مفسرون عديدون التبس عليهم حقيقة المدة الزمنية المذكورة في الرباعية التالية و أولوها تأويلا غير مستقيم :
3,94
De cinq cens ans plus compte l’on tiendra, / Celui qu’estait l’ornement de son temps, / Puis à un coup grande clarté donra, / Que par ce siecle les rendra tres contens.
من500 سنة يوصل إليه مع زيادة حساب/ ذلك الذي كان زينة عصره/ ثم فجأة يظهر في إشراق كبير / ليجعل أتباعه غاية في الفرح خلال هذا القرن
القراءة الأولى تحيلنا مباشرة إلى مدة زمنية قدرها 500 سنة . و الأمر ليس كذلك البتة . إذ لا علاقة للرقم (خمسة cinq) بالتاريخ بل هو يشير إلى الإمام الخامس أي الباقر ع و بالتالي يجب الفصل بين الرقم خمسة و بين العدد ( cens 100 ) الذي يدل على فارق زمني بين الامام الباقر و المتحدث عنه . و العدد ( cens 100 ) يبقى ناقصا اذ لابد ان نزيده عددا أو حسابا ( plus compte ) لم يوضحه ظاهرا رغم أن كلمة (compte ) تقتضي التوضيح. لقد أخفاه الشاعر في عدد حروف الكلمتين كما يلي :
( 6 = compte احرف // Plus = 4 احرف )
لو وضعنا الرقمين جانبا إلى جنب لتحصلنا على رقم 46 نضيفه إلى 100 سنة يصبح الحاصل هو 146 سنة. علام يدل هذا الرقم ؟
الخامس الإمام الباقر ع توفي سنة 114 هـ و لو أضفنا إلى هذا التاريخ الرقم السابق 146 لتحصلنا على 260
114 + 146 = 260
وسنة 260 هـ هي بالضبط السنة التي أصبح فيها الإمام المهدي إماما بعد وفاة الإمام العسكري ع . إذن الرباعية تتحدث عن تاريخ مضبوط لبداية إمامة المهدي ع .
و نظرا لكون الشاعر تحدث عن أزمنة مختلفة جدا منها ما هو في الماضي البعيد و منها ما هو في المستقبل البعيد فقد استعمل أفعالا في صيغتي المضارع و الماضي كما يلي :
الفعل : Tiendra المستقبل : من امامة المهدي / زمن القول : من الباقر ع 114هـ
الفعل : Estait الماضي البعيد : بدء حياة المهدي / زمن القول : حياة الشاعر ق 16 م
الفعل : rendra donra : المستقبل البعيد : الظهور/ زمن القول: حياة الشاعر ق 16 م
لقد استعان الشاعر بهذه الصيغ الفعلية و الدلالات الزمية فقط ليؤكد لغويا على غيبة الإمام و طول عمره . و لقد فصلنا الدلالات الزمنية اعتمادا على الرباعية و يمكن تبسيط الزمن كما يلي مع اعتبار القرن 16 م هو حاضر النص الشعري:
الماضي البعيد : 260 هـ // حاضر الشاعر : ق 16م // المستقبل البعيد : الظهور .
و بالتالي يمكن ترجمة البيت الاول كما يلي :
بعد وفاة الامام الخامس بمائة سنة مع زيادة 146 سنة اخرى نصل الى امامة المهدي .
البيت الثاني لا يحتاج الى تفسير.
اما الثالث فيتحدث عن إشراق عظيم يظهر فجأة و ذلك أن الإمام ع عند خروجه ينشر راية رسول الله ص فإذا هزها أضاء له ما بين المشرق و المغرب.
و البيت الأخير يوضح فرح المؤمنين الشديد بظهور الإمام يقول الباقر ع : ( فلا يبقى مؤمن إلا دخلت الفرحة إلى قلبه ).
هذه الرباعية تفسر لاول مرة هذا التفسير المستقيم . و بواسطتها استطاع نوستراداموس ان يسجل حدثا تاريخيا عظيما لا يعترف به الكثير من المسلمين فضلا عن الآخرين . و رغم هذا الامر لا يعتبر تنبؤا الا ان اثبات حقيقة لا يعترف بها الكثيرون هو اكثر اهمية من النبوءة التي قد يطرأ عليها قانون المحو . انتهى