23 ديسمبر، 2024 9:04 ص

نوري صدام المالكي وسياسة البلاليع وأغطيتها

نوري صدام المالكي وسياسة البلاليع وأغطيتها

حينما دب خلاف بين الشيخ محمد رضا الشبيبي, رئيس الجبهة الشعبية, ورئيس الوزراء نوري سعيد, في مبنى البرلمان العراقي في عام (1956), رفع الشيخ عمامته وقال لنوري سعيد (متى ا__ه يخلصنه منك), فرد نوري السعيد: (أنا قبغ السبتي تنك وإذا أزيل القبغ ظهرت الجيفة).

هذا هو ديدن من حكموا العراق منذ زمن بعيد, يقوموا بتجميع حثالات القوم حولهم, وتبويئهم لمناصب رفيعة, لإيهامنا بأن وجودهم ضروري, ولا يمكن الاستغناء عنهم, وهم (الحاكم وزبانيته), ما تمكنوا منها إلا لكونهم فساد متملقين, فيرتبط مصير الطرفين من الفساد والمفسدين, بعضهم ببعض, حتى تتحول سدة الحكم إلى سبتي تنك حقيقية, ما أن يزال رأس الهرم, سدادة هذه البالوعة, حتى تظهر البلاوي المتنوعة, من فضائيين ومشاريع وهمية, وملفات فساد وغيرها.

تجميع هذه الزبانية الفاسدة هو سلاح مفيد ذو حدين, لمصلحة من يلملمهم حوله, فهم يكونوا ذوي وفاء شديد, لأنهم يدركون أنه بمجرد أن يطير الرأس يصبحوا مكشوفين للعلن, وهو ما لا يريدون, وأيضاَ يبذلون الغالي والنفيس لإظهار الرأس بمظهر حسن, لأن ذلك سينعكس إيجاباَ عليهم, كما رأينا في زبانية صدام وزبانية العصر الجديد, من أبو الصخول والمطيرجية.

مشكلة العراق اليوم وأمس, أنه كلما أزيحت سدادة بالوعة من سدة الحكم, تصدى للحكم مرة أخرى ما يخرج من هذه البالوعة, وتكون أسوأ من التي قبلها, فنصبح للأسف, متأسفين على ما سبق, ومتوهمين بصدق من ذهب, رغم فساده العظيم.

فترة ما بعد (2003) كانت هي الأخطر, لان العراق كان يمر بمنعطف تاريخي مهم جدا, بعد بزوغ فجر جديد, بعد الخلاص من الطاغية اللعين, كنا نمني أنفسنا بان الحكومة المتولية لزمام الأمور, ستقوم مسار هذا المنعطف لتجعله مستقيما سويا, معبدا بالنجاح, مرصوفا بالأمل, ولكن للأسف فان الحكومة اتبعت نهج سابقاتها, وقام رئيس الوزراء بتكوين زبانية من اكبر لصوص التاريخ, وهم فساد ضالين مضلين, أدى ذلك إلى زيادة درجة هذه الانعطافة, وجعلت طريقها أكثر انحدارا وانزلاقا.

رفع شعار أنا غطاء البالوعة ووجودي ضروري لكم ولحياتكم, قد أعيدت له الحياة اليوم, وتم بالفعل تطبيقه في الواقع العملي اليومي, لكن هذه المرة تحول إلى شيء آخر مشابه له, في الخسة والنذالة, ولكن بشكل مختلف, وهي أني أنا مختار العصر وحاميكم, ومن بعدي ستفتك بكم أعداءكم.