اولاً : – قبل أنْ ابتدئ ما أود الإشارة اليه, فأقول أنّ تبادل الأنخاب لا يدخل بالضرورة ضمنَ مضامينِ” الدياليكتيكيه الجدليّه, ” فتبادل هذه الأنخاب لا ينحصر ولا يقتصر بتبادلها في كؤوسٍ خاصّه ..! إنما ولكنما يمكن تبادلها بأكواب الشاي او فناجين القهوةِ والنسكافيه وما الى ذلك من مشروباتِ ال SOFT DRINKS ايضا, فبصحّةِ الناخبين بأيٍّ من هذهنَّ او تلكُنَّ الكؤوس …
ثانيأً : – إنّ المتابع بتأمّلٍ طويلٍ و مُرَكّز لليافطات او الصور والبوسترات و معها شاشات البلازما الكبيرة الحجم واللوحات المعدنية الأخرى التي تعجُّ وتضجُّ بها الشوارع والساحات للمرشَحين الذين يعرضون انفسهم او بضاعتهم وكأنها في مهرجانِ هرجٍ غير منظّم للترشّح . سيلاحظ المراقب او المتابع أنَّ احدى وسائل الدعاية السياسيه – الإعلامية التابعة الى احدى التنظيمات السياسية المعروفة , قد استخدمت لوحاتٍ او يافطاتٍ وملصقات , وما الى ذلك من وسائل العرض ولفت الإنتباه , وكانت لوحاتها منصوبة ” او موضوعة ” بحجمٍ بارزٍ وملفتٍ للنظرِ نسبياً وتخلو من بهرجةِ الألوان وتعدّد الشعارات وجرى تصميمها بطريقةٍ مدروسة , إذ تتكوّن من لونٍ واحد وموحّد مع شريطٍ من لونٍ مغاير وموحّد ايضا مكتوبٌ عليه إسم المُرشّح , كُلُّ ذلك يوحي ويومئ تحليليّاً ” على الأقل ” أنَّ تلك الجهة السياسية ” التي لا اود تسميتها هنا ” , هي على ثقةٍ عالية من نفسها في كسبِ الفوز بمباراةِ
الإنتخابات , او في ” رفعها رفعاً ” الى الفوز المنتظر. ليس صعبا هنا , الإدراك والتصَوّر المسبقين أنَّ الجهة او القائمة التي ستفوز بالأنتخابات إنّما فوزها يتأتّى وِفقَ قرار .! كما وبغضّ النظر عن وجهة النظر التحليلية عن احتمالية صعود هذه الجهة السياسية او تلك لتفترشَ سدّة الإنتخابات , فأنّ ما يتداوله الشارع العراقي سِرّاً وعلناً وفي مختلف الأماكن العامة والخاصة , فأنه يفوق النتائج التي تحاول مراكز البحث والأستبيانات واستطلاعات الرأي للتوصّل اليها حول الجهة الأكثر حظّاً للفوزِ بالأنتخابات , فالشارع العراقي على درايةٍ شبه مطلقه بأنَّ مَنْ سيُهيمنونَ على حُكم العراق , مرهونٌ بقرارِ طهران اولاً , وواشنطن ثانياً , وإنَّ الذين يُرشّحون انفسهم ويقيمون تحالفاتهم وائتلافاتهم مع هذه القائمة او تلك , فأنهم ايضا على درايةٍ مسبقة لمن سوف يُقرّر الفوز النهائي – او ما هو مقرّرٌ اصلاً – , انما معظم هؤلاء المترشّحين فأنما يبتغون الحصول على مكاسبٍ مادية او معنوية عبر الحصول على عضوية البرلمان …
هذا واذا ما تحقّقَ ما مُشارٌ اليهِ في اعلاه , فلعلّهُ ينبغي القول ايضاً أنَّ >تبادلُ الأنخاب قد يغدو جرّاءَ حالة احباطٍ نفسيّ او فكري كذلك .!
ثالثاً : – إنَّ معظم الشعاراتِ والوعود المرفقة بصور واسماء المرشحين تحملُ عباراتٍ تكادُ تكون قاسماً مشتركاً بين الجميع .! , وقد لاحظتُ من خلالِ قراءةِ واستقراءِ تلكم الكتابات , أنّ الكثير منها تحملُ وعوداً وعباراتٍ فضفاضه لأغراض الدعاية غير الموضوعية ” مثل ” – تطوير قطّاع الشباب – او – تطوير قطّاع المرأة – وما الى ذلك , دونما تبيانٍ موجز ولو عبر كلماتٍ معدودة عن آليّةِ وكيفيةِ هذاالتطوير .! , ثمّ , لاحظتُ ايضاً أنَّ ايّاً من هؤلاء السادة المتقدمين للترشّح لمْ يفكّر أن يوعد الناخبين ببذل جهده للمطالبة بفتح الطُرق والشوارع الفرعية بالمناطق السكنية والتي تسبب ازعاجاً وصعاباً شديدين للمواطنين , والى ذلك ايضاً لمْ يفكّر ولمْ تخطرُ على بال اولئك المرشحين انْ يكتبوا كلماتٍ ” ولو غير صادقة ” حول حل المعضلة اليومية القائمه على مدار الساعة حول التأخير المفتعل القاتل لعجلات ومركبات المواطنين في نقاط السيطرة – وعبر اجهزة الكشف والتفتيش العاطلة – ودون مبرّرٍ ولا مُسوّغ على الأطلاق سوى خداع المواطنين , وايضاً لمْ يدر بخلدِ مَنْ يطمحون ويطمعون ان يكونوا نوّاباً ان يوعدوا جماهير الناخبين بحلٍ جذري لمعضلة مراجعة المواطنين لبعض الدوائر الخدميّة ” كدوائرِ شرطة المرور ” والوقوف طوابيراً وصفوفاً لساعاتٍ طوال او أيّام وما يتخللها من الإضطرارِ لدفع
الرشى لبعض افراد شرطة المرور او غيرهم من الموظفين بغية تمشية والأسراع بأنجاز معاملاتهم . إنَّ ما نذكره هنا ممّا مرَّ ذكره ليس سوى أمثلةٍ مختارة عن معاناة الشعب , ولا نود الإسترسال اكثر فأكثر حول وعودٍ سرابيّه ووردية للمطالبة بأزالة العديد من الكتل الأسمنتيةالتي جعلت بغداد كثكنةٍ عسكرية .! , وبرأيي , فقد كان على وسائل الإعلام ” لاسيما المرئية منها ” ان تُسائل هؤلاء المرشحين عن عدم تطرّقهم لهكذا مواضيع تمسُّ الأمور الحياتية للمواطنين , عدا انها تمسُّ كرامتهم واعصابهم …