19 أبريل، 2024 10:05 ص
Search
Close this search box.

نوري ..ونوري

Facebook
Twitter
LinkedIn

تموز المقبل ، تمر 59 عاماً على حادثة سحل نوري السعيد في شوارع بغداد ، 59 عاماً على الصيحة التي اطلقها عراقي متحمس وهو يشير بيده ” هذا نوري سعيد ” ، فما كان من الجماهير السعيدة ألا ان تصول صولة رجل واحد على اشهر رئيس وزراء لتجرده من ملابسه وتروح تسْحَله عاريا في شوارع بغداد ، هناك يتمكن شاب من قطع احد اصابعه ، ليهديها الى سياسي ” متحمس ” ، يلفها بقطعة قماش بيضاء ، ليقدمها بعد ذلك فرحاً الى جمال عبد الناصر ، كما يخبرنا هيكل في كتابه عبد الناصر والعالم .

سيضحك قاريء عزيز ويقول : هل انتهت مشكلتك مع نوري المالكي لتتذكر نوري السعيد ؟ ياعزيزي لا مشكلة بيني وبين نوري العصر الحديث ، سوى أحقيتي كمواطن في مساءلة موظف بدرجة رئيس الوزراء عن الخراب الذي سببه للبلاد ، واعتقد ان هذا الامر كفله لي الدستور ، الذي يرفع لوائه نوري المالكي هذه الايام .
يؤكد المؤرخ البريطاني اريك هوبزباوم، إنه لا يمكن فهم تطور المجتمعات ، من غير أن نفهم أحلام وأوهام ابنائه . يقصد طبعاً الأحلام التي راودت الشعوب التي لوحت براية الثورة ، ويعني كذلك الخيبات التي اصابتها بسبب ساسة ومسؤولين احتفلوا بطرد الانظمة الملكية ” العميلة ” ، لكنهم فشلوا في إقامة الحكم الوطني النزيه . والتغيير الذي كان يفترض ان يكون به مكان رحب للاخر ، يتحول وبنجاح إلى وهم كبير ومقابر جماعية ودماء في كل مكان ، ودولة تنام وتصحو باشارة من رجل واحد ، فيما كانت الدول من حولنا ، تقوم من ركام التخلف والفقر ، وتتحول إلى ومجتمعات مزدهرة متطورة.
هل يعقل بعد 59 عاما من البيانات الثورية يخرج علينا احد رواد العصر السياسي العراقي الجديد ” حيدر الملا ” ليطالب حيدر العبادي ان ” يكون نوري سعيد العراق الجديد ” يارجل ! وماذا عن السته عقود التي ضاعت من عمر هذا الشعب الذي كان فيه رجل اسمه نوري السعيد يصر عام 1931 على دخول العراق عصبة الامم المتحدة، وحين يستمع الى مندوبي الدول الكبرى وهم يتحدثون عن مشكلة الاقليات في العراق، يلقي كلمته الشهيرة التي يقول فيها العراق بلد لكل العراقيين بجميع طوائفهم وأعراقهم ومذاهبهم، ويرفض طلبا تقدمت بها امريكا بتحديد اماكن للاقليات الدينية، ويفاجئ مندوبي عصبة الامم المتحدة بوفد عراقي ضم بين أعضائه المسلم والمسيحي واليهودي والعربي والكردي والايزيدي والصابئي ، ليعلن في الثالث من تشرين الاول عام 1932 قبول العراق عضوا في عصبة الامم المتحدة ، في ذلك الزمان خاض العراقيون جميعا حروبهم من اجل البناء والرفاهية والإعمار والتعليم ، ولم تظهر بعد مهنة قطع الأصابع وسحل الجثث .وقبل ان يتحول ” المجاهد ” ، الى سجان وقاتل ومرتشي .
هل سمعتم نوري المالكي ، ، يتحدث عن نبذ الطائفية ؟ ياسيدي لو صمتَ من قبل ولو قليلا ، لما كنا الآن في عصر داعش.
نقلا عن صفحته الشخصية ـ فيس بوك

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب