23 ديسمبر، 2024 3:22 م

نيسان شهر الكذب والانتخابات

نيسان شهر الكذب والانتخابات

 اختار العالم يوم معين واحد للكذب في السنة وجعلوه الاول من نيسان واجازوا للشخص كذبة واحدة لاتكاد تطلق حتى تنكشف . ومع ان الفرنسيين اول من كذب في نيسان واول من كذب فيهم صحفي نشر خبرا مفاده ( ان معرضا للحمير الغريبة يقام غدا في الساعة العاشرة صباحا ) وحدد المكان بساحة عامة معروفة للجميع ومؤكد ان التاريخ كان يوم الاول من نيسان وعند ذهاب البعض لم يجدوا غيرهم من حمير في الساحة فسخروا من انفسهم وضحكوا لـ( خباثة) الصحفي وعادوا ادراجهم وانتهى الامر . واذا كان الامر في فرنسا او غيرها ينتهي بكذبة غير ضارة في ساعات صباح الاول من نيسان فالأمر في العراق جدا مختلف وخصوصا هذا العام اذا أباحت مفوضية الانتخابات من خلال تحديدها نيسان موعدا للحملة الانتخابية والاقتراع الكذب للمرشحين اشخاصا وكتلا واحزابا لمدة شهرا كاملا وجعلت الامر بالمقلوب بعد هذه الاباحة اذ حددت يوما واحدا للصمت الانتخابي . وعلى مدار الايام الماضية التي اقتربت من نصف شهر راينا صورا واكاذيب ووعود ما انزل الله بها من سلطان و(فياله ) تطير وكان من اشهر هذه الاكاذيب او المفارقات ان تحارب بعض الاحزاب الارهاب بالكلام وبالفعل توزع اسلحة رشوة للناخبين والبعض الاخر يعلن ان المواطن ينتصر من دون ان يسألوا انفسهم ( ينتصر على من !!؟) وداعش قطعت عنه حتى الماء والاكثر كذبا وافتراءا ان انهم يستعيرون ثوب علي وزهده وصوته وصورته لكن يبقى لهم وجه (الحجاج ) وقلبه وقسوته وعيونه التي تقدح حقدا على المواطن الذي لم ينتصر الا على (لافتاتهم ) الانتخابية وجميعهم فرادى وجموعا يقسمون بالله ويتعهدون ان لايخونوننا ولايخدعوننا ولايسرقوننا ولايستاثرون بالمال العام والسلطة دوننا ونحن وهم مقتنعون انهم لو فازوا يبقون قسمهم وتعهدهم كما هو فقط يرفعون عنه حرف (لا) ومن الغريب انهم في شهر الكذب هذا يكذبون بنوعين من الكذب الاول يلصقون التهم والاكاذيب واشياء ما انزل الله بها من سلطان بخصومهم ومنافسيهم تصل لو ان هناك قانونا له سطوة الى حد الاعدام والخيانة العظمى من اجل تسقيطهم وفسح المجال لانفسهم وفي الثاني يكذبون على المواطن كذبا صراح ويكررون كذبا ووعودا لم ينفذوا منها وعدا مهما كان سهلا وبسيطا منذ سقوط سلفهم الصالح في 2003 . ويخطأ من يظن ان مايجري هو موسم للكذب ينصرم نيسان وينتهي كل شي لكن من من يكذب شهرا سيمارس الكذب دهرا وان من يرتدي زي العباد والزهاد والدراويش ويتصرف تصرف المومسات والغانيات لايرجى منه خيرا ابدا ولايعرف الصدق الى لسانه طريق .