جهاد النكاح أول من افتى به وطبقه على أرض الواقع، هو التنظيم الارهابي داعش، بعد أن احتل مناطق من شمال العراق سنة 2014 والمدن هي: الموصل وديالى والرمادي وسامراء وتكريت.
وجهاد النكاح هو فقط يُعرف في الفقه الاسلامي، أو بالأحرى في الفكر الاسلامي، لأن بقية الاديان لا تعرف مثل كذا قضايا تمس صميم عقيدتهم؛ قلنا أن هذا فقط في الاسلام ودليلنا على هذا هو ما افتى به ابن تيمية الحراني، والذي يعرف بشيخ الاسلام، وهو اشد الفقهاء تطرفا، ومن اراد الاطلاع على فتاواه لا يستغرب من ذلك أبدا.
والمرأة، بصورة عامة، هي على طول الطريق دائما ما تتعرض الى الغبن والحيف وطمس حقوقها، وعدم الالتفات اليها على أنها انسان له حق الكرامة والعيش الرغيد. وهذا الغبن الذي لحق بها دائما ما يأتي من تسلط الرجل عليها، وهو والي نعمتها كما يحلو لبعضهم أن يعبّر، وخصوصا الحاكم أو السلطان او القاضي وحتى الرجل البسيط غير المثقف وغير الواعي، لكن أن تتعرض هذه المرأة للظلم والاجحاف من العالم أو المفكر أو الفيلسوف، فهذه هي الطامة الكبرى.
ومن الذين ظلموا المرأة وقالوا في حقها اقوال لا تليق بمنزلتها الاجتماعية كشريك قوي للرجل، هما سقراط وارسطو من القدماء، وشوبنهور ونيتشة من العصور المتأخرة. لكن الاخير، أعني نيتشة هو الاكثر قسوة على المرأة من سواه من الفلاسفة، حتى افتى بجهاد النكاح على ما سنوضحه في هذا المقال.
ونيتشه هو الفيلسوف الالماني والمولود سنة 1844م في مملكة «بروسيا» الألمانية، ومن أسرة ينتسب كثير من أفرادها إلى الكنيسة ومنهم والده ووالدته، الذي كان احد أحد قساوسة المذهب البروتستانتي المسيحي. وقد عزف عن الزواج أسوة بأستاذه شوبنهور، الذي هو الآخر لم يتزوج ابدا حتى غادر الحياة، وقد ظل عاشقا للعزوبية.
نيتشة في قصيدة “الساحرة” يقول: “الحقيقة انها امرأة، ولا شيء أفضل. في حياتها ماكرة، ما تحبه أفضل-لا تريد معرفته-بأصابعها تخفيه-الى ماذا تخضع؟ فقط للقوة-اعتمدوا القوة، كونوا أشداء، أنتم يا أكثر الناس حكمة، وجب عليكم إرغامها – الحقيقة المحتشمة- لسعادتها لا بد من إرغامها- إنها امرأة – لا شيء أفضل…”.
وفي نص آخر يقول: “خلق الرجل المرأة- وبماذا فعل ذلك؟ بضلع من إله- من مثاله”… “نقول ان المرأة عميقة- لماذا؟ لأننا لا ندرك عمقها-المرأة ليست حتى منبسطة”. “عندما يكون للمرأة فضائل ذكورية، فلا بد عندها من الهروب، وعندما لا يكون لها شيء من ذلك فهي التي تهرب”. حتى يبلغ نيتشه اقصى تحقيره للمرأة في نص”الصديق” من كتابه هكذا تكلم ‘’زرادشت”: ” لقد مرت احقاب طويلة على المرأة كانت فيها مستبدة أو مستعبدة فهي لم تزل غير أهل للصداقة..”ان حب المرأة ينطوي على تعسف وعماية تجاه من لا تحب….” لم تبلغ المرأة بعد ما يؤهلها للوفاء كصديقة، فما هي إلا هرة، وقد تكون عصفورا، واذا هي ما ارتقت اصبحت بقرة…!”
ويرى المعنيون ان سر كراهية نيتشة للمرأة سببه امرأة تدعى سالومي التي حطمت العديد من القلوب، وكان قلبه احد تلك القلوب. تعرف الى سالومي وأحبها فكتب لها قصائد عدة منها:
«إجعلي شعلتك، يا روحي، تتقد…دعيني في لهيب الصراع أجد جواباً لجوهرك اللغزي…دعيني أفكر وأحيا ألفاً من السنوات وأرمي فيها كل ما لديك… كلّه….وإن لم يكن لديك من سعادة باقية تقدمينها لي…فلن يكون في وسعك أن تزيدي من آلامي».
نص فتوى جهاد النكاح
ولكثرة سخط نيتشة على المرأة فقد افتى عليها بجهاد النكاح وهذا نص الفتوى: ” إن الرجل بالنسبة الى المرأة وسيلة، والغاية هي الطفل دائما، ولكن ما هي المرأة بالنسبة الى الرجل؟… إنها لعبة خطيرة. يجب إعداد الرجال للحرب، والنساء للترفيه عن المحاربين”. (وول ديورانت، قصة الفلسفة ص 330 المكتبة الفلسفية بغداد الطبعة الاولى 2017 بترجمة فتح الله محمد المشعشع). وهذه الفتوى هي عين ما افتى بها ابو بكر البغدادي، قائد تنظيم داعش. فنيتشة يطلب من المرأة أن ترفه عن الرجل المحارب لا غير.