيران وأتباعها إشتاطوا غضباً، ووصفوا الحدث بأنّه “جريمة إرهابيّة”.

لكنّ حديث السيدة منار يعيد الأمور إلى نصابها وأوصافها القانونيّة الصحيحة. فقد اكدّت بشكلٍ قاطع أنّ والدها قد خطّط وقاد وشارك في تنفيذ عملياتٍ إرهابيّة كثيرة ضدّ أهدافٍ مدنيّة، في الكويت والعراق وغيرهما. وشرحت كيف أنّه التحق بالقتال الى جانب إيران ضدّ بلده (العراق) في الحرب التي كانت دائرة بينهما في الثمانينات. والمعروف أنّ القتال الى جانب العدو يعدّ جريمة خيانةٌ عظمى في معظم قوانين دول العالم.

وبغضّ النظر عن توصيفها لتلك الأعمال، فإن تأكيداتها تضع عملية قتل والدها وسيده سليماني ضمن السياق الطبيعي لسبب وجود الولايات المتحدّة الأمريكيّة (الحالي) في العراق، أيّ ضمن ما يسمّى التحالف الدولي ضدّ الإرهاب.

ورغم أنّنا ضدّ الوجود الأمريكي في العراق، مهما كانت مبرّراته، إلاّ أن السيد ابو مهدي المهندس كان راضياً به، وشارك فعلياً في القتال تحت مظلّة التحالف مع سليماني. كما كان راضياً بالغزو والإحتلال من قبل، إلاّ أنّه كان يخشى الإعتقال لأنّه كان أساساً موضوع على قائمة الإرهاب الأمريكية لإشتراكه في عدّة تفجيرات ضدّ السفارة الأمريكية في الكويت فعاد إلى العراق بعد أنّ ضمن عدم تسليمه. وإشترك بفاعلية في مخطّطات الإحتلال، فهو عنصرٌ أساس من السلطة التي أثنشأت في العراق (وهو ما اكدّته السيدة منار أيضاً)، وهذه السلطة اقرّت وجود القوات الأمريكيّة بإتفاقات وترتيبات معلنة، وعملت معها.

ولا يمكن تلخيص (التأريخ الإرهابي) لأبي مهدي المهندس بالعمليات التي عدّدتها السيدة منار في اللقاء، بل أن هنالك صفحاتٌ أخرى تؤكدّ إرتكاب المهندس أعمالاً إرهابيّة كثيرة بعد عام 2003 في العراق (وفيما بعد في سورّية)، من خلال قيادته الفصيل الذي يتبعه مباشرةً (كتائب حزب الله) ومن خلال الفصائل الأخرى التي تؤكدّ السيدة منار أنّه قد أشرف على تأسيسها. وعلى الرغم من محاولة السيدة منار تزوير وتزويق ذلك التأريخ، ونحن لا نلومها على ذلك ولا نلوم المُرّتَزِق غسان بن جدّو، الذي كان يحاورها ويساهم في ذلك التزوير والتزويق، لكنّنا لا يمكن أنّ نقبل، بأي حالٍ من الأحوال، كذبة كبيرة بحجم أنّ السيد المهندس كان يقود (فصائل المقاومة العراقية) ضدّ الغزو الأمريكي. نعم، هذه كذبة شنيعة وساطعة جدّاً، ومحاولة للسرقة نجد أن من واجبنا القانوني أنّ نفضحها. فالفصائل التي تشير إليها السيدة منار هي ما يُطلق عليها (الميليشيات الشيعية) التي حُرّم عليها مقاتلة الأمريكان فتفرّغت لمقاتلة العراقيين، وكان الأساس الطائفي هو الدافع الرئيس لذلك القتال. وهذه الفصائل تماهت مع الغزو والإحتلال الأجنبي للعراق، وساهمت معه في القتل والتعذيب والتهجير، وما تزال.

نتذكر جيداً كيف كانت، تلك الفصائل والعصابات، تهاجم مناطق بعينها، في بغداد والمحافظات، وتختطف رجالها ـ على الهوية ـ ليجد أهاليهم جثثهم، بعد أيام، ملقيةً في الشوارع والساحات العامّة وعليها آثار تعذيبٍ وحشيّ. وكما تؤكدّ السيدة منار، بوضوح، فقد ساهم المهندس بـ (تأمين مناطق حزام بغداد). وحسب ما لدينا من توثيق فأن ذلك (التأمين) كان يعني شنّ عملياتٍ عسكرية ميليشياوية ضدّ كل المناطق ذات الغالبية (السنّية) المجاورة للعاصمة بغداد، وإعتقال معظم رجالها وتغييبهم بعد قتل الكثيرين منهم، وذلك ضمن هدف إجراء تغييرٍ ديموغرافي فيها. وهكذا لم تهدأ الأوضاع في المحمودية واللطيفية، والمشاهدة والطارمية والتاجي والمدائن وابو غريب منذ الإحتلال لحدّ اللحظة، إذ تتعرّض يومياً لهجمات الميليشيات وتجري دائماً عمليات مداهمة لإعتقال شبابها.

