22 ديسمبر، 2024 6:41 م

نُهب العراق في عهد المفتشين العموميين وأمّهم هيئة النزاهة

نُهب العراق في عهد المفتشين العموميين وأمّهم هيئة النزاهة

# ويلاد هيئة النزاهة وفتيانها الموسومون بعنوان كبير رنان ألا وهو المفتشين العموميين وكوادرهم ، أوصلوا سياسة مراقبة المال العام والحفاظ عليه والتدقيق على سلامة تداوله في العراق الى مراحل مخزية مشبوهة خسيسة مبتكرة في التدليس والتضليل وغض النظر عن كبائرها ، بحيث استطاع العراق كأدارة دولة وكحكومات متعاقبة احتمت بتخريجات واطروحات اولائك المفتشين ، أن يحصل على أكبر الألقاب الدولية وأكثرها (عارا) وخجلا في تقارير المنظمات الدولية ومراكز الدراسات المعروفة والرصينة .. وتتمثل تلك الألقاب بما يخص العراق كدولة ، بالأفسد والأقذر والأخطر والأفقر .. وهلم جرا .

# يستطيع المراقب المنصف وبسهولة ان يرى عن قرب المافيات التي شكلها اولائك المفتشين وسلسلة الأتباع ، وأتباع الأتباع ، وابتكار طرق خمط المال العام عن طريق (حصتي أولا) ، وجر الدولة من حيث تعلم أو لا تعلم الا ان تساعدهم في بناء أمبراطوريات من خلال تزويدهم بأساطيل السيارات الفارهة ، وتخصيص عشرات الحمايات الشخصية لهم ، والأهم رفع اليد عن مراقبتهم والتدقيق عن معظم عملهم الرقابي المشبوه .. وكيف يستهدفون صغار السراق ومعدوميهم وترك الحيتان والتماسيح والقروش والكواسج .. ولا يعلم عباد الله ما حاجة موظف يقوم بتدقيق معاملات المال العام بالحمايات الشخصية الذين يكلفون الدولة مليارات الدنانير .

# البعض يرى أن الموضوع لم يعد محصورا بهيئة النزاهة ومفتشيها العموميين ، بل تعدى الى بعض الأجهزة الأمنية التي تمارس دورا رقابيا على المال العام اسوة بالنزاهة .. كدائرة الشؤون الداخلية في وزارة الداخلية ، على سبيل المثال لا الحصر .. فقد قص لي صاحبي عن ذلك الضابط ذو الرتبة الصغيرة التي لا تتجاوز النقيب عندما وضعه حظه أو بالأحرى تنسيقاته الناجحة في منصب مدير شؤون شرطة النجدة لمدة سنة واحدة فقط ، استطاع بعدها أن يمتلك قصرين فارهين في أرقى مناطق بغداد .. يقول صاحبي .. تلك الحادثة مرّت عليها ما يقارب التسع سنوات ، وتخيل كم كانت حصة مدير عام النجدة في حينه أو مدير الشؤون الداخلية ان كانت حصة السيد النقيب بالحجم المذكور .. وهي بالتأكيد نتيجة الحصول على نسب مالية خيالية في عقود شراء السيارات واجهزة كشف المتفجرات سيئة الصيت وعقود طعام المنتسبين وتجهيزاتهم وراتب فضائييهم ، وهلم جرا أيضا .

# أسلوب محاسبة السارق في العراق يدعو للسخرية والغثيان والسهد وارتفاع ضغط الدم .. فالكل شاهد كبار السراق كيف ينسلتون من أكبر الفضائح والسرقات كما تسلت الشعرة من العجين ، بتواطوء مخزي من بعض المفاصل القضائية مع شديد الأسف .. هذا الأسلوب يرتكز على مهزلة واحدة لا ثان لها ، الا وهي عدم وجود أو كفاية الأدلة .. وشاهدنا على ذلك ، كيف استطاع الملياردير بهاء الأعرجي صاحب قصور شارع المحيط وقصور دبي وبيروت أن يخرج من (مهزلة) توقيفه لسويعات في (الحنانة) لعدم وجود أدلة على فساده .. وكل العالم شاهد بأم عينيه من على شاشات الفضائيات كيف أن الأعرجي قبل تغيير النظام في العراق لم يكن يمتلك سوى تلك القنفة الحمراء .. من هذا يستوجب على المخلصين الجادين في اعادة مال العراق المنهوب أن يشرعوا قانون واحد أساسي فوري .. أيها السياسي أو الموظف الحكومي أو أيها المواطن .. ماذا كنت تملك قبل 9/4/2003 ، وماذا أصبحت تملك فيما بعدها .. غير ذلك هو ضحك على الذقون وابتزاز سياسي وانتخابي وكفر بشرائع الله وكتبه وتعاليم أنبيائه .

# ابدأوا بكبارهم .. والأمثلة لا تعد ولا تحصى .. أخونه طلال الزوبعي رئيس لجنة النزاهة البرلمانية من أين لك عقاراتك التي يتجاوز ثمنها مليارات الدنانير في مناطق بغداد المميزة .. (أختنه) النائبة صباح التميمي من أين لك دارك التي اشتريتيه بثلاثة مليارات دينار وانت كنت قبل التغيير مذيعة في احد برامج الأطفال .. اخونا أبا اسراء من أين لك أن تعطي هبات شخصية لا تقل عن ثلاثة ملايين دولار امريكي لنواب البرلمان الذين ساروا في ركب برنامجك السياسي وهم معروفون بالشكل والأسم من اولائك الذين يطلق عليهم أزلام أو سنة المالكي .. عيني محافظ بغداد السابق ورئيس مجلسها السابق ايضا من أين لكم هذا .. وكيف لسائق احدكم الشخصي او مرافقه أن يشتري عقارات مليونية في مناطق بغداد المميزة .. أخونا محافظ صلاح الدين معظم العراقيين يعلمون تاريخك وكيف كنت نائب ضابط في احد الأجهزة الأمنية ، فمن أين لك تلك الأمبراطورية (الترامبية) المالية المهولة .. وأمثلة كثيرة لها بداية وليست لها نهاية .. في النفط والتجارة وعقود التسليح والأتصالات والكهرباء والتربية والتعليم والزراعة والبنك المركزي والنقل والبيئة والوقفان الشيعي والسني والمطارات .. الخ .

# ان فعلتها ايها العبادي ونحن على يقين من أنك ستجد في (معظم) اولائك السارقين (الكبار) والكبار جدا ، طرفا أو شخصية أو اسما ذو منصبا كبيرا في التحالف الدولي او المنظمات الدولية المؤثرة العاملة في العراق شريكا مهما لهذا السارق .. كما أننا نؤكد عليك بالحاح مستمر أن الموضوع يخص الجميع ولن نستثني سياسي او قائد كبير او موظف ذو درجة خاصة تناوبوا على حكم العراق من يوم 10/4/2003 .. فهل تفعلها .. ننتظر غدا .. وبعده .. والآتي من الأيام بفارغ الصبر .. والله يحفظ العراق وأهله .