18 ديسمبر، 2024 4:18 م

نوري المالكي هو الهدف الحقيقي من زيارة الوزير السعودي إلى بغداد

نوري المالكي هو الهدف الحقيقي من زيارة الوزير السعودي إلى بغداد

الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد يوم أمس السبت , أثارت الكثير من التكهنات والتساؤلات حول طبيعة هذه الزيارة والأهداف الحقيقية من وراءها , فالموقف الرسمي المعلن الذي عبرّ عنه وزيرا خارجية البلدين في المؤتمر الصحفي المقتضب الذي عقداه بعد انتهاء الزيارة , لم يقترب نهائيا من الغاية الحقيقة لهذه الزيارة , أمّا موضوع تحسين العلاقات والبدء بصفحة جديدة متوازنة في العلاقات بين البلدين , فلا يعدو أكثر من كليشة يراد منها التغطية على الأهداف الحقيقية لهذه الزيارة , فجميع الدلائل والمؤشرات تؤكد أنّ هذه الزيارة ترتبط ارتباطا وثيقا باللقاء السري الذي جمع مقتدى الصدر وثامر السبهان في بيروت قبل حوالي أسبوعين , بل أنّ هذه الزيارة هي استكمالا لاجتماع السبهان ومقتدى الصدر في بيروت , فالوزير السعودي لم يأتي إلى بغداد من أجل تحسين العلاقات بين البلدين كما أشيع في وسائل الإعلام , بل جاء من أجل هدف واحد لا غيره , الرسالة التي يحملها الوزير السعودي إلى الحكومة العراقية مفادها أنّ عودة نوري المالكي إلى الحكم مجددا هو خط أحمر بالنسبة للمملكة العربية السعودية وبلدان الخليج العربي وأمريكا , وأنّ المملكة تدعم بكل الإمكانات السياسية والإعلامية والمادية أي تحالف سياسي يمنع عودة نوري المالكي مجددا إلى الحكم .

ولو كان الهدف الحقيقي من هذه الزيارة تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين وإزالة الاحتقانات السياسية , لكان الأولى بالسعودية أن تبادر أولا إلى إزالة هذه الاحتقانات السياسية والقيام بخطوات من شأنها أن تعّبر عن حسن نيّة في تحسين هذه العلاقات , على أقل تقدير التراجع عن التصريحات المعادية التي أدلى بها الجبير نفسه ضد الحشد الشعبي , وتسمية سفير جديد لها في بغداد غير معاد لشيعة العراق ويعمل على تحسين العلاقات بين البلدين وليس تدميرها كما فعل السبهان , ولو تمّت مثل هذه الخطوات قبل الزيارة , في هذه الحالة يمكن النظر لهذه الزيارة بنظرة إيجابية , ومن يعتقد أنّ هذه الزيارة جائت لتحسين العلاقات بين البلدين وإزالة الاحتقانات السياسية , واهم وعليه مراجعة حساباته , هنالك هدف واحد في زيارة الجبير إلى بغداد , هذا الهدف يتمّثل بمنع نوري المالكي من العودة هو أو من يمّثل التحالف الذي يقوده من العودة مجددا إلى الحكم , وإبلاغ رئيس الوزراء الحالي بأن المملكة ستدعمه بكل إمكاناتها السياسية والإعلامية والمادية في حالة قيادته لأي تحالف سياسي قادم يقطع الطريق على نوري المالكي الذي تنامت شعبيته بشكل مقلق للسعودية وأمريكا , ويضمن بقاء العراق في المعسكر المعادي لإيران .