23 ديسمبر، 2024 7:35 ص

نوستدراداموس يبشر بالدولة المهدوية و فتحها للعالم ج 3

نوستدراداموس يبشر بالدولة المهدوية و فتحها للعالم ج 3

** بركات الدولة المهدوية :
5,38
Ce grand Monarque qu’au mort succedera,    //  Donnera vie illicite et lubrique,     // Par nonchalance à tous concedera,// Qu’à à la parfin faudra la loy Salique.

العاهل الكبير يتولى الحكم بعد الموت // يجعل الحياة محمية بقوانين مضبوطة  و مزدهرة // وبلا مبالاة يعطي لكل ذي حق حقه // و في النهاية يطبق قانون صاليك                    

العاهل الكبير هو الإمام المهدي ع  الذي يمنح السلطة و الحكم بعد موت متعلق إما بحاكم  تنقلب الأوضاع بعده فتصير الأمور بإذن الله إلى الإمام ع  أو متعلق بموت بشري كبير مترتب عن الانقلاب الكوني الرهيب فتختفي كل أشكال الحكم القديمة في العالم فيتهيأ الأمر للإمام ع و يتولى زمام الدنيا بأسرها فيعيد تجديد الحياة على أساس الإسلام فتكون مضبوطة بقوانين إلهية يترتب عنها ازدهار كامل . و يتولى الإمام  الرفق بكل المسلمين كبيرهم و صغيرهم فلا يظلم أحد و لا يتألم أحد  .

 la loy Salique :   في الأصل قانون فرنسي قديم لا يخول للمرأة أن ترث  الأرض أو ترث عرش فرنسا . و المقصود هنا أن المرأة ستكرم إكراما لا مثيل له و تزول عنها عهود الشقاء و الكدح و الاستغلال و الضياع فلا الأرامل يتعذبن أو يتألمن ولا الفتيات يخفن أو يرهبن من شيء . و في الإنذار XLIII  يخاطب الشاعر المرأة  فيقول:

Vierges & vefues,vostre bon temps s’approche,// Point ne sera ce que l’on pretendra://Loin s’en faudra que soit nouvelle approche,// Bien aisez pris. bien remis. pis tiendra.

أيتها العذارى و الأرامل زمانكن السعيد يقترب // فلن يكون ما كان متوقعا منكن // ذاك يجب أن يبتعد كلما الأمر الجديد اقترب // المستقيمات يكن في خير و نعيم و المسيئات في سوء//

وعن الباقر ع قال: (كأني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه، ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت، فيعطيكم في السنة عطاءين، ويرزقكم في الشهر رزقين، وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم  ).

و تشير أحاديث أخرى أن المراة تحج  وتنتقل بين المدن و البلدان وحيدة  و لا تخشى شيئا.

15

Nouveau esleu patron du grand vaisseau, //Verra long temps briller le clerc flambeau   //  Qui sert de lampe à ce grand territoire,   //  Et auquel temps armez sous son nom, //Ioinctes à celles de l’heureux de Bourbon //    Levant, ponant, & couchant sa memoire.

ينتخب قائد جديد للسفينة الكبيرة  //يكون المشعل المقدس مضيئا لمدة طويلة //من يكون مصباحا لهذا البلد الكبير//تحت اسمه و إلى متى تحارب الجيوش //ملتحقة  بجيوش سعيد البربون //يجلونه شرقا وجنوبا غربا  .                           

   بسم الله الرحمن الرحيم ( الله نور السموت و الأرض  مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مبركة زيتونة لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ..) النور 35 آية .

تتفق الرباعية مع آية النور في مجموعة من الألفاظ:

 المشكاة =le clerc flambeau  // المصباح  =lampe // كوكب دري  =grand vaisseau  يضيء//   =briller // لا شرقية و لا غربية :Levant couchant//

في علم التأويل تشير هذه الآية الكريمة إلى آل البيت ع . و الجزء المتعلق بالإمام المهدي هو : (يهدي الله لنوره من يشاء). و التأويل نفسه ينطبق على الآيات التالية 🙁 يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. ( سورة التوبة:32- 33)

 فإتمام النور و إظهار الدين تأويلهما ظهور الإمام المهدي ع .

 و السداسية تؤكد على هذا النور المنتشر و الذي يعم الكرة الأرضية  و المرتبط بالقائد الجديد سعيد آل البيت الإمام المهدي ع . فالسفينة الكبيرة grand vaisseau   إشارة  إلى الأرض  التي تسبح في الفضاء مثلما تسبح السفينة في البحر. هناك قائد جديد مختار سيسيرها وسيضيء لزمن طويل المشعل المقدس أو المشكاة أو المصباح أي نور الإمام . و يتساءل الشاعر باستغراب عن هذه القدرة العجيبة التي تضيئ  كل  الأرض  الكبيرة  و عن هذه القدرة العجيبة للإمام ع في تسيير الجيوش و  قيادتها و تمكينها من الانتصار بحيث تنظم إليه كل الجيوش البشرية و غير البشرية.

لقد أشار آل البيت إلى هذا النور في أحاديثهم :

عن الرضا ع قال: (…عليه جيوب النور تتوقد بشعاع القدس…) .

 و قال الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم : (ولا يكون ملك إلا للإسلام، وتكون الأرض  كفاتور الفضة.)

 وعـن المفضل في تفسير قوله تعالى : ( وأشرقت الأرض  بنور ربها ) قال الصادق ع  🙁 إذا قام قائمنا أشرقت الأرض  بنوره، واستغنى العباد عن ضوء الشمس والقمر وذهبت الظلمة… )

 و قال أيضا ع : ( رب الأرض  يعني إمام الأرض  (فإذا خرج ) يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام ) .

و قال أيضا ع : (إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض  بنور ربها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وصار الليل والنهار واحدا.) . وقال أمير المؤمنين ع : (… إذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ووضع يده على رؤوس العباد، فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد).

– (Levant, ponant, & couchant sa memoire.  ) أي يجلونه شرقا و غربا و جنوبا. قال النبي ص: (… ويفتح له ما بين المشرق والمغرب)… و قال ص : ( الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض  ومغاربها.)

 و قال الباقر ع 🙁 القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر . تطوى له الأرض  و تظهر له الكنوز يبلغ سلطانه المشرق و المغرب و يظهر الله عز و جل به دينه على الدين كله و لو كره المشركون فلا يبقى في الأرض  خراب إلا قد عمر و ينزل روح الله عيسى بن مريم ع  فيصلي خلفه..).

3,2

Le divin Verbe donra à la substance//Comprins ciel,terre,occult au laict mistique,// Corps, ame, esprit ayant toute puissance, //Tant soubz ses pieds comme au siege Celique. 

الكلمة الربانية تعطي الطاقة الحيوية//للسماء و الأرض  وأسرار الصندوق الصوفي    //الأجساد و الأرواح و العقول تكتسب كل قواها    //كل شيء تحت إمرته حتى المقر البابوي

 البيت الرابع  يتحدث عن شخص سيسيطر سيطرة  كاملة على كل شيء بما  في  ذلك  المقر البابوي بالفاتيكان  و هو الشخص الملغز  في البيت الأول(  Le divin Verbe  ) و قد كتب الحرف  (V) بشكل كبير إذن فهو في نفس الوقت حرف و رقم أي السابع  الإمام  المهدي ع  و هو المقصود بكلمة الله  و آل البيت  ع هم كلمات الله  سبحانه و تعالى .

الإمام المهدي ع سيمنحه الله سبحانه و تعالى القدرة على تغيير الأجسام و الأرواح و العقول و السماء و الأرض  و الحيوانات فكل شيء سيكتسب منتهى قوته ..

   – (la substance) هي المادة أو الطاقة الحية التي تكسب الشيء الحياة فكأن الدنيا كانت ميتة  و لما أشربت هذه الطاقة ظهرت فيها الحياة في صورتها الأفضل و الأحسن و الأعجب مقارنة مع  وجه الدنيا القبيح المعروف سابقا .

 وعبارة  occult au laict mistique  تشير إلى شيء  ثمين مخفي خفاء الأسرار الصوفية و المقصود أن الأرض  ستخرج فلذات أكبادها من إسطوانات الذهب و الكنوز التي استمات علماء التنجيم والكيمياء والسحر العرب  في البحث عنها بل و في القيام بمحاولات ميؤوسة لتحويل المواد إلى ذهب . و زخرت كتب هذه الفنون بعديد الطلسمات و المعميات و الرموز و الأشكال المستخدمة في هذا الشأن دون الحصول أبدا على المطلوب بينما نرى الأمر يتحقق بفضل الله للرسول ص و لجميع آل بيته ع بكل يسر و سهولة و لكنهم ع لا يلتفتون البتة لتلك الجواهر و الكنوز .

10,99

La fin le loup, le lyon, beuf et l’asne, //Timide dama seront avec mastins//  :Plus ne cherra à eux la douce manne //  Plus vigilance et custode aux mastins.

   في النهاية الذئب و الأسد و الثور و الحمار  // و الغزالة الخجولة يكونون جميعا مع الكلاب   //  أبدا لن ينتظروا سقوط…….//أبدا لن تكون هناك حراسة و لا رقابة للكلاب . 

في هذه  الرباعية هناك تأكيد على التغيير و التبديل الجذري لحياة الحيوانات و طبيعتها بحيث تختفي منها فطرة التوحش و تصبح كلها أليفة فالذئب و الأسد و الثور و الحمار و الغزالة و الكلب تتعايش مع بعضها فلا حراسة للكلاب و لا خوف للغزال أو الثور أو الحمار و لا افتراس للأسد و الذئب .

و طبيعة الحياة في العصر المهدوي لا نعرف عنها إلا النزر القليل و لكن أحاديث آل البيت تبين حقيقتها  أحسن تبيان و هي أحسن شرح  للرباعية و لذا نورد مجموعة من الأحاديث الشريفة حول هذا الموضوع  و هي تفسير للرباعيتين السابقتين:

**الأرض  و السماء : (وتضعِّف الأرض  أكلها، وتستخرج الكنوز “(.(” ويُظهر الله عز وجل له كنوز الأرض  ومعادنها. ) (ويدعو الشمس والقمر، فيجيبانه، وتطوى له الأرض ) (إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض ، وخفض له كل مرتفع، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته) (وتخرج الأرض  نباتها, و تمطر السماء مطرها, وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط ).( ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، ولأخرجت الأرض  نباتها،) (تتنعَّمُ أمّتي في زمانه نعيماً لم يتنعّموا مثله قط البر والفاجر، يُرسل الله السماء عليهم مدراراً، ولا تدّخر الأرض  شيئاً من نباتها.) ( لا تدع السماء من قطرها شيئاً إلّا صبته، ولا الأرض  من نباتها إلّا أخرجته حتى يتمنّى الأحياءُ الأموات ). (وتمدّ الأنهار،وتفيض العيون، وتنبت الأرض  ضعف أكُلها…) ( فتستبشر الأرض  بالعدل، وتُعطي السماء قطرها، والشجر ثمرها، والأرض  نباتها، وتتزين لأهلها) (وتلقي الأرض  أفلاذ كبدها) (أمثال الاسطوانة من الذهب والفضة).( لا تدّخر الأرض  من بذرها شيئاً إلاّ أخرجته ولا السماء من قطرها شيئاً إلاّ صبّته منها)

**البشر : (إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها أحلامهم). (” وضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلّا وصار قلبه أشد من  زبر الحديد، و أعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلا “(. (… يملأ الأرض  عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، فيفتح الله له شرق الأرض  وغربها، )…(يملأ الأرض  قسطا وعدلا ) (ولذهبت الشحناء من قلوب العباد،..)( حتى يتمنّى الأحياءُ الأموات ).

(” يقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم فيومئذ تأويل هذه الآية:   يغني اللهُ كُلاّ من سعته  “.) (من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برأ ومن ذي ضعف قوي “) ( إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة، ورد إليه قوته ) ( إذا قام قائمنا أذهب الله عنهم العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، قوة كل رجل قوة أربعين رجلا.)  (أعطي لرجل منكم قوة أربعين رجلا، وجعلت قلوبكم كزبر الحديد، لو قذف بها الجبال لقلعتها، وكنتم قوام الأرض  وخزانها ).( فإذا وقع أمرنا وجاء مهدينا كان الرجل من شيعتنا أجرأ من ليث، وأمضى من سنان، يطأ عدونا برجليه، ويضربه بكفيه، وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه على العباد.) (….فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ). (….حتى يلد الرجل من شيعة علي (ع ) ألف ولد من صلبه ذكراً وعند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة و ما حوله بما شاء الله )

** الحيوانات: (واصطلحت السباع والبهائم)  (فعند ذلك تفرخ الطيور في أوكارها، والحيتان في بحارها،) (” يفرح به …. والطير، والوحوش، والحيتان في البحر، “)( وتأمن البهائم والسباع،) .

و جاء في سفر إشعياء:

(( وَ يَخْرُجُ  قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِه، وَ يَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، و يَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ و الْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَ الْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ  وَ مَخَافَةِ الرَّبِّ. وَ لَذَّتُهُ  تَكُونُ  فِي  مَخَافَةِ  الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَ لاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَ يَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأرض ، وَ يَضْرِبُ الأرض  بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَ يُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. وَ يَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَة مَتْنَيْهِ، وَ الأَمَانَةُ  مِنْطَقَةَ  حَقْوَيْهِ. فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ  مَعَ  الْخَرُوفِ، وَ يَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَ الْعِجْلُ وَ الشِّبْلُ مَعًا ، وَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. و يَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَ يَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ. لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ وَ يَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ  أَنَّ أَصْلَ  (يَسَّى والْقَائِمَ)  رَايَةً  لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ  تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا)).

 سان جان يصف العصر الألفي الذهبي :**

   من المفيد أن  نثبت  المقطوعات  الشعرية التي  يتنبأ   فيها  سان جان بالعصر المهــــــدوي  نظــرا  لطرافتها و صدقها  و هي  من الآثار الإنسانية  النادرة  حول  هذا  الموضوع  و المعلومات متضاربة حولها و حول قائلها  و لا نشك أن نوستراداموس قد اطلع عليها:

المقطوعات الشعرية من 31 إلى 40 كلها تبدأ بالمطلع التالي :

( Lorsque ce sera le plein de l’an Mille qui vient apres l’ An Mille)

 ( عندما  تكون  السنة  الألف  الآتية بعد السنة الألف  في   ملئها) والسنة الألف  الآتية هي 2000 م  و السنة الألف هي 1000 م  :

 31

سيفتح الناس أخيرا بصائرهم

 لن يكونوا أبدا منغلقين داخل رؤوسهم و مدنهم

سيلتقون و يتفاهمون من أدنى الأرض  إلى أقصاها

سيدركون أن من يضرب أحدا يجرح الآخر

 و سيكونون مثل جسم كبير وحيد

و سيكون كل فرد جزءا لا يتجزأ منه

و جميعا سيصيرون قلبا له

و أخيرا سيتكلم الجميع لغة واحدة

و هكذا سيولد أخيرا الإنسان الكبير

 32

سيغزو الإنسان السماء

 سيصنع نجوما في السماء الزرقاء القاتمة

و سيبحر في هذه السفن المضيئة

 أوليس الجديد رفيق الشمس للأوديسا السماوية

 33

سيغوص الناس في أعماق البحار

 أجسادهم ستتجدد و ستكون مثل الأسماك

و الآخرون سيطيرون أرفع مما تطير العصافير

 مثل الحجرة التي لا تسقط

و سيتواصلون مع بعضهم  لأن عقولهم ستصير منفتجة جدا

 بحيث يجمعون كل الرسائل

و سيتشاركون في الأحلام

و سيعيشون طويلا مثل أطول الرجال عمرا

ذلك الذي تحدثت عنه الكتب المقدسة

 34

سيدرك الإنسان جوهر كل شيء حجرا أو ماء

  جسم حيوان أو نظرة إنسان

سيكشف الأسرار التي كان يمتلكها الربانيون القدماء

سيفتح بابا بعد باب خفايا الحياة الجديدة

 سيملك قوة للخلق كقوة النبع و انبجاسه

سيعلم المعرفة لجموع الناس

 و سيعرف الأطفال الأرض  و السماء أكثر ممن كان قبلهم

و سيصير جسم الإنسان كبيرا و ماهرا

 و سيستوعب عقله كل شيء و يمتلكه

 35

لن يكون  الرجل الآمر  الوحيد

لأن المرأة ستمسك بالصولجان

ستكون المخلوقة الكبيرة في أزمنة المستقبل

و ما تؤمن به ستفرضه على الرجال

ستكون الأم لهذه السنة الألف الآتية بعد السنة الألف

ستنشر عطف الأمومة العذب بعد سنوات الشيطان

ستكون في منتهى الجمال بعد قبح الأزمنة البربرية 

السنة الألف الآتية بعد السنة الألف ستتحول إلى زمن خفيف

الناس سيتحابون و سيتقاسمون  و سيحلمون و يحققون أحلامهم

36

سيعرف الإنسان ولادة ثانية

  سيسيطر الروح على جموع الناس

الذين سيتواصلون عبر الأخوة 

عندئذ سيعلن عن نهاية الأزمنة البربرية

إنه زمن العقيدة الفعالة الجديدة

 بعد الأيام السوداء لبداية السنة الألف بعد السنة الألف

ستنفتح الأيام السعيدة  و سيسلك الإنسان طريق الإنسانية

و ستكون الأرض  منظمة

37

ستنطلق الطرق من أدنى الأرض  إلى أقصاها

 ومن أدنى السماء إلى أقصاها

و ستكون الغابات كثيفة من جديد

 و الصحاري ستكون مسقية

و ستعود المياه صافية  و تصير الأرض  مثل الحديقة

و سيحرس الإنسان كل شيء حي

  و سينقي كل شيء دنسه

و سيشعر بأن الأرض  كلها هي مسكنه

 و سيكون حكيما يفكر في المستقبل

 38

سيكون كل فرد منظما دقيقا

  و سيعرف العالم كله كما يعرف جسمه

ستعالج الأمراض قبل أن تظهر

  سيعالج كل فرد نفسه و الآخرين

سيدرك الناس أنه لابد من التعاون لكي يعيشوا

 و الإنسان بعد أزمنة الانغلاق و البخل

سيفتح قلبه و خزينته للأشد فقرا

  و سيشعر بأنه فارس النظام الإنساني

و هكذا سيبدأ زمن جديد

 39

سيتعلم الإنسان كيف يعطي و يقاسم

 ستكون الأيام القاتمة للعزلة قد ولت

سيؤمن من جديد بالروح

و سيكتسب البرابرة الحق في المدينة

لكن ذلك يأتي بعد الحروب و الحرائق  

سيظهر ذلك من خلال الخرائب السوداء لأبراج بابل

سيتحتم استعمال القبضة الحديدية لكي تنتظم الفوضى 

و لكي يسلك الإنسان الطريق الحسن

40

سيدرك الإنسان أن كل الأحياء هم حملة النور

و أنهم مخلوقات تحترم

سيشيد الإنسان مدنا جديدة في السماء و البر و البحر

و سيتذكر ما كان وقع  و سيعلم بما سيقع 

و لن يخاف أبدا من موته

لأنه سيعيش خلال عمره أعمارا عديدة

و لن ينطفئ البتة النور الذي سيمتلكه .