ووصلت عصابات المهندس الى الفلوجة، التي تعترف منار أنّها كانت عصيّةً على الامريكان، لكنّها تتغاضى عن الإشارة إلى أنّ الفلوجة، وليس سواها، كانت هي أيقونة المقاومة العراقية ضدّ الإحتلال الأميركي، ورمزها الساطع عربياً وعالمياً. فكيف سمح والدها (المقاوم) لنفسه أن يصطّف مع الأمريكان ضدّها، ويشيع في أهلها، المقاومون الحقيقيون، القتل والتعذيب والتهجير؟

كما تغاضت السيدة منار، ومحاورها المُرّتَزِق بنّ جدّو، عن الإشارة إلى أنّ كتائب والدها، وفي عمليةٍ (جهادية) واحدة، في 2 حزيران 2016، قد قتلت اكثر من 300 شخص، وإعتقلت اكثر من 1000 آخرين، وكلّهم من المدنيين الأبرياء من الصقلاوية (إحدى نواحي الفلوجة) ومن عشيرةٍ واحدةٍ (المحامدة)، وغيّبوا قسرياً منذ ذلك التأريخ في سجون المقاوميّن المهندس و سليماني. وهذه العملية وحدها تبرّر قتله من قبل التحالف الدولي، رغم أنّي احبّذ إعتقاله ومحاكمته، لكن السياقات كانت هكذا تجري بالتوافق بين السلطات العراقية والتحالف.

ولا شكّ أنّ السيدة منار تعرف جيداً أنّه من بين مناطق أخرى، فقد حوّلت كتائب حزب الله، بقيادة المهندس، مدينة عراقيةً كاملة هي جرف الصخر، إلى سجنٍ سرّيٍ كبير تعتقل فيه الأبرياء الذين تختطفهم من المدن والمناطق (السنيّة) في صلاح الدين والأنبار وديالى ومناطق حزام بغداد واصمةً إيّاهم بالإرهاب لمجرد أنّهم كانوا فعلاً منخرطين في مقاومة الإحتلال ومشاريعه منذ الأيام الأولى للغزو عام 2003.

ليس ذلك فقط، فقد قاد المهندس تحت إمرة قاسم سليماني، وبمشاركة عناصر فيلق القدس الإيراني، مقاومةً شرسة ضدّ ثورة شباب العراق، التي إنطلقت في الأول من تشرين الأول 2019، رافعةً شعار (إيران برّه برّه….بغداد تبقى حرّه)، وساعيةً لإجراء تغيير جذري للتخلّص من نظام المحاصصة الطائفية المقيت الذي وفّر البيئة المناسبة للمهندس وسليماني لممارسة إرهابهما ضدّ أبناء العراق من أجل بسط مفاهيم ولاية الفقيه على شعبٍ أبى إلاّ أنّ يظلّ وفياً لقيمه ولتأريخه العريق. المهندس وسليماني إستخدما كلّ وسائل القتل والترهيب، بالإشتراك مع فصائل (المقاومة) الأخرى، من أجل إخماد ثورة شباب العراق. لقد ساهما بقتل أكثر من ألف شابٍّ وشابّة وجرح ما لا يقلّ عن 25 ألفاً آخرين.

يا سيدة منار، لم يعرف العراقيون ما هو الإرهاب إلاّ بعد أنّ إلتحق والدك، وبقيّة العملاء، في صفوف ما تسمّوه (الثورة الإيرانية) ونهلوا من فكر تصدير تلك الثورة البائسة لصاحبه خميني، فساهموا في العمليات التي أشرتِ إليها ضدّ أبناء العراق، ومنها عمليات إستهدفت البعثات الدبلوماسية، داخل وخارج العراق، وهذه كلّها أهدافٌ مدنية ذات حصاناتٍ دولية، ويسمّى من يعتدي عليها، في القانون الدولي، إرهابياً وليس مقاوماً، كما لا يُسمّى مجاهداً يا بن جدّو. كذلك ساهموا في عمليّات تعذيب وقتل أسرى الحرب العراقيين، وهي جريمة يندى لها جبين الإنسانيّة، وتحرّمها كل القوانين والشرائع إلاّ شريعة خميني ونظامه البشع.

يتحمّل جمال جعفر (ابو مهدي المهندس) قائد (كتائب حزب الله) في العراق، وقاسم سليماني (قائد فيلق القدس الإيراني)، وكلّ من إصطف معهما، أو زوّق أعمالهما، المسؤوليّة القانونيّة المباشرة عن إزهاق أرواح آلاف الأشخاص في العراق وسورّية واليمن. يتحمّلان عذابات وصرخات الأمّهات والزوجات والأبناء الذين تُركوا دون رعاية، بسبب عمليات المهندس وسليماني الإرهابيّة.

فكيف تكون بوصلة أبو مهدي المهندس صوب القدس كما إدّعيتم يا سيدّة منار و يا سيد بن جدّو…؟

لقاء قناة الميادين مع منار جمال جعفر إبنة ابو مهدي المهندس

أحدث المقالات