19 ديسمبر، 2024 1:54 ص

نوري سعيد يصف الوزراء والمسؤولين الفاسدين بالذباب

نوري سعيد يصف الوزراء والمسؤولين الفاسدين بالذباب

باتت عملية الاصلاح التي وعد بها رئيس الوزراء حيدر العبادي بعيدة المنال فعلى الرغم من الضغط الشعبي ودعم المرجع الديني السيد علي السيستاني لرئيس الوزراء تبقى جهود الاصلاح في العراق صعبة جدا .. وخاصة تغيير الوزراء واختيار وزراء تكنوقراط وابعاد جميع المناصب العليا من هيئات مستقلة ووكلاء وزارات ومستشارين ومدراء عامين عن المحاصصة الحزبية والطائفية  على ان تتولى لجنة مهنية يعينها رئيس مجلس الوزراء اختيار المرشحين على ضوء معايير الكفاءة والنزاهة .
كما تشمل الغاء المخصصات الاستثنائية لكل الرئاسات والهيئات ومؤسسات الدولة والمتقاعدين منهم  و فتح ملفات الفساد السابقة والحالية تحت اشراف لجنة عليا لمكافحة الفساد تتشكل من المختصين … ودعوة القضاء الى اعتماد عدد من القضاة المختصين المعروفين بالنزاهة التامة للتحقيق فيها ومحاكمة الفاسدين .وعلى الرغم من الدعم الذي تلقاه العبادي تبقى ارادة التغيير صعبة خاصة وان رئيس الوزراء  قد اخفق في تسمية الوزراء التكنوقراط  الذي كان قد وعد المتظاهرين  بتسميتهم وفق قائمة  مازالت تواجهها صعوبات  كبيرة هي خارج ارادة التغيير التي يسعى اليها وحتى لو استجاب لارادة الجماهير فمن يضمن ان يكون الوزراء التكنوقراط  يندرجون ضمن قائمة الاشخاص الاكثر نزاهة  من الوزراء السابقين  واكثر تأهيلا لادارة  الوزارات المنسبين اليها  .. خاصة وان الوضع السياسي في العراق بات اكثر تعقيدا  نتيجة ضغوطات الكتل السياسية المطالبة بتقديم ضمانات لها وبين ضغط الاميركان والتدخل في  القرارات الداخلية للبلاد .. وسواء تم التغيير وفق  ما يتمناه العبادي او وفق ما تتمناه الكتل السياسية فان الامر سيان وينطبق على عملية  التغيير المثل القائل ” جرب غيري تعرف خيري ”  ورئيس الوزراء حيدر العبادي ليس بخبرة رئيس الوزراء نوري سعيد فقد كان السعيد خبيرا بأخلاق ونفسيات الساسة المحيطين به والمتسابقين الى إقتناص المناصب والثروات  فيعالجهم ويمسك بخناقهم حتى يروض العاقين منهم  فلا يشذّ أحد منهم عن خططه ونواياه وأهدافه ومن يشذّ عن ذلك يحيك له نوري السعيد مؤامرة خلف الابواب المغلقة تليق به فيلوي يده ويضعه في مكانه الطبيعي . فقد كان قاسيا لا يرحم خصومه. .
 لقد كان نوري مدرسة فريدة ونسيج وحدة لها نهجها وأسلوبها وطرقها في تخريج التلاميذ وصياغة الآراء  فلا حاجة به لتلقين أحد ممن إنتموا الى تلك المدرسة ما يجب أن يفعله  فهم يعرفون غاياته فينفذونها دون عناء أو إرشاد أو توجيه .. ومن الروايات التي تذكر لاشخاص مولعين بمتابعة اخبار وحكايات الباشا واقطاب الحكم الملكي حكاية قديمة  طريفة ومعبرة عن الباشا نوري السعيد يقول الراوي  ”  كان الباشا نوري السعيد رئيس وزراء العراق  في جلسة جمعته مع وزرائه ونوابه  يتكلم لهم عن حالات الفساد التي شم رائحتها في بعض مفاصل الحكومة  وعن المسوولين عنها  حيث ذكر لهم حكايه قديمة طريفة سمعها من والده ومفادها كما يرويها الباشا ” خرج والدي ذات يوم من الجامع بعد ان ادى صلاة الظهر فوجد رجلا مسكينا شحاذا يقف بالقرب من باب الجامع  وعلى عيون ذلك المسكين الشحاذ اسراب من الذباب  تحط على جفون عينه  وكان الذباب  راكدا على عيونه ويمص بالتقيح الموجود في جفونه ويضيف الباشا بأن والدي قد تألم من منظر ذلك الرجل المسكين فتقدم منه وهش بيده لازاحة الذباب “الموكر” على عيونه وبعد ان طار الذباب  صرخ الشحاذ بوجه والدي معترضا على ذلك  حيث قال لوالدي ” الله لايعطيك العافية    لماذا ازحت الذباب عن عيوني  ..                                         استغرب والدي من ذلك واجابه ” انا خلصتك من الذباب الذي ياكل عينيك ويلوثها ويخربها .” فاجاب المسكين الشحاذ قائلا ” ان الذباب القديم الذي طار عن عيني كان قد شبع من مص القيح في عيوني واصبح ضرره وتاثيره محدوداً لايؤذيني ولكن الان سياتي ذباب جديد ويقوم  من البداية بعملية مص جديدة ستكون قوية وستؤذيني وتؤلمني”                                                                    ويضيف راوي الحكاية ..بأن الباشا نوري السعيد قرأ هذه الحكاية التي سمعها من والده وتأملها وادرك حكمتها ومقاصدها وعلى ضوئها وصف الباشا الوزراء والمسؤولين الفاسدين بالذباب الذي كان يعشش على عيون الرجل الشحاذ “بطل حكايتنا” . واشار الى مكافحته والتصدي له  والا فأن الفاسد الجديد سيكون اكثر ضرراً من الفاسد القديم الذي شبع من فساده وتتحمل الحكومة مسؤولية عدم كشف وتخليص الناس من ضرره وشره 

أحدث المقالات

أحدث المقالات