كل ايام الله جميلة فلم يخلق الله يوم نحس وشديد العذاب والاخر خير ورفاه وسقم وعذاب ومايفرز عنه يومنا وبالمعطيات في بعض الاحيان من مشكلة تنعكس على سيرة حياتنا اليومية وتحولها الى معوقات منذ الصباح حتى المساء فيكون لذلك اليوم هو عذاب ونكد وحينما يذكر لك اسم اليوم تشمئز منه ولاتحب ان يعاد تفاصيل الحزن عليك ,نعم ربما بعض الايام لها وقع كبير في نفوسنا من احزان وافراح وما افرزته الاحداث التاريخية كأيام لايستطيع غبار الزمن ان يمحيها من ذاكرتنا مهما مرة سنين وقرون كواقعة الطف وبيعة الامام علي عليه السلام في يوم الغدير واستشهاد الائمة المعصومين وبالوقت الذي نفرح ايضا لولادات وايام قد خصها الله بالفرحة والسروح كعيد الفطر ويوم الحج , ومايهمني ان اعرج عليه هو يوم عظيم لايختلف شأنه عند المسلمين كبقية الايام الخالدة وهو يوم 21 من شهر اذار نيروز يوم الاعتدال الربيعي والذي يعتقد فيه بعض الناس هو يوم خاص بالفرس عيد رأس السنة الفارسية ويكون الاحتفال خاص بالجمهورية الاسلامية دون غيرها , واحب ان اذكر ايضا في هذا اليوم الخالد في قلوب المسلمين لما له من احداث لها شأنا كبيرا يقول الامام الصادق عليه السلام( ان يوم النيروز هو اليوم الذي اخذ الله فيه مواثيق العباد ان يعبدوه ولايشركوا به شيئا وان يؤمنوا برسله وحججه، وان يؤمنوا بالائمة عليهم السلام وهو اول يوم طلعت فيه شمس، وهبت به الرياح، وخلقت فيه زهرة الارض، وهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه السلام على الجودي، وهو اليوم الذي احيى الله فيه الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم وهو اليوم الذي نزل فيه جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله وهو اليوم الذي حمل فيه رسول الله صلى الله عليه وآله اميرالمؤمنين علي عليه السلام منكبه حتى رمى اصنام قريش من فوق البيت الحرام فهشمها، وكذلك ابراهيم عليها السلام وهو اليوم الذي امر النبي صلى الله عليه وآله اصحابه ان يبايعوا علياً عليه السلام، بامرة المؤمنين، وهو الذي وجه النبي، صلى الله عليه وآله، علياً الى وادي الجن ياخذ عليهم بالبيعة له، وهو اليوم الذي بويع لاميرالمؤمنين عليه السلام فيه البيعة الثانية، وهو اليوم الذي ظفر فيه باهل النهروان وقتل ذالثدية وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا وولاة الامر وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة، وما من يوم نيروز الا ونحن نتوقع فيه الفرج، لانه من ايامنا وايام شيعتنا، حفظته العجم وضيعتموه انتم … ) ولايختلف الامر في هذا اليوم ان يلبس الانسان افخر واجمل الثياب وان يتطيب با افضل ماعنده من عطر وفيه صلاة مهمة قد ذكرها العلماء عن ائمة اهل البيت عليهم السلام ,بالتأكيد ان هذا اليوم له وجود حي في قلوب العراقيين خصوصا ونحن نخوض حروب في كل الجبهات رغم اننا انتصرنا على تنظيم داعش بالسياق الحربي الا انهم لايخلون من يهيىء لهم الارضية وتوفير غطاء لتعكير وحدة الصف العراقي ومع ذلك فنحن على استعداد تام لمواجهة الاخطار والهجمات ونتوقع ان تخترق بعض المدن والمناطق , والمشكلة التي لم نتخلص منها ولازالت هي الكابوس الاول في العراق هو متى يعلن الشعب وبعضا من الجهات الحكومية الحرب على المفسدين ليتمكن من اعادة الثقة الى نفسية المواطن العراقي ونحقق بعد ذلك انجازا ملموسا في البناء والعمران وتوفير الخدمات ونستطيع ان نثقف جيلا في مدارسنا ضمن اطر وخطط وستراتيجيات تعد من الذين يمتلكون المروءة والشهامة والوطنية , لم يكن عيد نيروز هو متعة وفرحة ولبس الجديد وزيارة الاماكن الخضراء بقدر ما تكون رسالة محبة وخير وتكاتف وشجاعة نحملها في هذا اليوم ونتخلص من القيود التي فرضها داعش ومألت اليه ظروف التحديدات , فمن اجل البناء على الشعب ان يتناسى الألم والجراح ليعيد نفسه بكل ثقة ويستفاد من التجارب السابقة والمحزنة لتعزز الحاضر وبناء المستقبل , قد تحدث فجوات سرقة وسطو مسلح على بعض الاسواق والعاملين في المحلات بين فترة واخرى في المناسبات العامة ولكن بتظافر الجهود والغيرة العراقية والشجاعة والعين الساهرة وماتقوم به اجهزتنا الامنية من جهود كبيرة بالمتابعة ورصد الحالات تبقى معطلة ولاتفي بالغرض الكامل طالما ان هنالك اعلام مغرض يشوه الانتصارات وافراد يتأثرون بالدعاية ويتعاملون بها مع العلم ان اغلب الحوادث هي نتيجة طبيعية وتحدث في كل العالم اما في العراق فاصبحنا اليوم اسرى للدعاية عن كل حالة صغيرة تتكاثر وتختلف روايتها وتعظم نتيجة فقدان الثقة والتحليل الموضوعي للكثير من الحالات , اليوم ونحن نعيش نشوة الاحتفالات باعيد نيروز على الاعلام ان ياخذ رسالته النبيلة في نشر تلك الكرنفال والسعادة المرسومة في وجوه العراقيين كأشارات ورسائل اطمئنان الى العالم بان العراق بلد أمن سيما ونحن مقبلين على اختبار تام لرفع الحضر الرياضي من كافة ملاعبنا بعد استقرار الحالة الامنية .