15 نوفمبر، 2024 7:45 ص
Search
Close this search box.

نوري المالكي صراع على القيادة والسيادة

نوري المالكي صراع على القيادة والسيادة

ضمن اثقال وتركة ضخمة من المشاكل والاعباء  تركها المالكي لسلفه  ..يحاول رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر جواد العبادي  جاهدا ان يعيد صلته بشعب تقطعت اواصر علاقاته واستحكمت بينه العداوات الطائفية التي خلقها المالكي على مدى ثمان سنوات من حكمه  ، حيث لايزال  ،يحاول جاهدا تعطيل مهمته واعاقة تسلمه سلطاته الدستورية ..فكانت اول عبارات استمع لها العالم على لسان العبادي .. هوتقديمه ما اسماه  ” عهد الوفاء لهذا الشعب المضحي قائلا” باننا سنكون عونا لهم في تجاوز هذه الازمات والعيش بأمن وسلام ورفاهية “.
لم تعجب كلمات العبادي  المنتقاة بعناية ،لم تعجب السيد المالكي الذي ادار له وجهه واعتبره خارجا عن ارادة حزب الدعوة ولايمثل الا نفسه وعقد على الفور اجتماعا للقيادة العامة للقوات المسلحة باعتباره القائد العام  جدد فيه تصوراته القديمه بانه لايزال ممسكا بها رغم ان سلفه العبادي وبحكم الدستور اصبح هو القائد العام..
هذا الاجتماع الذي لم يجرؤ  على عقده منذ نكسة العاشر من حزيران في الموصل ،دعا اليه  قادة العمليات في العراق فجاءت منه  محاولة مفضوحة لايقاع الرعب في قلوب خصومه ،من انه لايزال الرجل الذي بيده مفاتيح الامن في بغداد .. واعتبرت عبارته   بالحرف الواحد “سنصحح الخطأ حتما”؟؟؟ ابلغ واشد تهديد لخصومه وحتى لرفاقه في حزب الدعوة ..
 ومن هنا حاول ان يوهم حتى رفاقه في الدرب الوعر الذي سلكوه بانه لايريد لهم اي للعسكريين  منهم والموالين ،ان يتدخلوا في الامور السياسية  الجارية جراء اقصائه  باعتباره القائد العام ،عن الولاية الثالثة ولكنه في المقابل لم يستبعد ظهور ميليشيات تمالئه وتحاول ان تفرض سياسة الامر الواقع ،وكاننا لانعلم ان له مليشيات بعربات رباعية الدفع..، تحذيره هذا ، حمل  وجهتين متناقضتين ، ان هناك مليشيات ستخرج للشارع باسمه وهولايحبذ ذلك وهي ابقائه على سدة الحكم رغم تكليف الرئيس معصوم للسيد العبادي برئاسة الوزارة ..
 ميليشيات المالكي هذه ،وبينها العصائب وحزب الله وجيش البطاط الوهمي كان منحها  جميعا من قبل الكثير من السلطات والمعدات ما جعل منها جيشا رديفا ،ولكنها بقت في الحسابات الوطنية مليشيات غير ملتزمة بالدستور بقدر التزامها بقيادتها الطائفية  ذات الولاء الاحادي .. كلامه هذا يعطي صورة الحريص على الامن في مواجهة   داعش  الذي ابلغه الامريكان بساعة دخولها عبر منفذ ربيعة  ..!! وداعش وما حققته من مفاجأة..يعود له  بلا شك الفضل بها ..
وفي حقيقة الامر لم تكن بمفاجأة ، حيث يعد المالكي المسؤول  الاول في دخولها العراق ،وتعلم بذلك امريكا والاكراد ما سمح بتزويدها باسلحة اربع فرق عسكرية كان هوبنفسه طلب من قادتها  الانسحاب واي انسحاب!!انه الانسحاب غير غير المسؤول والمنظم في مواجهة الف من داعش الغبراء ….تاركين جنودهم وضباطهم في الارض العراء عزل من سلاح ومات الكثيرين وفقد المئات منهم بسببه  ..؟
إن ما لايدركه السيد المالكي المنتهية ولايته أنه لم يعد قائدا عاما للقوات المسلحة ولا رئيسا للوزراء  ،وان اي اخطاء اخرى واي  تحريض منه على العنف اوالطائفية سيحاسب عليه وستضاف الى سجله الاجرامي بحق شعبنا..والمفروض ان يحال للتحقيق في قضايا كثيرة استخدمها  ضد خصومه لابتزازهم واسكاتهم  واولها نكسة الجيش في العاشر من رمضان وفقدان اسلحة قيمتها تقدر بالمليارات ..وانفس لاتقدر بثمن ..
في الوقت الضائع.. على ما يبدو ان  المالكي استوعب  الدرس الاخير  على يد العبادي ، من إنه   خسر  فعلا ثقة أقرب حلفائه وأصدقائه في الداخل والخارج.واطرافا واسعة في التحالف الوطني.. وفوق ذلك  جميعا خسر ما تبقى لدية من سمعة و مصداقية امام شعبه ..وليس عليه ان يعول  بعد الان على قرار المحكمة الاتحادية  التي ربما  ستحيل اوراقه للقضاء  حتما ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات