نورهان .. طفلتي الجميلة .. ياسيدة الأحزان ..
ياشهيدة الأنبار الجريحة .. أنبارُنا المستباحة والذبيحة … ياسليلة النشامى والكرام .. يا أيتها الوردة الندية ، قتلوك وما عرفوا أن عطرك باق ٍ بأجواء مدينتك الأبية ….
ألا شلت أيديهم تلك التي ما ترددت عن نحرك ؟؟
وتبا ً لخناجرهم تلك التي ما خجلت من طهارة ونقاء دمك .
إنهم ما عرفوا الحياء يا غاليتي فهم بلا رجولة …
نورهان … ( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضيّة فإدخلي في عبادي وإدخلي جنتي …. ) .
نورهان .. أبلغي حُسينا ًعنا السلام .. أبلغيه أن من طعنه ُ قبل أكثر من ألف عام قد عاد ليطعنك أنت ِفي طفّ ٍ جديد .
نورهان … لا تسألي عن قاتلك ، فهو ذاك المعتوه الذي دمّر بلد الحضارة بقصد ٍ ومع سبق الإصرار … نحن نعرفه جيدا ً ، ولكن من كان سببا ًفي قتلك يا حبيبتي ؟؟ إنه الخلف بين أهلك في بلد ٍ نسميه عريقا ً نتغنّى بمجده
ونرفع معاولنا لهدمه … قتلك بنو وطنك … نعم هم من دفع بنا إلى الجحيم بغبائهم … بجنونهم … بأحقادهم القاتلة ..
جاؤوا من كل حدب وصوب … جاؤوا من أجل أن تُتخم بطونهم بالسحت والرذيلة .. جاؤوا طلابا ً للسلطة والنفوذ وليذهب الشعب إلى الجحيم ولتقتل نورهان ولتطفأ شموعها في ليلة ظلماء قاتمة … لم نكن نعرف غير الحب وغير نقاء السريرة والإنتماء لتراب ٍ يضوع بعطر الأنبياء … وكنت أنت ياسيدة الألم والكثير الكثير منا ضحية للتخلف والجهل والحقد والتطرف القميء .
ليرحمك الله وليرحم شهداء العراق برحمته الواسعة …
لنرفع عاليا ً راية الحب والألفة وتوحيد الصف والكلمة كي لا تقتل نورهان مرة أخرى …