وسارَ الحسينُ ..
وكفُّ المنونِ يسيرْ
على راحتيهِ سبيلُ النجاةِ
ولم يفهموهُ ..
فقولُ الحسينِ ..
كوحيِ الإلهِ ، حديثٌ طهورْ
..
يحفُّ الملاكُ طوالَ الطريقْ
وما شاهدوهُ ..
فعينُ الضلالِ كعينِ الغريقْ
عليها الجحودُ وحالُ الفتورْ
…
وقد خُضّبتْ زينبٌ بالجلالِ ..
ونورِ الإلهْ
فقدْ أعلنتْ من خباها ..
قيامَ الحياةْ
…
وسُرَّ الصغارْ
أنَّ الشهيدَ الذي عاينوه
أمامَ الظعون ..
يخيطُ الدروبَ
بخيطِ الفخارْ
…
وكادَ الشعورُ بقلبِ الصبايا
يلوحُ السماءْ
تباشيرُ صبحٍ
وآثارُ خوفٍ
وأزهارُ موتٍ
ووجهُ الحسينِ كوجهِ البقاءْ
عظيمٌ ، مهيبٌ ، يبثُّ النقاءْ
وتمضي صبايا الدلالِ
بظعنِ الخلودْ
ولاحَ السواد ..
ينادي الجوادْ ..
ويرنو النخيلُ لكفِّ الحسينْ
فدارتْ عيونُ الحسينِ لكفِّ الكفيلْ
أبو الفضلِ نهرٌ وفي الكفِّ جودْ
…
وأضحى الفراتُ كما العاشقينَ
يتوقُ اشتياقاً لوجهِ الحسينْ
كتوقِ البتولِ للُقْيا عليٍّ ..
وشوقِ النبيِّ لكفِّ الحسينْ
…
وتغلي الرمالُ انتظارا
فخطو الذبيحِ وكفُّ المنونِ
يزيدُ اقتدارا
وهذي النحورُ ..
غدتْ من ضياها ..
تريدُ السيوفَ ..
وراحتْ تدورْ