23 ديسمبر، 2024 1:45 م

نوبل لـ “التعري”

نوبل لـ “التعري”

كالعادة ذهبت نوبل هذا العام لغيرنا في كل الحقول وفي المقدمة منها الاداب. لا ادونيس السوري ولا اسيا جبار الجزائرية حصلا عليها. الامر ليس جديدا ولا غريبا.فلا غريب عند اهالي نوبل  الا الشيطان. لكن حتى  الشياطين توحدت بعد مصالحة حسين اوباما وحسن روحاني. لم يعد هناك  شيطان اكبر واخر اصغر. عيب هذا الكلام وفيه شبهة شرعية. ما يقال عن الدوافع السياسية وراء منح الجائزة لمن هب ودب في احايين كثيرة صحيح.  
 
 لست ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة. لكن الابقاء  على ادونيس “جاري الشحن”  لنحو ربع قرن , ومن ثم اسيا جبار التي “طبكت” مؤخرا ” على السره” يعني ان الاكاديمية السويدية ومن يقف خلفها او يحرك خيوطها الخفية بشكل او باخر تريد ان تقول لنا وبالسويدي الفصيح ليس “مشوا بوزكم”  فقط وانما ابداعكم الادبي يقف منذ ربع قرن على قرن: ادونيس واسيا جبار. مع ذلك فانه اذا كانت لدينا نحن العرب  مشكلة ازلية مع نوبل فانها هي الاخرى لديها مع نفسها مشكلة ازلية.  مشكلتنا تكمن في ندرة حائزيها عربيا.. لم يبلغوا حتى الان عدد اصابع اليد الواحدة في كل الحقول. اما مشكلتها مع نفسها فتبدو مزدوجة.  فمن جهة تخضع بشكل او باخر للضغوط السياسية او تتاثر بها . ومن جهة ثانية تبدو متساهلة كثيرا على صعيد حقل السلام. فالجائزة منحت للرئيس الاميركي  باراك اوباما  في الايام الاولى من رئاسته دون اي تبرير مقنع. الربيع العربي ومن باب ذر الرماد في العيون كان له حصة من الجائزة حيث ذهبت للناشطة اليمنية توكل كرمان وفي حقل السلام ايضا. وبدا ثوب نوبل فضفاضا على كل من اوباما وكرمان.  
 يبدو ان حقل السلام وفي ظل ما يشهده العالم من فتن وحروب  شحيحا. والدليل على ذلك ان الجائزة منحت للدكتور محمد البرادعي والوكالة الدولية للطاقة الذرية مناصفة. اريد احدا  يدلني على نجاح واحد حققته الوكالة والبرادعي برغم احترامنا للرجل. نتذكر جميعا ان اميركا على عهد بوش الابن ضربت عرض الحائط  تقاريرالبرادعي وزميله هانز بليكس النووية على صعيد العراق برغم كون تلك التقارير كانت خجولة. فاحتلت العراق عسكريا ودمرته اقتصاديا ومؤسساتيا. جعلتنا نتحسر على الصومال وجيبوتي وربما جزر القمر.
 
تاريخ نوبل يابى الا ان يعيد نفسه. فاليوم حيث بدا مفتشو الاسلحة الكيمياوية  تمشيط المواقع السورية منحهم احفاد مخترع الديناميت جائزتهم للسلام  برغم انهم مازالوا في اول الطريق. الطريف في الامر ان حكاية نوبل على صعيد السلام لا تريد ان  تمر بسلام . والقصة هنا لاتتعلق بمن نالها بل بتصميم الشعار هذه المرة . يقول موقع “العربية نت” ان تصميم الشعار الخاص بحقل السلام  صادم وصارخ معا ولا يصلح الا لمجلات الجنس والتعرية. التصميم  يمثل ثلاثة رجال وقفوا عراة تماماً ووضعوا الأيادي على الأكتاف، للإيحاء بالتكاتف الوثيق، لكن بأعضاء تناسلية ظاهرة، خاصة العاري إلى اليمين وزميله في الوسط، وهو ما يخدش الحياء بكوكتيل من الحساسيات المتنوعة. وهل بقي حياء حتى يخدش؟