القصة مع نوفل العاكوب لم تبدأ بغرق عبارة الموصل ولكنها بدأت قبل ذلك بوقت كثير وبفساد كبير وتمكينه لمتنفذين فاسدين تابعين لاحزاب من بغداد في الحصول على عقود ومشاريع في المدينة ، وخلال الساعات الماضية ، تبدت مساعدة هؤلاء الفاسدين لمحافظ الموصل وتخلوا عنه بعد ان توجهت له اصابع الاتهام كمتهم رئيسي بحادثة غرق العبارة أضافة الى ملفات وتهم فساد كثيرة تلاحقه.
وبعد تقاعس رهيب وساعات مرت دون أدنى تحرك. أمر رئيس الوزراء بفتح تحقيق فوري في حادث العبارة التي أودت بحياة اكثر من 200 من الأطفال والنساء في الموصل.
نوفل العاكوب ، هذا المحافظ الذي يسانده الفاسدون والمتنفذون في الحكومة وفي البرلمان والذي تدهورت في عهده المدينة الى أسوأ حال وتمكنت حاشيته والعصابات المتنقذة من بسط سيطرتها على المشاريع الاستثمارية والعقود وكل مفاصل الحياة في نينوى كان هو السبب الرئيس في نكبة عبارة الموت في دجلة وغرق المئات من الأطفال والنساء الأبرياء لم يفعلوا شىء سوى أنهم خرجوا ليحتفلون بعيد النوروز!
لم يمت هؤلاء الابرياء من النساء والاطفال برصاص داعش ووحشيتهم بل جاء قتلهم غرقا من خلال عبارة متهالكة واجراءات أمنية او أجراءات سلامة غير موجودة واستهتار لم يعهده العراقيون ، هذه النكبة الكبرى والمأساة المروعة كان يقف خلفا الفاسد الاكبر الذي رفضه كل شعب نينوى وهو نوفل العاكوب الذي داس بسيارته الناس المحتجين بعد غرق العبارة فجرح العديد منهم !!! ودهس موكب العاكوب اثنين من أقارب ضحايا عبّارة الموصل أثناء فرار الموكب من الأهالي الغاضبين في موقع الحادث ، بل بلغ به الأمر انه ظهر مبتسما ساخرا داخل مشرحة لحفظ جثث ضحايا العبارة وهي جثث لنساء واطفال تجاوزت المئة جثة وكان ذلك اثناء ظهوره مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال زيارة الاخير الى الموصل بعد الفاجعة.
المحافظ الذي أثبت فشله في أعادة أعمار البنى التحتية للمدينة المدمرة وتحسين الأوضاع بالمحافظة التي خلّفت حربُ استعادتها من تنظيم داعش دمارا هائلا في عدد من مناطقها. وبالرغم من مرور عام ونحو تسعة أشهر على استعادة الموصل مركز المحافظة الواقعة بشمال العراق من التنظيم المتشدّد، إلاّ أنّ أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، في ركود مستمرّ ما أطلق موجة نزوح جديدة منها، بدل عودة سكانها النازحين إليها وهذا كله بسبب اهمال وفساد المحافظ وحاشيته الفاسدة.
وأن منظمات أستثمارية وإغاثية ودولية في الموصل تم ابتزازها واحتكار عقودها لمصلحة المحافظ وحاشيته وإن الدول المانحة التي وعدت بتقديم الأموال لإعادة إعمار نينوى تفقد ثقتها في البيئة الحالية وبدأت تعيد النظر في وعودها، بسبب تفشي الفساد الحكومي.
ردود افعال الحكومة حول حادثة العبارة تمثلت بأجتماع الرئاسات الثلاث وقيام عادل عبد المهدي بتشكيل خلية ازمة لادارة شؤون المحافظة بدلا من نوفل العاكوب الى حين اقالته في البرلمان وكذلك سحب الرخصة الاستثمارية، وإحالة المستثمر والإدارة إلى القضاء وإنزال أشد العقوبات حسب القانون، فضلًا عن اعتبار ضحايا العبارة شهداء، وتعويض الناجين بما يلائم حجم الضرر“.
وظلت فترة حكم نوفل العاكوب مثار تذمّر الأهالي الذين يتحدّثون عن عمليات ابتزاز لهم وسلب لأموالهم وممتلكاتهم عبر الضغط عليهم باستخدام تهمة الانتماء إلى تنظيم داعش أو التعاون معه والتعاطف مع عناصره أثناء سيطرتهم على المدينة بين صيف سنة 2014 وأواسط سنة 2017. ويذهب البعض إلى اتهام عناصر من المتنفذين في بغداد بالتواطؤ مع داعش وإطلاق سراح البعض من عناصره المحتجزين لقاء مبالغ مالية، ما يشكّل ضربة قاسية للأوضاع الأمنية في المدينة.
ونحن هنا نضع اللوم أساسا على نوفل العاكوب ولكن ايضا نؤكد ان المؤسسات الحكومية في المحافظة قد تقاعست وتخاذلت ولم تؤدي دورها في حماية ارواح المواطنين واظهرت فشلها التام في التعامل مع الازمات ، فأين كانت كل من هيئة السياحة في نينوى والموارد المائية ومشروع سد الموصل وشعبة التفتيش المائي والنجدة النهرية وهيئة الاستثمار وبلدية الموصل وعقارات الدولة ومدير الدفاع المدني والكادر الأمني للجزيرة ؟!!
وخلال الفترة التي تلت تحرير المحافظة من قبضة التنظيم الأرهابي المتشدد لم تشهد المحافظة اية حملات اعمار لبناها التحتية المدمرة وبقيت مناطق باكملها مدمره لم يعمر بها شارع واحد كما هو الحال مع المدينة القديمة التي دمرت بالكامل.
شخصية العاكوب لم تكتفي بتبني الفساد بل طعنت حتى باهالي ونساء الموصل فخلال المؤتمر الدولي الثاني للعمليات النفسية والإعلامية، الذي عقد في المنطقة الخضراء في بغداد، قال المحافظ الفاسد إن هناك مشاكل ستواجه إدارة المحافظة بعد تحريرها، من بينها مشكلة الأطفال غير معلومي النسب، بسبب جهاد النكاح، والتخلف التعليمي في المدينة. وما إن انتشر هذا التصريح حتى تتالت الانتقادات من قبل أهالي المدينة ومختلف شرائح المجتمع العراقي مستنكرة، ما اعتبر إساءة إلى نساء الموصل خاصة والى العراقيات عامة من قبل المحافظ الفاسد.
فساد العاكوب ظهر واضحا في الايام الاخيرة بصورة مخيفة حيث تعرضت ثلاث جسور رئيسية في مدينة الموصل الى الانهيار نتيجة الامطار وتعرض جسر القناطر، في مدينة الموصل، إلى الانهيار بسبب ارتفاع منسوب الماء في نهر الخوصر جرّاء الامطار، وحمّل العاكوب شركة سعد للمقاولات العامة إحدى تشكيلات وزارة الإعمار والبلديات مسؤليتها عن انهيار أحد الجسور في مدينة الموصل بينما كان المحافظ هو المسؤول الرئيس والمشرف على اعادة بناء الجسور
المدمرة.
وهناك أنباء تتحدث ان بعض النواب الفاسدين والذين كانوا يدعمون المحافظ مقابل حصولهم على اموال من مشاريع المحافظة يحاولون مساندة العاكوب وتخفيف العقويات عنه ايضا لقاء أموال على حساب دماء ابناء الشعب العراقي لابل ان بعض الجهات الفاسدة ومن خارج محافظة نينوى بدات منذ الان بدفع الاموال وشراء الذمم وعقد جلسات سوداء في الصراع الشرس للسيطرة على كرسي المحافظ.
إن إقالة العاكوب ليست كافية ولكن محاكمته أيضا واجبة ، ويجب تعيين محافظ مدني جديد نزيه غير نابع لحزب او كتل سياسية ومن أهالي المحافظة حتى يستطيع تحقيق احلام وامال اهالي نينوى الذي عانوا كثيرا.