18 ديسمبر، 2024 11:56 م

نوبل تونس وحوارنا الوطني

نوبل تونس وحوارنا الوطني

استحقت بجدارة بلاد ثورة الياسمين تونس الخضراء الجميلة جائزة نوبل للسلام وكلنا يعلم ماذا تعني نوبل ونحن العرب نفخر ان نقول ((تونسنا العربية ))التي انتصرت بالامس بثورتها العظيمة الحرة الصادقة حين دحرت دكتاتوريتها وانقذت شعبها العريق الذي صدح شاعره بالامس ورددت معه امتنا العرب المجيدة(( اذا الشعب يوما اراد الحياة ….فلا بد ان يستجيب القدر)) وبعد تخطيها مرحلة الفوضى الخلاقة بوعي شعبها وتلاحمه وتكاتفه لتجاوز ازمة البلاد وعدم الركون للتكالب او السماح لأي تدخل سافر من خارج الحدود والتباحث والحوار بين كل الاطياف للتوصل الى معادلة الامان الصعبة التي سهلها الوطنيون الصادقون رغم اختلاف عقائدهم ومذاهبهم فقد روضوها فصبت قناعاتها لقضية الوطن ومصلحة الشعب .

وهاهي اربع نقابات عمالية ومهنية ومنظمات مجتمع مدني تتصدى لمعضلات البلاد وتتوسط بالحوار الوطني الموضوعي الصادق ولجم الاصوات التي تحاول جر البلاد الى صراعات داخلية ما لايحمد عقباها فرسمت لها خرائط طريق سدت كل منافذ الشر لبناءديمقراطية تعددية ناضجة ومصالحة وطنية حقيقية وجعلت التوافق طريقها الاوحد واستطاعت ان تنجح بفترة قياسية واستحقت بأمتيازجائزة نوبل للسلام فتستحق منا ومن امتنا العربية المجيدة ومن افريقيا قارتها كل التقدير فقد مثلتنا جميعا اروع تمثيل وياليتنا نستفيد ونتعض ونستعيد ثقتنا بأنفسنا ونحن في بلاد مابين النهرين وامتيازنا بدار السلام وما زال قادتنا يهدرون المليارات بمصالحتنا الوطنية التي لم نجن منها اومنهم سوى الفرقة والتناحر والاقتتال لان قياداتها تنقصها الحكمة والوطنية والمسوؤلية والصدق في التوجه لوحدة هذا الشعب المسكين

لكن هذا الرباعي التونسي الصادق النبيل الذي رعى الحوار المتمثل بالاتحاد العام التونسي للشغل ورئيسه حسين العباسي والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة ورئيسته وداد بوشمعاني والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين ورئيسه محمدفاضل محفوظ والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الستار موسى وحدوا رؤى كل الاطراف المتنازعة ولأنهم كانوا صادقين في نواياهم وتوكلوا على الله في وحدة شعبهم ولم يتركوا ثغرة يمكن ان ينفذ من خلالها طرفا ورفضوا كل التدخلات الخارجية مهما بلغت الاستفادة منها …وانجزوا بحق حوارا داخليا متميزا ومنتجا

تكرست خلاله الحلول التوافقية بعيدا عن منطق القوة والعنجهية والعراك والتراشق والتحدي والتلويح والتهديد بدول الجوار مثلما نراه في توجهات قادة حوارنا الوطني الذي نسمع عنه منذ عشر سنين ((ونسمع جلجلة .ولا نرى طحين..))وها نحن نجني ثمرات هذا الحوار ضياع ثلث مساحة البلاد فضلا عن التشريد والتهجير والاسر والسبي والتقاتل وتقاسم الاتتكال على دول الجوار وامريكا وروسيا والمحاور الجديدة والقديمة وانتشار ظاهرة الميليشيات والازمات في تناوما الى ذلك …

ان ما حصل في تونس الخضراء اليوم وما اعلن عنه سواء من لجنة نوبل اوغيرها هو استحقاق وجدارة ولأنها النموذج الناجح والناجع لتقاسم السلطة والتعامل بوعي وادراك ومسؤلية مع كل التحديات المصيرية وتوقعاتها والابتعاد عن عدوى الطائفية والعنصرية والعشائرية وما يسمى بالأجتتثاث واحترام الرأي الآخر والامثلة تطول في بلادنا التي حملت الحوار الوطني في المنابر والفضائيات ورصدت له ميزانية تحولت في جيوب المفسدين وهم اول المتضررين من التلاحم الوطني والوحدة الوطنية بل يقلقهم السلام الوطني والاهلي واحداثنا دليل على ذلك ولله في خلقه شؤون ….