19 ديسمبر، 2024 1:44 ص

نيابة عن الملايين.. أمام أنظار العبادي

نيابة عن الملايين.. أمام أنظار العبادي

“سنلاحق الإرهابيين في عقر دارهم”..
“سنرد الصاع صاعين”..
“سنضرب بيد من حديد”..
عبارات لطالما سمعناها في تصريحات أصحاب الشأن في العراق الجديد، بدءًا من القادة الأمنيين مرورا بالمسؤولين المعنيين.. وصولا الى القائد العام للقوات المسلحة، وجميعهم يقولونها بُعيد كل حادث إرهابي يروح ضحيته مواطنون أبرياء، ولكن..! سرعان ما يلين ذاك الحديد ويصبح قفازا من حرير.. يربّتون به على أكتاف الإرهابيين، وتستحيل اليد الضاربة التي كان موعودا بها الى يد متسامحة.. مسالمة.. محسنة.. عفوّة.. وينقلب الضرب الى تمسيد وتدليك وأحيانا.. مصافحة.

لاأظنني ابتعدت عن السداد في وصف ما يحدث عقب الخروقات الأمنية التي تعصف بالبلاد بين الحين والآخر، فمن جانب تهرع عجلات الإطفاء الى مكان الحادث، وتطوق القوات الأمنية الشوارع المؤدية الى محل وقوعه، وتنقل سيارات الإسعاف الجرحى الى المستشفيات القريبة، فيما يتم نقل جثث الضحايا الى دائرة الطب العدلي.. (وابوكم الله يرحمه)..! ومن جانب آخر يحضر مسؤول أمني كبير الى مكان الانفجار، فيما يأمر القائد العام للقوات المسلحة بفتح تحقيق بالحادث، لتقصي أسباب وقوعه والخروقات التي أدت اليه.. وتوعّد بإنزال القصاص العادل بحق منفذي الجريمة.. (وهَم أبوكم الله يرحمه)..!

قبل مايقارب الشهر استبشر العراقيون خيرا برفع حظر التجوال عن ليل بغداد، وتزامن معه فتح الشوارع الداخلية المغلقة، ومنذ ذاك الحين دخلت الفرحة القلوب وعمت الغبطة النفوس بعد هم وحزن طويل، لما آلت اليه أوضاع الشارع العراقي، إذ لاينكر الوضع المأساوي الذي كانت تعاني منه الطرق الرئيسة والفرعية في بغداد، حتى بات منظر الكتل الكونكريتية مثيرا للضجر والتململ من قبل عابري السبيل وأهالي المناطق على حد سواء، كما كان أصحاب المحال التجارية يشكون منها بعد أن قطعت هذه الـ (صبات) باب رزقهم، فجاءت خطوة رفع الحظر وفتح المغلق من الشوارع كالبلسم على الجرح.. ولكن..! (يافرحة الماتمت) فبالمقابل هناك جهات وشخصيات في البلد لاتفرحها سعادة العراقيين، كما أنها سعت وتسعى دوما الى خلق مايثير البلبلة والقلق في الشارع العراقي، وقطعا أسهل الطرق لتحقيق مأربها هذا هو الاستعانة بالإرهابيين، فالآخرون لديهم من الوسائل والسبل مايحرق العراق أرضا وماءً وسماءً وكذلك.. شعبا، وهم -الإرهابيون- قطعا ما أتوا الينا من الفضاء، كما أنهم لم يخرجوا الى الشارع العراقي من (زرف الحايط) إذ هناك من الحواضن ما يكفل تناسلهم وتكاثرهم، بما يضمن إبقاء العراق تحت ربقة الإرهاب وسطوته، ومعلومة لدى الجميع الأهداف المتوخاة من هذا، وهذا ينذر بأن أعداء الأمن والأمان يتربصون الفرص، لبث الرعب بين المواطنين في أزقتهم وشوارعهم ومحال سكناهم، وهذا يتطلب من المسؤولين الأمنيين الإسراع باتخاذ الخطط البديلة، واستخدام السبل الاستخباراتية الدقيقة بشكل واسع، للحد من تمادي هؤلاء بأعمال العنف التي تنشر الدمار والموت في شوارعنا، وأعود لما ابتدأت به مقالي هذا، وأنوب عن ملايين العراقيين بتوجيه أسئلة الى القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء..

أين اليد الحديدية الضاربة؟..

من سيلاحق الإرهابيين الى عقر دارهم؟..

كيف يُرد الصاع بصاعين؟..

الى متى يبقى العراقيون تحت رحمة الإرهابيين؟..

هل هناك أفق يلوح في سماء العراقيين يستظلون فيه تحت خيمة قانون يحاسب العابثين بأمن البلاد بشكل صارم وحازم وجاد وعاجل؟

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات