23 ديسمبر، 2024 6:09 م

نوفل أبو رغيف ودار الشؤون الثقافية العامة

نوفل أبو رغيف ودار الشؤون الثقافية العامة

بالإشارة إلى موضوع “دار الشؤون الثقافية موت سريري” لحسن مناف، المنشورة في يوم الخميس 20/9، اعتدنا، في العراق، على المبالغة في نقد أي نظام وأي حاكم وربما حتى أي مسؤول كبير او صغير في الدولة وفي عموم دوائرها. ولأنني اعتدت وانا اقيم في الخارج طالبَ دراساتٍ عليا وعاملا جزئياً، في بعض ما يتعلق بتخصصي، بدراسة الظواهر الثقافية والإجتماعية والإنسانية عموماً كانت هذه الظاهرة لا طاردة لي، بل جاذبة. وعليه فقد كان من الطبيعي، وأنا ازور العراق ضمن زياراتي الدورية بين فصول وفترات دراستي وانشغالاتي بما يتعلق بها، ان اتنبه إلى بعض أمثال هذه الظاهرة في كل مرة. وكان مثالها هذه المرة هي دار الشؤون الثقافية العامة وما يُوجَّه إليها من انتقاد، واكثر من ذلك لمديرها العام، في يفاعته ونشاطه وحبه للجمال حد إحاطة الدار بالعشرات من رجال الحماية المتأنقين والمسلحين الذين كنت اظن وأنا في الخارج أنهم لا يكونون بهذه الاعداد الكبيرة إلا في المنطقة الخضراء وفي كل ذلك هو يذكرنا ببعض شباب مسؤولي العهد السابق، مع فارق بسيط أن أمثال هكذا حمايات ما كانوا يحيطون إلا بصدام حسين وابنيه.
    وفي العودة إلى عدم رضا العراقيين عن المسؤولين بحق وبدون حق، نقول ان واحداً من اكثر ما تمثل فيه هذا، هو اتهام بعض المثقفين لهذا الشاب النشظ نوفل أبو رغيف بالدكتاتوريه والسلطويه والنزق، ثم الاكثر من ذلك كله اتهامه بحبه للمظاهر الذي يتمثل بشكل خاص في صوره التي سمعتُ انها تملأ الدائرة وجدرانها وكتبها ودورياتها، بل قيل حتى فولدراتها ومطبوعاتها الاحتفالية والأعلانية والترويجية. فقررت أن أُلقي نظرة على هذا فتصنّعت الحاجة إلى مراجعة الدار بحثاً عن بعض كتبها، وأنا اعلم أن كتبها خلال السنوات الثلاثة الأخيرة لا تشتمل شيئا يستحق مني الرجوع إليه في دراستي، فاكتشفت المبالغة من بعض المثقفين في موضوع صور المدير العام، فهي لم تكن بالكثرة التي قيلت. وتأكيداً على هذا وجدتُ، في الكتيّب الذي اصدرته الدار بمناسبة معرض بغداد الدولي للكتاب بعنوان (لأن المعرفة هويتنا) نموذجاً قادني إلى العتاب على هؤلاء المثقفين، فهم يقولون أن في هذا الكتيّب بضع صور تذكرنا ببعض شباب مسؤولي العهد السابق بينما من الواضح ان المدير العام يريد بها شعبيته هو كقائد شاب، حتى وإن كان في هذا شبيهاً بمسؤولي العهد السابق. أما عدد الصور التي تظهر له في الكتيّب فيُقال إن كثرتها تمثّل شغفه غير الطبيعي بحب الظهور، بينما هي أكثر من خمسين صورة فقط.
    أخيراً إذا ما اتفقنا مع هؤلاء المثقفين الذين يتقوّلون على هذا المسؤول المسكين، واذا ذهبنا معهم بأن عنده هوس غير عادي بالظهور، نتساءل لماذا إذن يتحلّق حوله، أو يتجاوب مع هوسه آخرون كثيرون جداً؟ ولماذا نجد بينهم أعلام جادين نكنّ لهم كل الاحترام والتبجيل الأدبي والشخصي، مثل فواز الشرع، ومحمد حسين آل ياسين، وعقيل مهدي، وبشرى صالح، ونجم عبدالله، وعبد القادر جبار ومحمد حسين الخفاجي وكاظم سعد الدين، وفليح الركابي، ويوسف إسكندر وياسين النصير وسمير الخليل وآخرين. فهل هم يفعلون هذا في غفلة أم هم في سبيل النشر يفعلون؟