عبر أثير احدى القنوات الأذاعية استمعت الى اطراف حديث بين زميلي الفنان عبد الحسين صاحب واحد الضيوف وهو برلماني يتبع كتلة مايسمى بدولة القانون لفتت انتباهي اجابة حول سؤال طرحه الزميل على البرلماني عن سبب الأشكاليات الأمنية والأزمات التي تؤدي الى سقوط مدن بأكملها وخاصة الرمادي فكانت اجابة البرلماني ان العبادي يعتمد على تشكيلات تسمى بقيادات العمليات وهذا خطأ كبير وينبغي عليه اعادة تشكيل فيالق الجيش على غرار فيالق الجيش السابق ! الكلام جميل للغاية لكن السؤال هنا للسيد النائب هو أَليس سيدكم المالكي هو من شكل قيادات العمليات ؟
من هنا ابدأ فأقول ان السيد نوري كامل المالكي لم يكن يوماً طائفياً هذه حقيقة ينبغي ان نعترف بها !
السيد المالكي ذلك الرجل المغمور الذي جاء في الزمن الغابر ليتولى رئاسة الحكومة بعد رفض تولي الجعفري لها انطلق من شعار الأمن والأستقرار وشن عمليات كبيرة في الجنوب لكبح جماح المليشيات والجميع صفق له على ان الرجل انطلق لتأسيس دولة غيبها الأحتلال ودمر البنية التحتية فيها . وحصل المالكي على تعاطفاً شعبياً كبيراً ذلك ان عملياته التي اطلق عليها صولة الفرسان جائت على خلفية عمليات قتل وتهجير على الهوية وغيرها في الشمال والجنوب وماهي الا مدة محدودة حتى تمكن الرجل من تحقيق شيء نسبي من الأمن المفقود . صفقنا له وهللنا على انه اتجه لأعادة العراق الى وضعه الطبيعي .
وتمضي الأيام ومعها الشهور وتتضح معالم سياسات الرجل بقصد او بدون قصد وأذا به يؤسس لنواة دكتاتورية جديدة فردية وحزبية فشرع بأستخدام الدستور بشكل كيفي ليطيح بأعداء توجهاته الواحد يلي الآخر ولينشر رجالات حزبه على غرار ماكان يحصل قبل عام 2003 فأشتعل العداء بينه وبين كتل وأحزاب اعطته ثقتها فلم تحصل سوى التهميش وأسس لقيادة عسكرية من كبار القادة العسكريين الذين كان يعتمد عليهم النظام السابق لكنه ينفذ قانون الأجتثاث على البسطاء من الناس في الجنوب اكثر من الشمال والغرب فتشكلت هالة من السخط لدى الشارع ضد الرشل الذي استمر يحث الخطى نحو الدكتاتورية الجديدة مستخدماً مليارات الدولارات من الموازنات المخادعة على انها موازنات اعمار لكنه بددها بين رجالاته دون ان يقدم منجز واحد يمكن لنا ان نذكره فأستشرى الفساد في مؤسساته بشكل كبير وخاصة في الوزارات الأمنية التي فقدت الأمن شيأً فشيأً بعد ان انشغلت في الصفقات وكانت السنة الأخيرة للمالكي في ولايته الأولى مليئة بالأرباك نتيجة لتخوفه من ان الشارع بدأ يفهم سياساته التي تتجه بالبلاد نحو الهاوية طالما ان المليارات تذهب والعراق خالي من الخدمات والأمن والأستقرار فشرع بأنشاء السجون والمعتقلات السرية والعلنية ليزج فيها من أفلت من الكواتم واللواصق من المعارضين له ولسياسته ومن الأبرياء الذين تعتقلهم الجهات الأمنية في أماكن تقع فيها احداث أمنية او انفجارات وبشكل عشوائي ليذهبوا في دهاليز السجون والمعتقلات سنوات طويلة دون محاكمة وتلك سياسة لاتنفذ ألا في الأنظمة الدكتاتورية القاهرة !
توقعنا ان السيد المالكي سيغير سياسته في ولايته الثانية وانه سيتجه الى خدمة الناس والتأسيس لمشاريع كبيرة تمتص البطالة وتنهي أزمة الأسكان وتخفف من وطئة الظلم الذي لحق بالناس نتيجة لما رافق الأجراءات العسكرية من اعتقالات . لكن حالة من هذا لم تحصل اذ استمر المالكي بقصد او بدون قصد بسياسة قاتلة خاصة بعد لقائه بالمعتوه أوباما . وكأنه اعطاه الضوء الأخضر لذبح الناس واغتصاب حقوقهم !
استمرت سطوة الحزب الجديد ومعها سياسات النهب والسلب وغياب الخدمات وتعمد القمع للمعارضين وخاصة الذين خرجوا في ساحة التحرير عندما استأجرت اجهزة المالكي بعض مايسمى بالشيوخ لينهالوا على المتظاهرين بالضرب المبرح ناهيك عن سياسات التسويف والمماطلة التي كانت تمارسها حكومة المالكي على انها ستقدم الخدمات وتصدر الكهرباء وتحمي البلاد وأذا بها تكذب في كل شيء فلا كهرباء ولاخدمات ولاجيش انفق عليه المليارات ليسلم محافظات بأكملها الى الأرهاب دون قتال زلم يكن المالكي صادقاً في وعد واحد قطعه على نفسه ومن يريد التحقق عليه ان يزور الجنوب ليكتشف من حجم التشريد والسكن بالعشوائيات ابشع صور حكم المالكي والتي لايشبهها حكم المتسولون في الشوارع بأعداد رهيبة . البطاله اكثر من 40 % العشوائيات في كل مكان . الأمية انتشرت بشكل مخيف وغير ذلك اكثر من 1000 مليار دولار بددت بشكل غريب .
ومن يتحقق من الجنوب قبل الغربية سيكتشف ان المالكي ليس طائفياً بل ان حكومته انتهجت سياسة لتوزيع الظلم بين الناس قتلاً وجوعاً وتشريداً وتهجيرا في الجنوب والوسط والشمال على حد سواء ! وحده الأقليم الذي تخلص من ظلم حكومة المالكي الذي لازالت آثاره مستمرة الى حد الآن ولن يتغير شيء طالما ان الحزب الحاكم هو ذاته موجود في الحكم ولن يعمل على تغيير سياسته التي ثبت ظلمها للناس وللبلد . ولمن يقول ان السيد المالكي طائفياً اقول انه ىلو كان كذلك لحقق شيء لأبناء الجنوب فهو لم يحقق لهم سوى مايؤلمهم …