15 نوفمبر، 2024 9:56 ص
Search
Close this search box.

نينوى ، أنا فَرِحٌ جِداً

نينوى ، أنا فَرِحٌ جِداً

يوم الاربعاء 21 // 1 / 2015إستعدتُ كرامتي التي جُرِحَت،وغاب عنّي حزنٌ مُعتَّق،وغمرتني سعادة مفقودة لاحدود لها،حينما قال أهلي في الموصل كلمتهم الفَصلْ،بجملةٍ واحدة،لاأبلغ منها إيحاءً وفصاحة ً ودقةً في التعبير،وذلك عندما رفعوا علم العراق عاليا ً تحديا لسلطة لداعش وليس علماً آخَر فوق سطح بناية مجاورة لمبنى محافظة نينوى الذي يتخذه تنظيم داعش مقرا له بعد احتلاله للمدينة في 10 / 6 / 2014 ..

خطوتهم هذه بكل بساطة هي أكبر تحدٍ في معناه ودلالته من إية رصاصة يتم توجيهها ضد داعش،هي الأشد خطورة من كل القنابل التي تتساقط عليهم من طائرات التحالف،لأنها تأتي من إناس عُزَّل،لايملكون شيئا يواجهون به عدوهم سوى إيمانهم بأنفسهم وأرضهم ووطنهم ولاشيء آخر .

الموصليون يوم أمس أطلّوا على العالم المُغيّّب في وعيه وضميره بإظاليل الإعلام الرخيص،أطلّوا بجمال كلمتهم مثلما جمال مدينتهم بِكل مايملكونهُ من عِشقٍ لها ولبلدهم العراق،وأعلنوا بصوت هادىء وقوي،أطلقوه مِن دهاليز عُزلة مفروضة عليهم بقوة السلاح منذ أن سقطوا أسرى تحت سلطة تنظيم داعش.

أمس قالوا لنا،ولِمنْ خَذَلهم ومَنْ خَدَعهم ومَنْ خَانَهم،قالوالأصدقائهم وأشقائهم وللعالم أجمع بصوت واضح يَعكس مَدنيَّتهم وتحضُّرهم وانتمائهم الوطني لبلدهم أولاً وآخرا ً: – مازلنا هُنا ، كما نحنُ ، نَعبُرُ ظُلمة أيامنا بالصّبر على البلوى..

الموصليون أمس،وكما هي خِصال الشُّرفاء ساعة المحنة،كانوا في ذروة تفاؤلهم،وأعلنوا مُبكراً بيان انتصارهم، وردَّوا بمُختَصِر القولِ وأجمله على كل الذين خَانتهم ذاكرتهم وخذلتهم ثقافتهم مِن أبناء جلدتهم، فتوهَّموا فأساوا

كثيرا في فَهمهم،وأخطأوا،وشتموا في كل ما كتبوا وتقوّلوا وهزجوا ليطعنوا في العِرض،وفي النوايا.

ماجاء به الموصليون أمس،اثبت لنا،نحن ابناء المدينةأولاً،نحن النازحون والمهجرون قبل أن يثبتوا للآخرين من أشقاء واصدقاء واعداء،على أن صمتهم لن يكون أبدا تواطأً ولااستكانة ولاخضوعاً لإرادة غاصب مُحتل، إنما مُكوثاً في حضرة الأمل .

الموصليون العُزَّل قالوا لعدوِّهم يوم أمس:- لن نكونَ عبيداًَ لكُم ولا سِواكم، طال الزمان أو قصر،حتى لو تخاذل بعض ابنائنا وصاروا مَعكم بإرادتهم أو بغيرها،حتى لو هَربت كل الجيوش الجرارة أمامكم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات