منذ بضعة أيام يتم تداول أخبار وتبث دعايات ولغط هنا وهناك , الهدف من وراءها التشويش على فكر وعقل المتلقي العراقي ودغدغة مشاعر العراقيين الذين يحلمون أحلام العصافير بأن من نكبهم وسرقهم وقتل فلذات أكبادهم سينال عقابه وجزائه العادل قريباً على يد ومن داخل نفس هذه الحكومة والعصابة الحاكمة المكملة لحقبة من سبقها من الحكومات منذ تشكيل مجلس العقم وحتى الآن .
لا أحد يستطيع أن يَحُول بين تمنيات وأحلام البعض من العراقيين الذين مازالوا يلهثون وراء سراب الديمقراطية وقيام دولة العدل والقانون , ولا أحد يمنعهم من أن يتفائلوا ويخططوا لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم , وهم يعدون الأيام والليالي بأن ساعة الصفر وساعة الحساب قد اقتربت من هؤلاء القتلة واللصوص . وأن الفرج بات قريباً جداً في ظل حكومة العبادي !؟ هذه الحكومة التي لا تختلف إلا بالشكل والمجللة أصلاً بالفشل والاخفاقات والمقيدة الأيدي والمعصوبة الأعين !؟.
يعتقد الكثيرون من أبناء هذا الشعب المسكين والمبتلى بأن ما يتم تداوله من أخبار طازجة خاصة مثل هكذا خبر سار ومفرح , والذي بات حلم وطموح الأغلبية المنكوبة في هذا البلد , بأن رئيس وزعيم أكبر عصابة ومافيات فساد عرفها تاريخ العراق والعالم ستتم في نهاية المطاف محاكمته وأزلامه في محكمة الجنايات الدولية ؟.
فهكذا خبر بحد ذاته يشكل بارقة أمل وبصيص ضوء في نهاية هذا النفق المظلم الذي خيم على العراق منذ وصول هذه الأحزاب والتيارات والجماعات الطائفية من كلا المذهبين , ومن الطبيعيي جداً أول ما يتبادر للأذهان لدى جميع العراقيين بأن أول الغيث قطرة , وأن إعادة الأموال التي نهبت ستكون مسألة وقت ليس إلا ؟, وأن الألف مليار دولار التي نهبها وسرقها وبددها ووزعها إبن جناجة .. بين إيران وسوريا ولبنان والحوثيين وغيرهم من العصابات والمافيات الدولية التي تحمي عرش وسطوة أكبر أمبراطورية فساد أسسها وأنشأها وشيدها هذا السفاح المجرم على جماجم ملايين العراقيين خلال فترة حكمه وحقبته السوداء , ستعود إلى خزينة الدولة الخاوية , وسينتعش الاقتصاد وتبدأ مرحلة البناء والاعمار الحقيقية !؟؟؟.
حيث تفيد آخر الأخبار والتسريبات بأن هنالك جهات معينة وشخصيات تضغط لمطالبة نوري كامل بتقديم استقالته طوعاً أو كرهاً من منصب نائب رئيس الجمهورية , ورفع الحصانة عنه تمهيداً لتقديمه مع أفراد العصابة والدائرة المحيطة به للمحاكم الدولية , أي محكمة الجنايات الدولية في ” لاهاي ” بهولندا , بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق أبناء الشعب العراقي .
ولهذا نرى من الضرورة القصوى والواجب الوطني المقدس الذي يحتم على كل عراقي غيور شريف يشعر ويتحسس بآلام وبمعاناة أبناء شعبه الذي نكبهم نوري وحاشيته , وبغض النظر عن صحة هذه الأخبار المسربة من عدمها , وتوقيت تسريبها للإعلام في هذا الظرف الحساس والمخاض العسير الذي يمر به العراق , من تشرذم وإنهيار أمني واقتصادي تام , ومن تفشي وانتشار وتمدد للإرهاب في جميع الإتجاهات , خاصة بعد تسليم محافظة الأنبار من قبل قوات حيدر العبادي بعد عام تقريباً من بيع محافظة نينوى من قبل نوري كامل ورهطه , كعراقيين يجب علينا تتبع وتقصي الحقائق , والوقوف بحزم أمام هذه وغيرها من الدعايات الرخيصة والتسريبات والخزعبلات , التي نتمنى ونرجوا أن لا تمر أو تنطلي على النخبة الوطنية العراقية الواعية التي تقرأ وتفهم الواقع والمشهد العراقي المرير جيداً , وتقرأ ما بين السطور , خاصة عندما يراد الإلتفاف على إرادة الشعب وحرف وتحويل بوصلة التغير والخلاص الوطني الحقيقي التي يطالب بها الشعب لطي صفحة هذه الحقبة المظلمة , وليس إلهاء الشعب بأمور غيبية وبعيدة عن الأمر الواقع , وذر الرماد في عيون أهالي مئات الآلاف من الضحايا والمفقودين والمغيبين قسراً في السجون والأقبية الذين تم الحكم عليهم بالإعدام في عهد هذا السفاح , وتنفّذ الآن في ظل حكومة التغير والعهد الجديد الذي استبشر به المغفلين خيراً كما ضحكوا على عقول العراقيين وقشمروهم ( تريد غزال أخذ أرنب ) , ناهيك عن الهروب إلى الأمام والتنصل من المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية , عندما يستخف هذا المعتوه بمشاعر ملايين العراقيين , ولا يكلف نفسه حتى بالإجابة على أسئلة أهالي وذوي ضحايا أكبر جريمة ارتكبها بحق أبنائهم … كجريمة ومجزرة سبايكر الشهيرة التي راح ضحيتها أكثر من 11 ألف شاب عراقي كما صرح قاسم عطا , وكيف تخلص نوري كامل وأزلامه ممن بقوا على قيد الحياة بعد عام كامل من وقوع تلك المجزرة الرهيبة , والذين كانوا مودعين في سجون وأقبية سرية تديرها وتشرف عليها المخابرات الإيرانية , عندما أقدم على تصفيتهم جسدياً بدم بارد وقتلهم ودفنهم في مقبرة النجف لمحو أثر جريمة سبايكر كما يظن هو وأسياده , دون أن يعلم أهاليهم , خوفاً من الفضيحة أو الكشف عن ملابسات هولوكوست ضحايا قاعدة سبايكر الجوية الذين تمت تصفيتهم ورميهم في النهر على يد ملثمي ميليشيا العصائب وبدر وتحت إشراف قاسم سليماني , واتهام وتوريط عشائر صلاح الدين بقتلهم من أجل إشعال فتيل الحرب الأهلية والطائفية بين أبناء العشائر العربية العراقية .
نعم .. أثبتت الوقائع والدلائل بأنهم تخلصوا من الجميع خوفاً من أن ينكشف أمرهم أمام العراقيين والعالم , ولكن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي ارتكبت في حقبة نوري كامل ابتداء من جريمة الزركه في النجف مروراً بجميع الجرائم الأخرى … كالتي حصلت في مدينة البصرة والعمارة وذي قار والحويجة وكربلاء ( جماعة الصرخي ) وصولاً لكشف ملابسات جريمة سبايكر , سوف لم ولن تسقط بالتقادم وسيأتي اليوم وهو ليس ببعيد الذي ستتكشف فيه أسباب وملابسات التغطية عليها جميعاً وعدم محاكمة مرتكبيها حتى يومنا هذا .
أخيراً .. يجب على أبناء الشعب العراقي المنكوب عامة وأهالي الضحايا خاصة الضغط على ما يسمى البرلمان ومجلس القضاء الأعلى والحكومة .. بإتجاه محاكمة جميع الفاسدين والمجرمين الملطخة أيديهم بدماء أبناء الشعب , من أجل محاكمتهم جميعاً داخل العراق وليس خارج العراق كما ينون تهريبهم بذريعة محاكمتهم خارج العراق .. وعلى رأسهم نوري كامل وزمرته في المحاكم الجنائية العراقية وأمام قضاة عراقيين مشهود لهم بالشجاعة والنزاهة والحيادية ونظافة اليد , لينالوا عقابهم وجزائهم العادل داخل العراق وحسب الأحكام والقوانين العراقية المنصوص عليها والمعمول بها منذ قيام وتأسيس الدولة العراقية عام 1921 , بالضبط كما حاكموا خصومهم هم , وأعدموهم ومثلوا بجثثهم , وكيف تعاملوا مع أناس أبرياء وقادة ووزراء كبار في السن في سجون الاحتلال وفي سجن الكاظمية وفي سجن المطار وسجن الناصرية سيء الصيت , من أولئك الذين كانت جريمتهم الوحيدة أنهم حافظوا على وحدة العراق أرضاً وشعباً , ودافعوا عن حدوده , وفروا الأمن والأمان لشعبه على مدى عقود , وقفوا بوجه التغلغل الفارسي , وبسبب رفضهم وعدم قبولهم بمشاريع الاحتلالين , وعدم الرضوخ والإنصياع لمطالب أسيادهم في قم وطهران واشنطن وتل أبيب .
كعراقيين يجب أن نعمل المستحيل من أجل عدم نقل أي مجرم وفاسد إلى محكمة الجنايات الدولية في هولندا – لاهاي , أو غيرها من المحاكم .. ليس فقط لأنها ستكون غير عادلة أو نزيهة , ولكن سيتم تمييع وتسفيه جميع الأمور والقضايا المتعلقة بهؤلاء المجرمين واللصوص , وستتم معاملتهم معاملة خاصة لما يتمتعون به من سطوة المال والثراء الفاحش , الذي سيسهل لهم شراء ذمم أشهر القادة والزعماء والقضاة والمحامين الدوليين الذي سيستقتلون في الدفاع عنهم وتبرئة ساحاتهم من كل هذه الجرائم , ناهيك عن أنهم سيكونون في منتجع سياحي ذات خمسة نجوم يسمى بالمصطلح الأوربي ” سجن ” وسيكون لهم بمثابة منطقة خضراء جديدة , بل أأمن وأفضل منها من الناحية الأمنية , لما أصابهم من الهلع والخوف الذي عاشوه ويعيشونه على مدار الساعة , بالرغم من وجودهم في سدة الحكم والسلطة , وسيعيشون بقية حياتهم منعمين مرفهين معززين مكرمين مع أبنائهم وأحفادهم الذين أصلاً هم يعيشون في أوربا منذ سنوات , ويمتلكون العمارات والفنادق والمولات , بل بعظهم تمكنوا من شوارع وجزر بأكملها من أموال ومن لقمة جياع العراق بعد أن رموا بهم على قارعة الطريق .