18 ديسمبر، 2024 8:17 م

نَخْبَ الإنتخابات .!

نَخْبَ الإنتخابات .!

حسبَ وعلى ما اعتقد , فإنها المرّة الثالثة تقريباً التي استخدمُ فيها هذا العنوان خلالَ العشرةَ سنينٍ الماضية , ولربما اكثر قليلاً او اقلّ كثيراً . وربما البعض او البعض منَ البعض قد تنتابه افكارٌ ما او تصورات بأنّ هنالك أزمة عناوينٍ صحفيةٍ لديّ .! لكنها وجهة نظرٍ شخصيةٍ ” وارتاح لها ” بقدرتعلّق الأمر بالإنتخاباتِ .

ثُمَّ , لكي وبغيةَ أن لا تتسدّد نحونا فوهاتُ اسلحةٍ او كاتيوشاتٍ من احزابٍ دينية جرّاء العنوان اعلاه , فنُنوّه مسبقاً أنّ تبادل الأنخابِ نخبَ الإنتخابات , ليس من الضرورة القصوى أن يكون عبرَ كؤوسٍ من ” النبيذ او مشتقاته ومرادفاته الأكثر تركيزاً والأقوى مفعولاً ! ” , فمن الممكن استبدال ذلك بكؤوسٍ او اقداحٍ تقليديةٍ من عصائرٍ متنوعة او كابوتشينو وما الى ذلك .

القضيةُ – المعضلةُ الأولى التي برزت مبكّراً بهذا الشأن هي طريقة ونهج وتحديد اُطر الأنتخاب , وبتباينٍ

واختلافاتٍ ” قبل ان تضحى خلافات ” حول طريقة وأداء والأساليب التي يراد إتّباعها في قوائم الأنتخاب حول عدد القوائم في المدن والمحافظات , وحسب ما يتواءم ويتناغم مع مصالح الأحزاب , ويمكننا القول أنّ تباين الرؤى والآراء بهذا الشأن هي اجراء طبيعي لغاية الآن , قبل أن تحاول بعض الأحزاب فرض رأيها بالطريقة التي ترتأيها في فرض هذا الفرض .!

في ولوجٍ اختراقيٍ الى قلب الموضوع , فإنَّ مجمل الأحزاب الدينية ” وعبر السنوات الطوال الماضية وما تخللها ” قد فقدت تأثيراتها الإعلامية والعاطفية في التأثير على الشارع العراقي , وخصوصاً في المحافظات الجنوبية والوسطى , ولم تعد بنافعة ايّ من سُبل الإغراء والتلاعب بالمشاعر الدينية والمذهبية على المواطن , وهذا الرصيد المفقود والخالي قد سبقَ حتى انتفاضة او تظاهرات تشرين للسنة الماضية , بل إنّ تلك الحركة الإحتجاجية كانت احدى افرازات الرفض الجماهيري لأحزاب الأسلام السياسي , وقد عبّرت عنه جموع المتظاهرين بأساليبٍ شديدة وعلى مرآى وسائل الإعلام . ولعلّه لتأكيدٍ اكثر وأبعد , فيتذكّر الجمهور العراقي والرأي العام العربي والعالمي , كيف جرى حرق صناديق الأقتراع ” او معظمها ” لمرتين متتاليتين , وكانت الثالثة من خلال تهشيم تلكم الصناديق في انتخابات عام 2018 , ودون ان تقوم الدولة واجهزتها بنقل وتغيير مكان صناديق الأقتراع تلك آنذاك .!

بعد تلكُنَّ الأحداث وما جرى من مجرياتٍ مهووسة او دقيقة للغاية في في قصف متظاهري تظاهرات تشرين لسنة 2019 بتسديد قنابل الغاز المسيل للدموع على رؤوس وجماجم المتظاهرين ” بشكلٍ مباشر ” بدلاً من القائها على مسافةٍ بعيدةٍ عنهم ” كما في كل دول العالم ” واستشهاد اعداد كبيرة منهم , فضلاً عن عمليات الخطف والقنص , < ودونما اعادة استعراض لحوادث واحداث السنة الماضية > , فقد تضاعفَ تبلورُ تجسيدٍ لرأيٍ عامٍ جماهيري بالضد من هذه الأحزاب الدينية الحاكمة , وهذا أمرٌ ليس بمحسوسٍ فحسب بل وملموس عن كثَب , وتدركه اول ما تدركه هي احزاب السلطةِ ذاتها .. أمّا حول التحضيرات والإستحضارات للإنتخابات القادمة , والمحاولات والمساعي الجادّة لتجنيبها وإبعادها عن اية محاولاتٍ للتلاعب والتزوير , وعبر ايّ تقنياتٍ علمية وحتى بمشاركة او مساهمة خبراءٍ أجانب في هذا الجانب , سواءً من الأمم المتحدة او سواها , فهنالك ثغراتٌ جمّة للخرق والإختراق وبمختلف الجزئيات والجزئيات ” ولسنا هنا بصدد تعدادها واعدادها ” سيّما أنّ الكثير منها معروفة .

وازاء هذه المعطيات , وَ وِفقَ كلّ الإعتبارات والحسابات النظرية والمبكّرة , فإنّ ايّ احتمالاتٍ مفترضةٍ لأحزاب الأسلام السياسي ” او ايٍّ منها ” , للفوز بالأنتخابات القادمة , فهو معدومٌ بالكامل والمطلق ” وكأنها عملية اعدامٍ ما .! ” , لكنّه في الجانب المقابل وأبعاده البراغماتية , فإنَّ مَنْ يظنّ أنّ تلكم الأحزاب سوف تستقيل ! او تتخلّى عن النفوذ المتنفذ ولعبة السلطةِ والحُكم , وثمّ تغادر ساحة الملعب العراقي , فأنه في ظنٍّ يغوص في عالم الوهم .! , ولا نجد ايّ ضرورةٍ لندّعي بأنّ الرأسمال الوحيد لتلك الأحزاب او معظمها هو فصائلها المسلحة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة , ولا نزعم بأنها سوف تستخدم هذه السلاح الفتّاك لتغيير مجرى ومجريات الأنتخابات .! , لكنه ايضاً وإطلاقاً فلا نقصد ايّ إثباط او تثبيط من عزيمة الجماهير في خوض غمار التجربة النتخابية القادمة .!