18 ديسمبر، 2024 8:40 م

نوري السعيد.. من المهد الى اللحد

نوري السعيد.. من المهد الى اللحد

عصبي المزاج.. سريع الغضب.. حاد الطبع.. يمتلك الحذر في الاطمئنان.. والصراحة في الغموض.. والقسوة في خُلق دبلوماسي.. فهو دبلوماسي من الطراز الأول.. كما كان جاداً وحازماً.. دقيقاً في مواعيده.. يحب المقامات والغناء البغدادي.. والأكلات الشعبية.. وكبة السراي.. وكباب اربيل.. والسمك المسكوف.. والقيمر العراقي.. وخبز التنور.. وشربت الزبيب.. والعرق العراقي.

نبذة عن السيرة والتكوين:

ـ تباينت الآراء حول مولد نوري السعيد.. لكن التاريخ الأرجح هو العام 1888 في (تبة الكاوور).. أو تبة الكورد.. الواقعة قرب ساحة الميدان في بغداد.. كان والده سعيد بن صالح طه يعمل موظفا في دائرة الأوقاف العثمانية.. أما والدته فهي فاطمة عبد الرزاق من عشيرة ألبو مفرج.. ويقال إن والده وجده طه كانا من خطباء جامع الأحمدية في الميدان.

ـ وتباينت المصادر في أصل وجذور نوري السعيد.. قسم يقول ترجع أصوله الى الأرومة الكردية.. والقسم الآخر يعود به العشيرة القراغول البغدادية.. وآخر الى قبيلة شمر.. في الوقت الذي ذهبت به بعض المصادر الى كونه من أصل تركي ـ وتباينت المصادر في أصل وجذور نوري السعيد.. قسم يقول ترجع أصوله الى الأرومة الكردية.. والقسم الآخر يعود به العشيرة القراغول البغدادية.. وآخر الى قبيلة شمر.. في الوقت الذي ذهبت به بعض المصادر الى كونه من أصل تركي.. فقد أوجز فالديمار غالمان.. (اخر سفير امريكي في العراق الملكي في كتابه (عراق نوري السعيد ).. هذا التباين في كون نوري السعيد “انه كردي المولد.. تركي الثقافة.. عراقي المحنة”

ـ دخل نوري احد كتاتيب بغداد آنذاك لتعلم القراءة والكتابة وحفظ القران الكريم.. ومن ثم أتم دراسته في المدرسة الرشيدية العسكرية.. ثم الإعدادية العسكرية.. وتوجه العام 1903 الى اسطنبول للدراسة في الكلية الحربية.. وتخرج منها العام 1906.

ـ عند تخرجه من الكلية الحربية في إسطنبول.. التحق في كلية الأركان.. وقبل أن يتم دراسته فيها شارك في حرب البلقان العام 1912.

ـ في العام ذاته انظم الى جمعية العهد العربية السرية.. ومن ثم التحق في مجموعة ثورية ضد الدول العثمانية بزعامة طالب النقيب.

ـ عند سقوط البصرة في أيدي البريطانيين في ٢٣ تشرين الثاني/١٩١٤ كان السعيد يرقد في مستشفى الإرساليات الأمريكية لإصابته بمرض التدرن الرئوي.. فألقت القوات البريطانية القبض عليه باعتباره أسير حرب عثماني.. وقامت بعدها بنقله إلى الهند.. الذي بقي فيها حتى كانون الأول /١٩١٥.. وظل بها حتى نقل الى القاهرة العام 1915.. وعمل هناك مع المجموعات التي كانت تعمل تحت راية الشريف حسين ضد الدول العثمانية.. وبعد انهيار الدول العثمانية تسلم منصب رئيس أركان الملك فيصل في سورية العام 1918.

ـ العام 1921 عاد الى العراق.. وعين رئيسا لأركان الجيش.

