22 ديسمبر، 2024 2:42 م

سنة 2002 كنت لا أزال طالب في جامعة بغداد / قسم الهندسة لم أكن سعيدا بسبب الظروف المعيشية و طالما أردت ترك الدراسة و اتجاه للعمل الحر حيث يمكن ان اشتري أي شي تشتهيه نفسي لكن أمي و أبي يخالفوني الرأي بقولهم أنت مهندس أنت مهم في الدولة يمكنك غدا شراء ما تريد بمرتبك الشهري

يمتلئني الحزن و الغضب و أقول أي مرتب شهري (3000) دينار . بعد انتهاء الدوام في الجامعة اذهب للتفرج فقط على المولات الكبيرة في الكر اده يجذب انتباهي علب البيبسي و أقول هل يا ترى استطيع شراء واحدة و اهنئي بشربها كيف طعمها انا لم اشربها منذ (1989) بعد هذا صدام احتل الكويت و فرض الحصار و أبي موظف لا يستطيع شراء لكل واحد منا علبة بيبسي بسبب محدودية الراتب الشهري في ألجامعه دخلت قاعة المحاضرات و بينما كنت اشعر بملل تمد نحوي علبة بيبسي مرسوم عليها نوال ألزغبي رفعت رأسي فإذا بها زميلتي في الشعبة (حلا) قلت ما هذه يا حلا؟ قالت علبة بيبسي .

وما المناسبة قالت حصل بابا على ترقية في حزب البعث صار عضو فرقة و استلم سيارة جديدة أخر موديل هذه هي المناسبة أخذت العلبة رحت أتتطلع فيها طوال المحاضرة و الفرصة وضعتها في جيبي و خفت عليها من السرقة عدت إلى البيت تجمع حولي أفراد عائلتي أخي الصغير يقول من أين تفتح و أختي تقول ربما ميدالية و ليست حقيقة و أبي يقول دعوها ذكرى لا تفتحوها اصطففت إخوتي واحدا بعد الواحد و قمت بتوزيع البيبسي كل واحد منهم قدر ملعقة طعام صغيرة و كأني اسقيهم شراب مضاد للسعال و ما بقى لي اقل من الربع أضفت عليه ماء ليكون أكثر و شربته احتفظت بالعلبة حتى عدت من الدوام وجدت ابن أختي الصغير قد سحقها حزنت لما اعطيتوه العلبة قال أبي ليس لدينا لعاب و هو أعجبته شكلها …. انتفضت وقال وهل هي (خشخيشة ) حاولت أصلاحها لكن اختفى وجه نوال ألزغبي حاليا اعمل مهندس في مكتب المحافظة وفي غرفتي ثلاجة ملئها علب بيبسي مختلفة الأنواع وعليها صور ألاعبين كرة قدم و فنانين و الحكومة تحرص ان لا تفرغ ثلاجتي من البيبسي ابدأ لكن ألازلت اذكر تلك العلبة و كنت أتمنى لو ان أبي لم يعطيها الابن أختي لاحتفظ بها ذكرى