ـ كان لبريطانيا اثر في تقرب نوري السعيد من السلطة.. وإشغال مناصب مهمة لان القادة البريطانيين تبين لهم الكفاءة التي بها نوري السعيد.. وفي هذا يقول القائد الانكليزي كلاتيون “إن أشخاصاً ثلاثة سيكون لهم شان في العراق.. وهم: ياسين باشا.. وجعفر العسكري.. و نوري باشا السعيد”.

نشاطه السياسي:

ـ انتمى السعيد إلى الجمعيات السرية التي دعت الى استقلال العراق والعرب عن الدولة العثمانية.. وشارك في الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن علي العام 1916.

ـ اختير لعضوية المجلس التأسيسي للعراق العام 1920 من قبل الحكومة البريطانية برئاسة المندوب السامي السير بيرسي كوكس.. حيث تشير المراسلات بأن المس بيل (السكرتيرة الشرقية في دار الاعتماد البريطاني ببغداد).. بعد أول لقاء لها بنوري سعيد، كتبت تقول: “إننا نقف وجهاً لوجه أمام قوة جبارة ومرنة في آن واحد، ينبغي علينا ـ نحن البريطانيون ـ إما أن نعمل يداً بيد معها، أو نشتبك وإيّاها في صراع عنيف يصعب إحراز النصر فيه”.

ـ أما السفير البريطاني في بغداد بيترسون فيعتقد بأن: “نوري باشا ظلّ لغزاً كبيراً.. لأنه بات بعد العام 1927.. وتحديداً بعد انتحار رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون.. أصبح نوري السعيد صعب الإقناع.. في بلد لم يتعود الإذعان لرجل أو الخضوع لسلطة.. ونوري كان يريد بناء العراق.. رغم كل الدعايات ضده من الحكومات والشعب”.

ـ قضى السعيد أكثر من أربعين عاماً في الجيش والسياسة.. ما بين قائد عسكري.. ووزير للدفاع أو وزير خارجية.. بل ورئيس للوزراء.. وأخيراً رئيسا لوزراء حكومة الاتحاد العربي.. بين العراق والاردن.. الذي تشكل في شباط / فبراير / 1958.

ـ لم يفكر أن يترك المسؤولية الأولى بالرغم تطور الأوضاع عراقيا وعربيا وعالميا.. وتوسع قادة المعارضة ضد نظام الحكم وضد الإقطاع.. وقدرته في إدارة دفة الحكم وقد بلغ السبعين من عمر.. تلاحقه أمراض عديدة.. فلقيً مصرعه وابنه بعد قيام ثورة 14 تموز 1958.

سياسته:

ـ كثيراً ما كان يشترك في المشاجرات والمشاحنات.. لكنه إذا ما أراد الوصول إلى غاية ما أو تكريس سياسة ما.. فإنه لا يثور ولا يتأثر.. بل يتحمل النقد اللاذع من خصومه.. ويتعمد الغموض في أحاديثه.. ويوحي لمخاطبيه عن قصد بإشارات متناقضة أو تنطوي على تفسيرات متعددة.. لا يقرأ الملفات بل يسأل ويستمع جيداً للوصول الى عمق القضية المعنية.

ـ كان ميكافيلياً بالفطرة.. يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة، كما كان مناوراً.. يعرف كيف يستغل الظروف والمتغيرات ويكرّسها لخدمة أهدافه.. فكان يجيد اختيار ساعته.. كما كان يقتنص الفرص الثمينة لتقوية أوراقه الرابحة.. كان يحب العراق.. وكان مقتنعاً بأن العراق لابد أن يعتمد على دولة كبرى ليردع أعداءه.. فوصف برجل الغرب.

ـ كان عسكرياً.. وسياسياً من قادة العراق.. ومن أساطين السياسة العراقية والعربية.. وعرابها إبان الحكم الملكي.. كان حاضراً في السياسة العراقية في العهد الملكي دوماً.. (سواء رئيساً للوزراء.. أو وزيراً للخارجية.. أو وزيراً دفاع.. أو حتى بدون منصب).. ساهم بتأسيس عصبة الأمم.. وهيئة الأمم المتحدة.. والجامعة العربية.. التي كان يطمح بترؤسها.

عراق نوري السعيد

ـ تولى نوري السعيد منصب رئاسة الوزراء في العراق 14 مرة (من أول وزارة شكلها في 23 آذار/ مارس 1930 حتى 19 تشرين الثاني / أكتوبر 1932… واستمر حتى آخر وزارة انتهت في13 ايار1958).. ليصبح رئيساً لوزراء الاتحاد العربي بين الأردن والعراق (14 أيار 1958 ـ 14 تموز 1958).. وكان وزيراً متكرراً في أكثر من وزارة.. حتى لقب بالوزير الدائم.
ـ تولى نوري السعيد منصب رئاسة الوزراء في العراق 14 مرة (من أول وزارة شكلها في 23 آذار إلى آخر وزارة في13 ايار1958).. كما أصبح رئيساً لوزراء الاتحاد العربي بين الأردن والعراق (14 أيار 1958 ـ 14 تموز 1958).. وكان وزيراً متكرراً في أكثر من وزارة.. حتى لقب بالوزير الدائم.

ـ رسم السعيد خطوات أساسية في حياة العراق السياسية.. وأكد لسنوات طويلة ارتباط العراق بالسياسة البريطانية ثم أضاف إليها تبعية لأمريكا عبر حلف بغداد.. لقد كانت حياته صراعاً مريراً مع رجال السياسة وتنافساً شديداً على النفوذ وظل يحتفظ بولائه للإنكليز وللبلاط الملكي حتى نهايته.

طائفيته:

ـ يقول كامل الجادرجي.. رئيس الحزب الوطني الديمقراطي: “إن نوري السعيد كان يريد أن يجعل من أبناء الجنوب الشيعة عمالاً ماهرين.. ومن أبناء السنة خريجي جامعات”.. المصدر: (رفعت الجادرجي. صورة أب. ص ١١٦).

ـ “كانت مناطق الجنوب يمثلها نواب.. تعين الحكومة نصفهم من (السنة).. والذين لم يسبق لهم زيارة تلك المناطق.. أو ربما كانوا لا يعرفون أين تقع”.

ـ “كان الأمر سيبدو اقل فجاجة.. لو إن الحكومة عينت ـ لمرة واحدة فقط ـ نائبا شيعياً ليمثل منطقة سنية”.. (عبد الكريم الإزري ص ١١٠ ـ ١٢٢).

ـ يقول الملك فيصل الأول مؤسس الدولة العراقية: “العراق مملكة تحكمها حكومة سنية.. تحكم قسما كردياً.. وأكثرية شيعية”.. (عبد الرحمن ألبزازـ العراق من الاحتلال الى الاستقلال.. ص ٢٣١).

ـ ويعلق عبد الله ألنفيسي قائلاً: “لو إن الشيعة أعطوا قسطاً أوفر من المشاركة في الحكومة لكان في الإمكان تجنب الكثير من الخيارات المرة.. وكثير من الاضطرابات الدامية”.. (حسن العلوي ـ الشيعة والدولة القومية ص ١٥٠)

أملاكه:

ـ كان لنوري بيتاً بناه في الثلاثينات من القرن الماضي..” في ما يبدو من حصته في مبلغ 25000 جنيه إسترليني.. وزعها أصحاب الامتيازات الأصليون في الB.O.D التي هي عبارة عن تجمع لشركات نفط بريطانية.

ـ باع هذا البيت العام 1952 إلى السفارة المصرية ب32000 دينار.

ـ البيت الثاني كان فخماً على دجلة في كرادة مريم.. جاءت أموال هذا البيت.. ويبدو انه سجلها باسم زوجته.. ولهذا لم تستطع حكومة ثورة 14 تموز 1958 من مصادرته.

الأولى: في منطقة ألوزيرية.. والمشغولة حالياً من قبل كلية الفنون الجميلة.. أرضها أميرية.. وتم تشيدها بقرض من وزارة المالية ولفائدة الأوقاف.

الثانية: في منطقة كرادة مريم بالقرب من القصر الجمهوري على نهر دجلة.. وتكفلت الشركة التي قامت ببناء مجلس النواب بنائها.. وأضيف على التكاليف بناء المجلس المذكور.

ـ سكن نوري السعيد ولفترة طويلة في دار ولده صباح.. الذي كان يشغل إحدى الدور العائدة لمديرية السكك في الصالحية.. باعتبار ولده كان مديراً عام دائرة السكك الحديدية.

مصادرة أمواله:

ـ بعد ثورة 14 تموز 1958 تقرر مصادرة أموال أقطاب النظام الملكي.. وتم جرد أملاك رجال العهد الملكي.

ـ لم يجدوا عند نوري السعيد إلا داره التي يسكنها حتى 14 تموز 1958.. وقد تأكد للجنة المصادرة إن الأرض التي شيد عليها نوري السعيد داره هذه تعود لزوجته نعيمة العسكري.. ولا يمكن قانوناً مصادرتها.. وفي 27 تموز 1958 فتح داره ليدخلها المواطنون بعد أن تبعثرت محتوياتها.

ـ العام 1955 أعلن لواء (محافظة الأنبار) عن بيع بالمزاد العلني قطع أراضي ل100 دونم.. وقد شارك السعيد بالمزاد ورست عليه إحدى هذه القطع بأغلى الأسعار وسجلت باسمه… وكان آنذاك خارج الحكم.. لكنه لم يستثمرها حتى مصرعه.. وتم مصادرتها حسب القانون.

ـ امتلك السعيد بحلول العام 1958 ومن خلال استخدام النفوذ وعلى ما يبدو سندات أرض قيمة مساحتها 9294 دونماً.

(المصدر: العراق/ الكتاب الأول، حنا بطاطو، ص 392-393).

فساده:

يتحدث الكثير عن نزاهة نوري السعيد.. لكن هناك اتهامات برشاوى وفساد.. سجلت عليه:

ـ أخذ السعيد رشوة من شركة نفط العراق.. (حنا بطاطو المصدر السابق ص ٣٩٢).

ـ استخدم السعيد ميزانية الدولة لأغراضه الشخصية.. (القيسي ص ١٧٢).

ـ كان السعيد عندما يرشح لرئاسة الوزارة يشترط أن يكون وزيراً للدفاع أيضاً.. حتى يستطيع إقامة الدعوات والحفلات وغيرها.. فمخصصات هذه الوزارة مفتوحة.. فضلا عن فساد ابنه صباح.. (بطاطو ص ٣٩٢).

حياة عائلته بعد مصرعه:

ـ بعد مقتله لم يكن لأرملته.. وأرملة ابنه صباح ما تعيشان به.. واللتان كانتا في لندن لمعالجة زوجته.. فعُينت أرملة ابنه صباح مترجمة في الإذاعة البريطانية.

ـ أمّا أرملة السعيد فقد خصص لها جلال بايار رئيس تركيا آنذاك.. راتباً يسيراً.

ـ بعد الانقلاب على حكومة بايار.. انقطع هذا الراتب في أواخر أيار 1960.

ـ أخذت أرملته تبيع أغراض وما لديها من حاجيات كانت معها.. لتعيش.

ـ وأخيراً اضطرت الى بيع عقد لها ثمين كان هدية قديمة من أمير الكويت.. فاشتراه أحد الأثرياء الكويتيين.

ـ لمّا سمع أمير الكويت بذلك أمر بردّ العقد.. وخصص لها راتباً شهرياً.
ـ عندما مرضت باعت جميع ما بقى عندها من حاجات كانت معها.. لتسديد أجور المعالجة والدواء.. ولم يبق عندها غير ساعة ثمينة لزوجها.

ـ وتقول السيدة قرينة الباشا نوري السعيد.. باعت جميع ما لديها من حاجيات كانت معها.. ولم يبق عندها غير ساعة ثمينة لزوجها وقد اشتد عليها المرض والفقر.. وذلك قبيل وفاتها بأيام فقد أرسلت بيد أحد الدلالين اليهود الذي كان من أصل عراقي تلك الساعة الثمينة ليبيعها لأحد الأغنياء من أصدقاء زوجها المعروفين والمقيمين آنذاك في لندن.. وقد امتنع ذلك الثري عن شراء الساعة المذكورة.. ولم يقم حتى بإرسال مبلغ ولو كان بسيطا لها رغم علمه بحالها حيث تنتابها سكرات الموت.. وقد بقيت الساعة معروضة عند هذا الدلال اليهودي في لندن وبعد رجوعه أخبر أنها قد فارقت الحياة.. ثم قام هذا الدلال اليهودي من أصل عراقي بالتبرع عن طيب خاطر بجميع مصاريف الدفن ونفقاته.

ـ لما سمع مدير الشركة (السير أندرو مكتاجرت) بما أصاب عائلة صديقه نوري السعيد جمع أعضاء الشركة واتخذوا بينهم قرارا بأن لا يطلب من زوجة نوري السعيد إخلاء الدار طوال مدة حياتها نظر للظروف القاسية التي مرت بالعائلة.. فاغتنم المدير فرصة زيارتنا للتعزية وطيب خاطرنا، وأوهمنا بلباقة بأن نوري السعيد أستأجر الشقة لمدة سنوات عديدة وذلك لعدم جرح مشاعرنا.. وبناءاً على ذلك مكثنا في الشقة المذكرة الى أن وافاها الأجل في سنة 1962.

زوجاته.. وأبناؤه:

ـ في العام 1910 تزوج السعيد من نعيمة مصطفى العسكري شقيقة جعفر العسكري الذي تزوج هو الآخر من شقيقة نوري السعيد.. وقد أنجبت له نعيمة ولدين قحطان الذي مات غرقاً.. وصباح الذي قتل يوم الثلاثاء 15/ تموز / 1958 أمام دار الإذاعة العراقية في بغداد.

ـ الزوجة الثانية: حينما كان نوري السعيد ضابطاً في الجيش العثماني 1916.. ويعيش في تركيا تزوج “أمينة مجيد الهاشمي”.. وهي تركية وشقيقة زوجة ياسين الهاشمي “رئيس وزراء في العهد الملكي”.. وللسعيد منها ثلاثة أبناء “ولد وبنتين”.. ثم انتقلت الى بغداد.. وسكنوا منطقة الصليخ.

ـ تقول سعاد الابنة الكبرى للسعيد: “عند قيام ثورة 14 تموز 1958 كنا ننتقل من منزل الى آخر.. ولم يسألنا احد لأننا لم نكن نعمل بالسياسة.. ولم نكن معروفين”.. الى أن سافرت الى تركيا.. ومنها الى بلدان عدة.. لأنها وأمها.. كانتا من هواة السفر”.

ـ نهاية المطاف عادوا الى العراق.. أكمل الولد الدكتوراه في الهندسة.. لكنه وأخته الكبرى (أمل) توفيت لاحقاً بالنوبة القلبية.. وبقيت الأخت الصغيرة سعاد من مواليد 1928 التي أوضحت إن والدها نوري السعيد تزوج والدتها في السر أولا عندما كانت في تركيا.. وعند انتقالهم الى بغداد كشف نوري السعيد عن زواجهما.

ـ تزوجت سعاد السعيد من صبيح بحر العلوم.. إلا إن هذا الزواج لم يدم طويلاً.. لم تحصل سعاد على راتب تقاعدي لان أباها (السعيد) لا يملك بيتاً في تركيا.

ـ وفي العراق خصصت الحكومة العراقية لها راتباً تقاعدياً لا يكفيها مسكناً ومعيشة.. فاضطرت أن تعيش في دار رعاية المسنين.. وذكرت سعاد بأنها تعيش مستقرة في هذه الدار.. وتقرأ القرآن الكريم.. وتتمنى أن يوفقها الله بأداء فريضة الحج.. توفت سعاد في أوائل التسعينيات.
______________